ألبرت فكري.. "طبيب الغلابة" بالمنوفية الذي ذهب ضحية الإجرام
المنوفية - مروة فاضل:
"كان بيساعد الفقير المسلم قبل المسيحي، وكان عنده ضمير ورحمة بالمرضى بمعنى الكلمة، ربنا ينتقم من الظلمة".. بتلك الكلمات نعى بعض مواطني المنوفية، واحدًا من أشهر أطباء المسالك البولية بمدينة تلا، والذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الأطباء.
فقد أنهى مسجلان خطر، أمس الأحد، حياة الطبيب بغرض سرقته، لتذهب معه الرحمة بالمرضى الفقراء وعلاج المحتاجين.
"ألبرت فكري"، 70 عامًا، ابن مركز تلا، طبيب مسالك بولية، توفيت زوجته منذ سنوات، يعيش أولاده بالقاهرة، بينما بقي هو وحيدًا في شقه صغيرة، تعلوها أخرى يديرها كعيادة بجوار كنيسة تلا.
أطلق عليه الأهالي، طبيب الفقراء، حيث كان يعالج مرضاه بمبالغ بسيطة، وأحيانًا كان يرفض الحصول على حق الكشف من المحتاجين، وفي النهاية يعطي العلاج مجانًا للأسر الفقيرة.
"فكري"، كان الطبيب و"التمرجي" في ذات الوقت، فقد كان ينظم بنفسه عملية دخول وخروج المرضى للكشف دون وجود وسيط.
استغل مسجلان خطر، أحدهما قتل جدته منذ 10 سنوات بسبب 40 جنيهًا، وفقد عقله بسبب المخدرات، ليتفق مع زميله على قتل الطبيب لسرقته، حيث يسكن بمفرده.
تسلّل المسلحان لعيادة الطبيب، وفور دخولهما سددا إليه عده طعنات بالرقبة أودت بحياته، ويسرقان مفاتيح شقته السكنية، ولكنهما يفشلان في السرقة عقب كسر المفاتيح بباب الشقة، ثم لاذا بعد ذلك بالفرار.
حالة من الحزن انتابت أهالي المدينة فور سماعهم بالحادث المؤلم، فأكد أحمد عبد العظيم، موظف، أن الدكتور ألبرت كان مشهورًا بالسمعة الحسنة واحترام الصغير والكبير، وكانت قيمة كشفه زهيدة جدًا، وأحيانًا كان يرفض الأموال ويقدّم الدواء للمحتاجين.
وأبدى آخرون حزنهم الشديد لمقتله بتلك الطريقة البشعة قائلين: "نحن في غاية الحزن على الدكتور ألبرت، وأبدًا لن تنكسر مصر أو ينجح أحد في التفرقة بين نسيج الوطن الواحد".
كان اللواء خالد أبو الفتوح مدير أمن المنوفية، تلقى إخطارًا من رئيس مباحث تلا، بالعثور على جثة الطبيب مقتولاً داخل عيادته، وبالانتقال والفحص، تبين أنه أثناء ذهاب أحد الأهالي للكشف بعيادة الدكتور، وجده مقتولاً بطعنات في الرقبة.
وعلى الفور، جرى تشكيل فريق بحث برئاسة العميد السيد سلطان، رئيس البحث الجنائي لكشف ملابسات الحادث.
وتبين أن وراء الواقعة كلاً من: سعيد محمد عبد الله، 43 سنة، سبق اتهامه في قضية مقتل جدته بسبب 40 جنيهًا، وصديقه أيمن، وذلك بدافع السرقة، حيث يسكن الطبيب بمفرده عقب وفاة زوجته.
واعترف المتهمان بارتكابهما للواقعة، وأكدا أنهما اعتديا على الطبيب داخل عيادته لسرقة شقته بالدور الأرضي وطعناه بعدة طعنات بالرقبة، ولم يتمكنا من سرقة شقته الأخرى بسبب كسر المفاتيح بباب الشقة، وفرا هاربين.
جرى تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
فيديو قد يعجبك: