خسائر بالملايين لمزارع البط في الدقهلية بسبب الـ"DVE".. ومربي: "المصل مش نافع"
الدقهلية - رامي القناوي:
حالة من الهلع انتابت مربي البط بمحافظة الدقهلية، بعد نفوق الآلاف منه داخل المزارع بسبب فيروس "طاعون البط"، وعجز الأمصال عن مواجهته، ما أدى لارتفاع أسعاره في الأسواق، وتعرض أصحاب المزارع لخسائر تقدر بملايين الجنيهات.
في هذا الصدد، أكد عبد الرحمن السعيد عامر، أحد أكبر مربي البط المسكوفي، أنه يخسر أكثر من 800 ألف جنيه في دورة التربية الواحدة بسبب الفيروس.
وأوضح أن أمهات البط، التي يجري جلبها للإنتاج، أصبحت تتعرض للنفوق رغم حصولها على جميع التحصينات اللازمة من الوحدة الصحية، مضيفًا أن الكتاكيت أيضًا تنفق، لأنه لا يمكن تحصينها إلا بعد مرور 12 يومًا، مخلفة خسائر تقدر بملايين الجنيهات.
وأشار شرف الغنيمي، مربي بط مسكوفي، إلى ارتفاع أسعار البط بالأسواق، إذ وصل سعر الكيلو الواحد للمستهلك لـ 50 جنيهًا بعدما كان سعره 27 جنيهًا فقط، مؤكدًا أن الطاعون يصيب البط بشكل جماعي، وأنهم يواجهون صعوبات داخل المزارع لإنتاج الكتاكيت، نظرًا لانتشار الفيروس وعدم قدرة الأمصال التي يجري جلبها من معهد بحوث الأمصال واللقاحات في العباسية على مواجهة الفيروس والحفاظ على الثروة الداجنة.
وأوضح "الغنيمي" أن ارتفاع أسعار العلف ووصول سعر الطن الصويا لـ6 آلاف جنيه بالإضافة إلى تكاليف التحصين والتربية والعمالة أدى لزيادة الأسعار خلال الأونة الأخيرة، ما أدى إلى إحجام بعض المواطنين عن الشراء، ما ينذر بكارثة كبرى ستتعرض لها مصر خلال الفترة المقبلة.
من جانبه قال الدكتور كامل أبو العزم، رئيس اللجنة المشكلة من أساتذة كلية الطب البيطري بجامعة المنصورة لبحث أسباب نفوق البط بمحافظتي الدقهلية ودمياط،، إن الفيروس المنتشر بين البط ليس بجديد بل متواجد منذ سنوات عدة ومعروف باسم الـ"DVE"، بالإضافة إلى فيروس أنفلونزا الطيور "H5N1" والسلمونيلا.
وأضاف "أبو العزم" أن الفيروس أصاب البط بعمر شهرين، وتجري مواجهته بالتحصين، ثم تحور وأصبح يصيب البط بعمر 6 أيام، ويصعب تحصينه خلال تلك الفترة، إذ أنه من الضروري أن يمر 12 يومًا من عمر البطة.
وأشار "أبو العزم" إلى أن "نسب النفوق وصلت في بعض المزارع من 20 إلى 60%، وأخرى إلى 100%، عند تحور المرض بدأنا كفريق مشكل من قبل جامعة المنصورة بالحصول على عينات من البط وإجراء تحليل باثولوجي عن طريق تقطيع الخلايا وتشريحها لصنع المصل المناسب".
ونفى "أبو العزم" حدوث أي تأثير للمواطن من إصابة البط أو تناوله، مشيرًا إلى أن الفيروس عند تمكنه من البطة يؤدي إلى وفاتها في الحال، موضحًا أن اللقاح يصنع داخل مصر، وتحصن به الأمهات، مشيرًا إلى أن الأجسام المضادة أو المناعية الصادرة من الأم غير قادره على حماية صغيرها، وتنخفض المناعة من الأم وتحدث الإصابة بأعمار صغيرة.
وأكد "أبو العزم" البدء في إعداد نشرات توعية لمربي البط عن أهم أمراض التي تؤدي نفوقه، وأسباب انتشارها وكيفية مقاومتها والسيطرة عليها، والبدء في إعداد مؤتمر موسع عن أمراض وتغذية وتربية البط في مصر، مساهمة من الجامعة في الحفاظ على إحدى ثروات الأمن الغذائي.
وأوضح أستاذ الطب البيطري بجامعة المنصورة اأه يعمل خلال الفترة الحالية مع بعض الأساتذة على تطبيق أبحاث علمية تسمح بمواجهة الفيروس وتحصين البط خلال الأيام الأولى من عمره، ليتم مواجهه المرض والعمل على زيادة الثروة الداجنة بمصر للمساهمة في نمو عجلة الإنتاج الحيواني.
فيديو قد يعجبك: