إعلان

"تل اليهودية".. 90 فدان آثار بدون حراسة.. و"السرقة عيني عينك"

12:23 م الثلاثاء 11 يوليه 2017

القليوبية - أسامه علاء الدين:

وعود زائفة وتصريحات متعددة، يطلقها المسئولون عن الآثار في مصر، مرارًا وتكرارًا عن تطوير منطقة آثار "تل اليهودية" بشبين القناطر، الممتدة على مساحة 90 فدان تقريبًا، وتقع على بُعد ثلاثة كيلو مترات جنوب شرق مدينة شبين القناطر، والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى الأسرة الوسطى الفرعونية.

ووراء التسمية قصة، فعندما هرب مجموعة من اليهود، من اضطهاد ملك سوريا وفلسطين، وطلبوا الأمان من ملك مصر "بطليموس الخامس"، الذي سمح لهم بدخول الأراضي المصرية، واستقرت قافلتهم بقيادة زعيمهم الديني "أونياس" في تلك المنطقة، التي كانت تسمى في العصور الفرعونية بـ"رع حر محيت أون" أي مدينة "رع في الجهة الشمالية من مدينة أون"، وهي عين شمس الحالية، قبل أن يتمكن هؤلاء اليهود من بناء معبد صغير على جزء من المعبد الفرعوني، وشاعت تسمية "تل اليهودية" بعد ذلك على المنطقة بأكملها، لأن السيدات اليهود كن مؤمنات وقتها، بقدرة صخور هذا التل على حل مشكلة عدم الإنجاب، وكعادة اليهود في أجزاء كثيرة من مصر، فإنهم يعتقدون أن مجرد مكوث بعض أجدادهم في أي مدينة بها، فإنها تصبح مدينة مقدسة.

"آثار التل تنهب كل يوم من قبل عصابات السرقة، في مسمع ومرأى من الجميع"، هكذا بدأ محمد زيدان، أحد سكان القرية المجاورة للتل حديثه مع "مصراوي"، مؤكدًا أن المساحة الشاسعة للمنطقة الأثرية، جعلت من الصعب لرجال الأمن ومفتشي الآثار السيطرة عليها، ما جعلها عرضة للنهب والسرقة من قبل عصابات الإتجار بالآثار.

ويضيف خليل فتحي، أحد السكان المجاورين لمنطقة "تل اليهودية"، أن المنطقة أصبحت "بلاء" على سكانها، والقرى المجاورة، بسبب منع أي عمليات هدم أو بناء أو شراء أراضي إلا بعد موافقة وزارة الآثار، موضحًا أن المسئولين، لا يبحثون تطويرها، أو الاستفادة منها بأي شكل من الأشكال.

ويقول محمد مشهور، أحد قاطني المنطقة، إنه من الصعب السير في الطريق التل، ليلاً، لإنه يتحول إلى سكن للأشباح، وقطاع الطرق والعصابات، موضحًا أن طريق "تل اليهودية – كفر حمزة" بشبين القناطر، أصبح موقعًا مميزًا وفريدًا لعصابات قطع الطرق، ومهربي الآثار، مطالبًا الجهات الأمنية بوضع كمين أمني ثابت أو نقطة شرطة قرب المنطقة لحفظ الأمن، حفاظًا على أرواحهم.

من ناحيته، طالب سامي عبدالوهاب، عضو الحزب الناصري، بمحافظ القليوبية، وزير الآثار، بالاهتمام بالمنطقة التاريخية النادرة، بالإضافة إلى الاهتمام بالمتحف الذي تم إنشاؤه بجوار التل، ليضم آثار القليوبية جميعها، موضحًا أن الإهمال بلغ ذروته في تلك المنطقة التاريخية.

من ناحية أخرى، أكد اللواء محمود عشماوي، محافظ القليوبية، في تصريحات لـ"مصراوي"، أنه يتم حاليًا التشاور مع وزير الآثار، لدراسة إقامة أسوار مرتفعة في منطقة تل اليهودية لحمايتها من السرقات، والتعديات، والتنقيب، لأنها ظلت مهملة لعشرات السنوات، موضحًا أن عدم وجود متحف تسبب في عزوف السياح عن المنطقة.

وأضاف عشماوي، أنه يتم التنسيق مع وزارة الآثار لوضع المناطق الأثرية في القليوبية على الخريطة السياحية المصرية، موضحًا أن نهر النيل، سيكون أحد وسائل جذب السياحة بالمحافظة، نظرًا لعدم كفاءة الطرق البرية.

وأكد عشماوي، أنه يبحث حاليًا، توفير قطعة أرض أو مبنى مناسب للبدء في إقامة متحف كبير عليها ونقل أكثر من 14 ألف قطعة أثرية موجودة في تل اليهودية إليه، بالإضافة إلى بعض القطع الأخرى الخاصة بالقليوبية والموجودة بالقاهرة.

وأكد عشماوي، ضرورة الحفاظ على الآثار السياحية بمحافظة القليوبية، لتقديم نموذج حضاري متكامل يخدم أبناء المحافظة ويضعها على الخريطة السياحية العالمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان