إعلان

والد "نيرة" طالبة الدقهلية: الإهمال الطبي قتلها.. و"الصحة" تنفي (فيديو - صور)

02:14 م السبت 15 يوليو 2017

الدقهلية - رامي القناوي:

لم يمهل القدر الطالبة "نيرة نادر عبدالرازق"، ابنة قرية ميت ضافر التابعة لمركز دكرنس، بمحافظة الدقهلية، الحاصلة على مجموع 98.5% في امتحانات شهادة الثانوية العامة، بأن تفرح وسط أسرتها بتفوقها الدراسي، وتحقيق مركز متقدم بين طلاب مدرستها "فاطمة عنان أم المعلمات" بدموه، عقب وفاتها متأثرة بوعكة صحية.

أمام منزل نيرة، خلف محطة مياه الشرب بقرية ميت ضافر، جلس والدها "نادر عبدالرازق"، فني بالوحدة المحلية للقرية، في سرادق بسيط، يستقبل العزاء في نجلته، وسط حالة من البكاء الهيستري، أدت إلى صعوبة في النطق.

"حلمت بمجموعها قبل ظهور النتيجة" كانت تلك هي الكلمات الأولى لوالد "نيرة"، الذي أكد أن نيرة كانت دائمًا الأولى بين زميلاتها بالمدرسة، وكانت دائمًا تحرص على أن تكون ضمن الطلاب المتفوقين"، وقال نادر إن آخر ما قالته له نيرة: "أوعدك يا بابا أدخل كلية الطب وأشرفك وسط أهل القرية".

وأضاف والد نيرة، أن نجلته كانت أصغر أبناءه الأربعة، ودأبت طوال العام الدراسي على المذاكرة حتى اجتازات امتحانات الثانوية العامة، وأكدت وقتها أن الامتحانات سهلة وستستطيع تحقيق حلمها.

ويروي الأب تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة نيرة، قائلًا إن نيرة شعرت ببعض الآلام البسيطة نظرًا لكونها كانت تعاني من الصفرا، كما أكد أحد الأطباء بقرية كفر عبدالمؤمن، الذي قرر كتابة بعض الأدوية والمسكنات لها، وبعد 24 ساعة من العودة للمنزل، شعرت بآلام أخرى، وقررت على إثرها نقلها لمستشفى دكرنس، وكانت تسير على قدميها، إلا أن عند وصول مستشفى دكرنس طلب أحد الأطباء إحضار بعض الأدوية والمستلزمات من الخارج لإن المستشفى خالية من الأدوية.

ويتابع الأب حديثه: "خرجنا لشراء الأدوية وبعد فترة وجيزة وجدنا حالة نيرة تزداد سوء وفي حالة إعياء ويطلب الطبيب نقلها إلى مستشفى الحميات بالمنصورة، وتم إحضار سيارة إسعاف لنقلها إلى هناك، لكن حالتها ازدادت سوء، ما دعانا إلى نقلها لإحدى المستشفيات الخاصة، ليؤكد الطبيب هناك، أن الكبد في حالة إنهيار تام بسبب تعاطي أدوية عن طريق الخطأ، ولابد من نقلها إلى مستشفى الباطنة التخصصي على وجه السرعة".

وأكد الحاج نادر، أن نجلته دخلت المستشفى، واستمرت في معاناتها من الألم حتى دخلت في غيبوبة تامة أفقدتها الوعي لأكثر من 12 يومًا، قائلًا: "عند ظهور النتيجة علمت بحصولها على 98.5% وجريت على المستشفى علشان أفرحها، وحاولت أفوقها وأبلغها بالنتيجة، لكن مكنش في فايدة، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، أمس الجمعة".

وقال الأب، إن والدة نيرة دخلت في حالة نفسية سيئة جدًا، رافضة على إثرها تصديق ما حدث.

واشتكى رضا سعد علي، ابن خالة الطالبة المتوفية، من الإهمال بمستشفى دكرنس المركزي، مؤكدًا عدم توافر للأدوية والمستلزمات فضلًا عن المعاملة السيئة للمرضى.

وأكد رضا: "أنه فور ازدياد آلام نيرة، نقلت إلى المستشفى، وعند خروجنا لشراء الأدوية والمستلزمات التي طلبها الأطباء وجدنا نيرة في حالة انهيار تام، وملقاة على الأرض وطلب الأطباء نقلها إلى مستشفى حميات المنصورة، وتم استدعاء سيارة إسعاف لنقلها، وعند وصولنا إلى المستشفى أكد الطبيب أن المستشفى غير مختصة بعلاج تلك الحالات، ولابد من نقلها إلى مستشفى ذات إمكانيات أفضل ما اضطرنا إلى نقلها إلى إحدى المستشفيات الخاصة، الذين طلبوا دفع مبلغ 10 آلاف جنيه نظير استقبال نيرة".

ويستكمل نجل خال المتوفية حديثة ليؤكد ظهور عقبة جديدة في رحلة البحث عن علاج "نيرة "، ليؤكد عدم توافر أحد أنواع الأدوية بمدينة المنصورة، والبحث عنه بجميع الصيدليات، حتى استطاع أحد أبناء القرية العثور عليه في مدينة السويس، وعند تقديمه إلى الطبيب المعالج بالمستشفى أكد أن الحالة تزداد سوء لوجود خلل كبير بالكبد نتيجة تعاطي عقاقير بشكل خاطئ، واتفق الأطباء أن يتم نقلها إلى مستشفى الباطنة التخصصي، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة.

الطالبة نورهان أشرف الشناوي، إحدى صديقات "نيرة" قالت تفاصيل جديدة عن حياة زميلتها نيرة: "كانت متفوقة منذ صغرها ولم تبخل على أحد منهن بأي معلومة، بل وصل بها الأمر إلى شرح بعض الأسئلة الصعبة ومساعدتنا".

وأوضحت نورهان، أن "نيرة" كانت ضمن الطلاب الأوائل والأولى دائمًا على مستوى إدارة دكرنس التعليمية، ولم تكن تعاني من أمراض مطلقًا بل كانت تتميز فيما بين زميلاتها بقوة البنيان.

وقالت صديقة نيرة: "فور وصول نبأ مرضها المفاجئ حاولنا الوصول إليها لكن الأمر كان صعبًا بسب نقلها إلى عدة مستشفيات، وكان جميع زميلاتها بالمدرسة يدعون لها ودشنوا جروب لها على"فيس بوك" للدعاء لها، ومؤازرة أسرتها حتى تتماثل للشفاء، لكن رحلت عنا وتركت لنا بصمة وأثر كبير".

وخرج الآلاف من أهالي قرية ميت ضافر، التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، أمس لتشييع جثمان الطالبة نيرة نادر عبدالرازق، الحاصلة على مجموع 98.5% في الثانوية العامة، وخرج جثمان الطالبة من المسجد القديم بالقرية، وسط مشاركة كبيرة من أساتذتها وزميلاتها بالمدرسة وأبناء قريتها.

من ناحيته نفى الدكتور سعد مكي وكيل وزارة الصحة، تعرض الطالبة للإهمال الطبي، داخل مستشفى دكرنس المركزي، مؤكدًا أن نيرة كانت تعاني من حالة إعياء شديدة، ونظرًا لحاجتها لإجراء منظار، تم تحويلها إلى مستشفى الحميات بالمنصورة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان