بالفيديو.. لهذه الأسباب قضت جنايات كفر الشيخ ببراءة 63 إخوانيًا

كفر الشيخ - إسلام عمار:

قالت محكمة جنايات كفر الشيخ "الدائرة الأولى"، في أسباب حكمها عن جريمة الانضمام لجماعة إرهابية: "إن أوراق الدعوى قد جاءت خلوًا من ثمة دلائل على حصول انضمام المتهمين لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وهو ما لا يمكن تحققه أو افتراضه من خلال تظاهرة".

وأضافت أنه على فرض أن من قام بتنظيمها ينتمى إلى هذه الجماعة أو لأن شخصًا رفع فيها صورة الرئيس المعزول محمد مرسى أو شارة "رابعة"، أو ارتدى ملابس اعتاد أنصار تلك الجماعة على ارتدائها، ذلك أن مَن يُعلن تعاطفه مع الجماعة الإرهابية أو يعلن تأييده المعنوي لها لا يُعد عضوًا فيها ولا منضمًا إليها ولا مشاركًا فيها، إلا إذا أتى بنصيب من المساهمة فيها.

وتابعت، أنه مع علمه بأغراضها وبأنها تتخذ من الإرهاب وسيلة للوصول إلى هذه الأغراض والأهداف، أو كان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها لتحقيقها، أو الإخلال بالنظام العام، وهو ما خلت منه أوراق الدعوى، بل إن المحكمة وهي تشاهد الفيديو الخاص بجانب من التظاهرة والذي قدمته الشرطة أبصرت أشخاصًا يفترشون الأرض يرسمون على لوحات قماشية في هدوء وروية.

وأشارت إلى أن هناك آخرين يرقصون على أنغام موسيقى، وهي أفعال لا يأتيها مُخرِّب ولا تثير حالة من الرعب في عقول أشخاص معينين ولا تخلق أزمة أو حالة تمرد عام ولا تهدد الاستقرار أو سيادة الدولة؛ الأمر الذي لا تتوافر معه أركان هذه الجريمة في حقهم، ولا يقدح في ذلك تحريات الأمن الوطني.

وكشفت المحكمة في أسباب حكمها، أن هذه التحريات لم تتأيد بثمة دليل أو قرينة أخرى في الأوراق ولا يمكن للمحكمة أن تعول عليها بمفردها في هذا الصدد، وما رفعه بعض المتهمين ممن اشتركوا في التظاهرة من لافتات قماشية تضمنت عبارات "غدًا ستشرق شمس جديدة"، و"شعب مصر سياسي" "وحالفين لنمحي المستحيل" "ونحن جيل الصمود"، لا يمكن اعتباره دعوة إلى الفتنة أو إلى ارتكاب جريمة إرهابية ولا ترويجا لأفكار ومعتقدات داعية لاستخدام العنف.

وقالت المحكمة: إن ترديد عبارة "الحرية للمعتقلين" لا يثير في النفوس توترًا ولا يولد فيها النزعة إلى الهياج أو العنف، وآية ذلك عدم حصول ثمة هجوم على أي مصلحة حكومية ولا إتلاف لأموال عامة أو خاصة أو تعطل مصالح أو اعتداء على أموال عامة أو خاصة أو تعريض المواصلات للخطر".

وقبل النطق بالحكم، ألقى رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ كلمة تقديمية، قال فيها: "إنه بمناسبة هذه الدعوى وما حوته أوراقُها من أمور أخرى بين سطورها، فإن المحكمة تنوه بما هو آت، أولاً أن القضاء جزء من كيان هذا المجتمع وضميره ويعيش همومه وآلامه، ولا يجرمنه شنآن قوم على ألا يعدل.

ووجه رسالة عن هذه المحكمة إلى أولى الأمر أسرة ودولة (النشءَ النشء)، فهو أمانة كبرى بين أيديكم، ضبط سلوكه وتوجيه فكره وجهة قويمة إلى الحنيفية السمحة لأعظم شأنا مما سواه تصنعون، كما وجه رسالة المحكمة للتلامذة".

كما وجه رسالته للتلامذة مضيفًا لهم: "إلى هؤلاء الأطفال: غُرر بكم .. خُدعتم .. واستغلت براءتكم وعذرية عقولكم .. انسقتم وراء ماكرين، وجبناء يتوارَوْن فانضممتم دون قصد إجرامي إلى تظاهرة كانوا لها بخبثٍ صانعين دخلوا الجحور بعدها وتركوكم لهذا المصير تلاقونه.. ذقتم مرارة السجن وآلامه.. ومرَّت أيامه على أهليكم دهورا.. فهلاَّ اتخذتم منه عظة لأيامكم القادمة.. عودوا إلى رشدكم ولا تنساقوا.. أعملوا عقولكم ولا تنقادوا.. استفتوا قلوبكم ولا تنخدعوا.. أحبوا وطنكم فإنه الباقي.

كانت محكمة جنايات كفر الشيخ، قضت اليوم الاثنين، برئاسة المستشار بهاء الدين المري، رئيس المحكمة والدائرة، وعضوية المستشارين رمضان على الزقم، ومحمد السيد عبده، وسعيد عبد الرشيد السمادونى، وسكرتارية محمد رضا، ورامي شعيب، ببراءة 63 متهمًا، من أنصار جماعة الإخوان، بينهم 24 تلميذًا، من التهم المنسوبة إليهم، على رأسها الانضمام لجماعة محظورة، والتحريض على العنف، والتظاهر ضد النظام، وقطع الطريق الدولي الساحلي، وغيرها من الاتهامات.