إعلان

بالصور- "وكالة الجداوي".. آخر أثر مملوكي في الأقصر مُهدّد بالانهيار

02:32 م الأحد 07 مايو 2017

الأقصر- محمد محروس :

إهمال جسيم تعرضت له وكالة الجداوي الأثرية بمركز إسنا جنوب الأقصر، خلال العقود الماضية وحتى الوقت الراهن، إذ تجاهلت وزارة الآثار الحالة المتردية التي وصلت إليها الوكالة بعدما تعرض سقفها للانهيار مع وجود ميل ظاهر في غالبية الحوائط، ما دفع المسئولين لإسنادها بالألواح الخشبية حتى لا تسقط فضلًا عن وجود شقوق طولية وعرضية في مختلف أركان الوكالة وتلف غالبية الزخارف بسبب الرطوبة وارتفاع نسبة المياه الجوفية.

وكالة "الجداوي" تقع وسط مدينة إسنا بالناحية الشمالية للمعبد الروماني وعلى مقربة من نهر النيل، وتبلغ مساحتها حوالي 2321 مترًا، حيث تعد وكالة الجداوى من أهم الوكالات التجارية في صعيد مصر، ومسجلة ضمن الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزارى رقم 10357 لسنة 1951، والمنشور بالوقائع المصريه بالعدد 115 لسنة 1951 لتشكل مع معبد إسنا الروماني ومأذنة الجامع العتيق بانوراما أثرية فريدة تجمع عدة حضارات.

الباحث الأثري عبدالعظيم كامل محمد يقول إن "الوضع الحالي لوكالة الجداوي بالغ الخطورة فقد أثبت تقرير فني عن الوكالة صدر قبل 3 سنوات وجود شروخ طولية وعرضية فى الواجهة تزداد بصفة يومية وانعواج في الواجهة تمتد خطورته إلى الدرجة الأولى".

وأضاف عبد العظيم: "هذا فضلًا عن انفصال العتب والعقد عن الواجهة ووجود شروخ في الفتانات التي وضعها المهندس المكلّف من قبل قطاع المشروعات وتلف أحد الأعمدة في الدور الأول، فضلًا عن انهيار السلم الصاعد الذي يقع في الركن الشمالي الشرقي ووجود شروخ طولية وعرضية باتساع كبير فى الدور الثاني وسقوط سقف إحدى الحجرات بالدور الثاني".

وأشار عبد العظيم إلى أن الوكالة يعود تاريخ بنائها إلى ما قبل 305 سنوات بالقرب من معبد الإله خنوم بإسنا، وأنشأت عام 1712 ميلادية على يد حسن بك الجداوي، الذي كان مملوكًا لعلي بك الكبير، وهو أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الذهب، وأطلق عليه لقب الجداوي لأنه كان يتولي إمارة جدة، وتوفي عام 1800م.

وأوضح أن الوكالة تتكون من واجهة رئيسية تطل على معبد إسنا، ويوجد بها "كتلة المدخل"، التي يعلوها لوحًا خشبيًا يشمل النص التأسيسى لهذة الوكالة وبها مجموعة من الحوانيت.

من جانبه قال محمود مسعود مغازي، مدير الآثار الإسلامية بمدينة إسنا، إن الوكالة تخضع حاليًا لعملية ترميم كاملة بعد الموافقة على توفير الاعتمادات المالية اللازمة لذلك.

وأشار "مغازي" إلى أن مرممي الوزارة لجأوا لاستخدام الألواح الخشبية في إسناد حوائط وجدران الوكالة؛ منعًا لسقوطها بسبب عدة عوامل خلال العقود الماضية.

وذكر مؤرخون أن الوكالة كانت تستخدم كمقر ومنزل للتجار والبيع والشراء للسلع والحاصلات في الطابق الأول، حيث كانت إسنا تشتهر في ذلك الوقت بكونها مركزًا للتبادل التجاري في صعيد مصر ومرور القوافل التجارية بها محملة بالبضائع وأهمها "الصمغ العربي، ريش النعام، وسن الفيل".

ومن أشهر البضائع التي كانت تباع بالوكالة السلال والمصنوعات الخفيفة المصنوعة من سعف النخيل المصبوغ بألوان متعددة، والأقمشة القطنية الخام الناعمة والشيلان المعروفة باسم "الحلاية" التي كانت أكثر الملابس شهرة عند سكان مصر في ذلك الوقت خاصة المسافرين وهي عبارة عن "فراش، وجِبة، وخيمة" وكانوا يضعونها على رؤوسهم ويطوقون به رقابهم.

فيديو قد يعجبك: