لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- "نادية فتاة الاسكوتر" أسرع دليفري بالإسكندرية.. وقصة "ماما لازم تشرب البن"

02:43 م السبت 29 يوليو 2017

الإسكندرية – محمد عامر:

"البن لازم يوصل لماما الساعة 7 صباحًا.. هى متعودة تشرب قهوتها الصبح.. أرجوكى الأوردر ده مهم".. اتصال هاتفي تلقته "نادية" من إحدى عميلاتها مساءً دفعها لمخالفة مواعيد عملها لتنقل "البن" إلى منطقة بحري، وتنال إلى جانب المال دعوات سيدة، تحققت لها رغبتها في شرب فنجان من القهوة صباحًا كعادتها اليومية بشرفة منزلها المطلة على بحر إسكندرية.

من التاسعة صباحًا وحتى الثالثة مساءً.. تجوب "نادية عبد الصمد"، 39 عامًا شوارع المدينة الساحلية بدراجتها النارية "الاسكوتر" لتمارس عملها الذي قادتها الصدفة إليه، وهو جمع المنتجات من الباعة عبر الإنترنت، وتوصيلها إلى الزبائن بالمنازل.

بـ"اسكوتر وخوذة ونظارة سوداء".. بدأت نادية عملها منذ 5 أشهر، بعدما أرادت شراء نظارة من إحدى صديقاتها التي تعمل في بيع المنتجات "أون لاين"، على الإنترنت، إلا أن عدم وجود "دليفري" لدى صديقتها في ذلك الوقت، جعلها أول سيدة تعمل بهذا المجال في الإسكندرية.

"الـ C.V بتاعك فاضي.. إنتى اشتغلتلي 5 سنين في مكتبة الإسكندرية.. وطوال الـ 10 سنوات اللي فاتت معندكيش أي خبرة".. كلمات مُحبطة كانت تسمعها "نادية" الحاصلة على ليسانس آداب قسم تاريخ وآثار إسلامية من جامعة الإسكندرية، في كل وظيفة تُقدم لها، كلمها تذكرتها الآن تقول: "الحمد لله إنى لم أقُبل فى تلك الوظائف".

"لو كنت اتقبلت كموظفة في مدرسة أو سكرتيرة في شركة مكنتش اشتغلت الحاجة اللي بحبها".. تحكي "نادية" تجربتها مع مجال لم يطرقه قبلها سوى الرجال، مشيرة إلى أن شعورها بالضيق والملل دفعها للتفكير في العودة للعمل بعدما تركته برغبتها طوال 10 سنوات بعد الزواج.

وتوضح أن الخبرة والسن كانوا عائقًا أمامها قبل أن تقودها الصدفة والفضول إلى العمل في توصيل الطلبات للمنازل باستخدام "الاسكوتر"، الذي ابتاعته قبل عام ونصف.

وتضيف"نادية" فى حديثها لـ"مصراوي"، إن زوجها الذي يعمل قبطانًا بحريًا، ويحمل الجنسية الإيطالية كان قلقًا فى البداية من طبيعة عملها الجديد، لخوفه عليها من تعرضها لمضايقات، ومع الوقت تحول إلى أكبر الداعمين لها، بعدما تأكد أن الزبائن جميعًا سواء العميل أو صاحب "الأوردر" من السيدات.

وتتذكر "نادية" أول "أوردر" لها، وهو مستحضرات تجميل مصنوعة من مواد طبيعية من عميلة بسموحة إلى "زبونة" لها في منطقة ميامي، قائلة: "فى ستات كتير جدًا فى البيت بيعملوا منتجات رائعة، لكن أزواجهم يرفضون نزولهم الشارع.. أنا فرحانة إني بساعدهم في تسويق منتجاتهم".

وحول تعرضها لمضايقات خلال عملها، قالت "نادية": "زى أى شغلانة تانية أكيد فى بعض المضايقات وتحديدًا من أمن العقارات، فهم لا يعرفون سوى دليفري المطاعم والصيدليات.. وكان السؤال دائمًا تبع مطعم أو صيدلية إيه وطالعة لمين فى العمارة؟.. قبل أن أقوم بشرح وظيفتي لهم وهم الآن يحترموننى جدًا".

وتنصح أول دليفري سيدة في الإسكندرية كل فتاة تفكر في دخول المجال، بأنه يجب عليها أن تكون حريصة جدًا، لكون بعض الطلبيات لمنتجات باهظة الثمن، مشيرة إلى أنها تنقل حوالي 8 أوردارات يوميًا، مضيفة: "أنا ست بيت أولًا وأخيرًا وحريصة إنى شغلى لا يؤثر على بيتي".

"حلمي القادم أن أؤسس شركة كل موظفاتها من البنات والسيدات، للعمل في جمع المنتجات من الباعة عبر الإنترنت، وتوصيلها إلى الزبائن بالمنازل".. بهذه الكلمات اختتمت أول دليفرى سيدة في مصر حديثها لـ"مصراوي"، قائلة: "هسميها شركة"الأوردر".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان