بالصور والفيديو.. الإيواء الموقت بـ"مستقبل السويس".. سكن دائم يحاصره الفقر والمرض والخوف
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
السويس - حسام الدين أحمد:
وسط مياه الصرف وكابلات الكهرباء العارية، والفقر ومسببات الخوف، تعيش 64 أسرة في أربع عمارات بمساكن إيواء المستقبل في السويس، يحيطهم سور حديدي، وتعزلهم المسافة نسبيًا عن باقي العمارات الأخرى بالمدينة.
وعلى الرغم من أن الإيواء العاجل مخصص للإقامة المؤقتة للحالات والأسر التي تهدمت منازلهم، أو يمثل البقاء فيها خطورة على حياته، ومن أصبحوا بلا مأوى لأي سبب آخر، إلا أن هناك من قضى خمس سنوات بهذا المكان، ولم يخرج منه لعدم قدرته على توفير وحدة سكنية له، وتجاهل القائمين على الأمر بالمحافظة لحالتهم.
"الواد مات كده لوحده، مشكاش.. مات في الأرض وعينه مفتوحة وبقه مفتوح".. تتحدث أفراج محمد حافظ، سيدة مُسنة لـ "مصراوي" عن حفيدها "محمد" الذي توفي أمام أعينها في الشقة التي تقيم بها في الدور الأرضي بإحدى العمارات الأربعة المخصصة.
وتقول أفراج السيدة، صعيدية الأصل، إن أسرتها مكونة من 10 أشخاص، هي و8 أطفال لابنها وزوجته التي تعمل خادمة بين الحين والآخر لتوفر نفقات الحياة، أما أب الأطفال فقد أصابه مس من الجنون قبل عامين عندما سقط من على لنش بخليج السويس كان يعمل عليه، فاحتضنته المياه وصار "مجذوب" ولا يرونه إلا على فترات متباعدة.
داخل مسكنها غير الآدمي متصدع الجدران يتزاحم الأطفال، تتساقط عليهم مياه الصرف من الشقة العلوية خلال نومهم، وتخشى الجدة أن يسقط سقف الغرفة عليها وأحفادها بعدما ظهر حديد التسليح يغلفه الصدأ.
وتقول الجدة "أفراج": إن موظفين بالمحافظة حضروا قبل عامين، ووعدوهم بتوفير وحدات سكنية لهم، بدلاً من الإسكان المؤقت، لكن لم يتغير شيء، وما زالت تقيم في تلك الشقة، التي تحيطها مياه الصرف من كل اتجاه، وتخشى على احفادها، أن يصيبهم ما نال صغيرهم الرضيع الذي تقول إنه مات ولا تعلم سبب وفاته، لا هي ولا مفتش الصحة الذي كتب تصريح دفنه، بحسب قولها، وطالبت بتوفير شقة آدمية لها بأي مكان، وإعانة شهرية مناسبة تكفيها وأحفادها سؤال الناس والعمل في خدمة البيوت.
قبل 5 سنوات انتقل رمضان سيد خليل، بائع خضروات لمسكنه الحالي بالإيواء، بعدما ترك منزله في كفر العرب بحي الأربعين لتصدعه وخطورته الداهمة، لم يمض عام حتى أخطرته لجنة الإسكان في المحافظة بتوفير مسكن له وتخصيص الشقة رقم 8 بعمارة 31 مساكن اليسر بعتاقة.
"توجهت للشقة لقيتها من غير باب ولا شباك.. روحت المحافظة قالولي هنركبهم ونبلغك، بس الموضوع طول لما روحت أطمن لقيت الشقة ساكنة".. بتلك الكلمات أخبر خليل، وأضاف أنه عندما عاد وأخطر أعضاء لجنة الإسكان، أخبروه أن الأمر ليس بأيديهم وأن ينتظر حتى يوفروا له شقة جديدة.
ويشير بائع الخضروات، إلى أنهم صدقوا وخصصوا له شقة رقم 15 الدور الخامس عمارة 24 بمساكن اليسر أيضًا، لكن هذه المرة وجد "بلطجي" يقيم بالشقة المخصصة له، وحين عاد للجنة طالبوه بالانتظار حتى يتواصلوا مع الشرطة لإخلاء الشقة.. وهذا لم يحدث حتى اليوم.
وقال انه يطالب بمساواته بمن كانوا يقيمون بعزبة الصفيح وانتقلوا لعمارات العبور التي أنشأها صندوق تطوير العشوائيات، وأعتبر أنه وغيره من أهالي الإيواء يستحقون الانتقال لذلك المكان وتوفير حياة كريمة آمنة لهم.
واتهم "خليل"، موظفين بلجنة الإسكان بالتخاذل والتسبب في ضياع حقه، وإطلاق وعود على الورق دون تنفيذ حقيقي ينتشله وأهالي الإيواء من براثن المرض والتلوث الذي يغرق العمارات.
أما "أم محمود" فهي وأسرتها من أقدم المقيمين بمساكن الإيواء، وتلقت وعودًا كثيرة بالحصول على شقة آدمية، وكانت تجد في كل مرة "البلطجية" وأرباب السوابق يسبقونها إليها.
"بقالي هنا 7 سنين.. عايشيين مع بعض أسر.. ومفيش حد بيشتكي من التاني.. لكن احنا تعبنا من المكان هنا.. صرف طافح وكابلات كهربا عريانة ولا حد سائل فينا، والسنة اللي فاتت لما عرفوا إن المحافظ السابق جاي يزورنا بعتوا عمال النظافة، لكن مرضناش ندخلهم، قلنا خليه يشوف الوضع زي ما هو"..
تقول أم محمود، وتضيف أنها وأسرتها كانوا يقيمون بشقة متوسطة الحال، لكن صدر قرار إزالة للمنزل، وانتقلت منذ ذلك الحين إلى الإيواء، وتلقت وعودًا كثيرة بتوفير شقة، وحين انتقل زوجها لاستلامها وجد "البلطجية" يقيمون فيها.
وأضافت انها لم يبق أمامها سوى أن تتحه وأسرتها ويقتحموا أي شقة مغلقة من الوحدات التابعة للمحافظة، ويقيمون فيها، كما حدث معها، معتبرة أن ذلك الحل الوحيد أمامها في ظل تجاهل العاملين بلجنة الإسكان لهم.
كانت محافظة السويس، بدأت في مارس العام الماضي، تسليم أهالي كفر العرب وعزبة الصفيح وحدات سكنية بعمارات العبور المخصصة لإسكان العشوائيات، تضم 7 عمارات، تشمل 366 وحدة سكنية، وضمت الدفعة الأولي 120 أسرة، أعقبها في مايو تسكين 80 أسرة، ويتبقى عدد وحدات يكفي لاستيعاب الأسر الموجودة بإسكان الإيواء العاجل.
من جهتها، قالت فاتن عبد العزيز، مديرة مكتب التسكين بالمحافظة، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي": إنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة سوف تعقد جلسة بحوث تشمل الأسر الموجودة بالإيواء، وسيجري فحص كل حالة على حدى ومدى أحقيتها في الحصول على وحدة سكنية بديلة لهم، وذلك بعد حصر الوحدات الخالية المتبقية بالإسكان التابع للمحافظة.
وأوضحت فاتن عبد العزيز أن لجنة الإسكان لا علاقة لها بما ينقص الوحدات من مرافق أو نوافذ، وأن المتضررين من ذلك كان عليهم أن يتوجهوا لمديرية الإسكان والمرافق للتواصل مع المقاول المنفذ للوحدات.
وأكدت أن اللواء أحمد حامد، محافظ السويس، يشرف على جلسات البحوث ويجري عرض نتائجها عليه، ليقرر ما سيتخذ من إجراءات وفقًا لتقارير الحالات ومدى احتياجها للوحدات.
ونفت تقاعس أعضاء اللجنة عن دورهم في توفير مسكن أمن وحياة كريمة للمواطنين البسطاء أصحاب الظروف الاجتماعية الصعبة.
فيديو قد يعجبك: