"عيسى العليمي".. قصة شاب "منوفي" تصدى لبلطجة عائلة فأردوه قتيلاً
المنوفية - مروة فاضل:
بعد 7 أشهر من مقتله، أحالت محكمة جنايات شبين الكوم، المنعقدة بمحكمة وادي النطرون، اليوم الأحد، أوراق 12 متهماً من أبناء عائلة أبو حريرة، في قضية مقتل محمد عيسى العليمي، ابن قرية شما بمركز أشمون، إلى فضيلة المفتي.
"العليمي"، 45 عامًا، عامل، متزوج ولديه 4 بنات وولد رضيع، أخذ على عاتقه خدمة قريته وأبنائها، ومساعدة المحتاجين، وتجهيز العرائس اليتيمات، وساهم في إنشاء مدرستين بالقرية، وكذلك بناء محطة مياه ووحدة غسيل كلوي.. أفنى حياته في مساعدة الناس، حسبما أكد أهالي قريته وجيرانه.
حارب العليمي، أبناء عائلة أبو حريرة، الذين نشروا البلطجة والمخدرات والسلاح وقتلوا 11 شخصًا من أبناء القرية في معركة حامية، حوّلت القرية إلى ثكنة عسكرية، وجرى القبض على 22 من أبناء عائلة أبو حريرة، ولكن سرعان ما تم الإفراج عنهم، ليعودوا أكثر بطشًا للانتقام، حيث قرروا تحويل القرية تحت سيطرتهم والانتقام من اي مقاوم لهم.
ولكن أهالي القرية طردوهم منها، وأشعلوا النيران بمنازلهم، وفر جميع أهالي العائلة في عام 2011 من القرية، وكان "العليمي" شاهدًا على ذلك، ولكنهم كانوا يريدون العودة وتهديد الأهالي.
أخذ العليمي، على عاتقه مع عددٍ من الأهالي، عقد الجلسات العرفية لرأب الصدع، بحضور مدير أمن مديرية المنوفية السابق، وأرسل عدة شكاوى واستغاثات إلى وزارة الداخلية، من أجل تنفيذ ما جرى في آخر جلسة عرفية بين العائلتين، بعدم دخولهم للقرية ودفع تعويض لأهالي ضحاياهم، وصل به الأمر إلى إرسال استغاثة عاجلة إلى رئاسة الجمهورية، وأن يتم حماية أهل القرية من بطش العائلة.
وتلقى "العليمي"، العديد من تهديدات القتل من أبناء أبو حريرة، لرفضه عودتهم للقرية، وكان آخرها: " إذا رحل النهار فلابد من دخول الليل، وإذا عاش الإنسان فانتهاء عمره بدخوله القبر" برسالة على هاتفه قبل مقتله بساعات.
خرج العليمي لمشاهدة مباراة مصر وغانا في نوفمبر 2016، وتعقّبه الجناة عقب المباراة، حيث أكد صديقه "خيري السيسي" أنه بالقرب من كوبري حمام، على مدخل القرية، كان خلف المجني عليه، العليمي، وشاهد أحد الأشخاص من عائلة أبو حريرة، يدعى سامح، يطلق النار عليه. وحتى يتأكد من مقتله قام بتفريغ باقي خزانة السلاح ليلفظ العليمي أنفاسه، بعد نقله لمستشفى أشمون.
انتفضت قريته وثارت حزنًا عليه، وقطع الأهالي الطرق والسكة الحديد ونزع فلنكات القضبان، في حالة غضب عارمة لم تستطع قوات الشرطة السيطرة عليها، سوى بالقبض على عدد منهم، ولكن سرعان ما تم الإفراج عنهم لتهدئة الأوضاع.
تحولت القرية إلى ثكنة عسكرية تسكنها الشرطة على مدار عدة أيام، وحضر إليها كبار مسئولي وزارة الداخلية لامتصاص غضب الأهالي، ومنهم مساعدو الوزير، واعدين الأهالي بالقبض على الجناة.
وبذلت قوات الشرطة جهودها، وقُبض على 67 من أبناء عائلة أبو حريرة ومعاونيهم، إلى أن سلّم "سامح أبو حريرة"، المتهم الرئيسي، نفسه إلى قوات الشرطة.
ووجهت النيابة لـ 12 متهمًا، تهم القتل العمد مع الإصرار والترصد لـ"محمد عيسى العليمي"، وإحراز أسلحة نارية بدون ترخيص، وذخائر بدون اختصاص.
والمتهمين الـ 12 هم: "سامح علي أبو حريرة، أحمد محمد علي حريرة، حمدي علي محمد حريرة، علي مسعود حريرة، محمد علي محمد حريرة، نبيل علي محمد حريرة، هيثم علي محمد حريرة، حنان علي محمد حريرة، كريمة فهمي جبريل، مسعود علي محمد حريرة، أمل علي محمد حريرة، بدرية محمد أبو الغيط".
وقضت محكمة جنايات شبين الكوم، والمنعقدة بمحكمة وادي النطرون، اليوم الأحد، بإحالة أوراق الـ 12 متهمًا إلى فضيلة المفتي، بعد أن قضت بإعدامهم.
واحتفل أهالي قرية شما التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، بالحكم، حيث قامت عائلته بتوزيع المياه الغازية على الأهالي.
ونظم الأهالي مسيرة حاشدة طافت أرجاء القرية مرددين العديد من الهتافات من بينها: "يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح".
فيديو قد يعجبك: