لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. "مصراوي" يحقق في لغز "العمر الذهبي".. هنا عاش 31 طفلًا "مجهولًا"

06:50 م الأحد 09 يوليه 2017

الإسكندرية – محمد عامر:

كيف كان يعامل 31 طفلا وطفلة "دون شهادات" داخل "شقة" فى الإسكندرية؟ ولماذا سلّمتهم الشرطة لجمعية غير مرخصة لإيواء الأيتام؟ ومن صاحب المكالمة المجهولة التى كشفت الواقعة؟.. باتت هذه الأسئلة ألغاز لم يجب عنها بيان مديرية التضامن الاجتماعي حول الواقعة.

"مصراوى" زار "الشقة"، المعروفة باسم مقر جمعية "العمر الذهبي"، وجمع روايات جيران وحارس العقار وزوجته، بحثًا عن حكاية أطفال "مجهولين" تتراوح أعمارهم بين شهر و17 عامًا.

9

لغز "شقة" جمعية "العمر الذهبي"، بدأ عندما تلقت إدارة الأسرة والطفولة بمديرية التضامن الاجتماعى بالاسكندرية، اتصالًا هاتفيًا من مجهول بوجود أطفال دون شهادات ميلاد في إحدى دور الأيتام غير المرخصة بمنطقة المندرة.

وكلّف محمد كمال الدين الحجاجي، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالإسكندرية، لجنة تضم مسعد عبد الرؤوف، مدير إدارة الأسرة والطفولة، وطارق برعي، مدير إدارة الدفاع، وفريق التدخل السريع بالتحرك إلى العنوان المُبلّغ عنه في المكالمة.

5

وفي شارع حورس متفرع من شارع النبوي المهندس بمنطقة المندرة قبلي شرقي الإسكندرية، تبين صحة الشكوى، وعُثر على 31 طفلًا من مختلف الأعمار محتجزين دون وجه حق وسند قانوني داخل "شقتين" بالعقار المشار إليه، تتبعان جمعية تحمل اسم "العمر الذهبي".

"الأطفال كانوا هنا في الشقتين اللى فى الأرضى جمب أوضتى دول".. أشار عم "محمد عبد العزيز"، حارس العقار، الذي يقع به مقر الجمعية وهو يتحدث معنا، قبل أن يضيف: "كل اللى اتقال عن الحاجة سعاد صاحبة الدار كذب.. الجمعية تعمل تحت مظلة الداخلية.. عربية القسم كانت كل يوم هنا من بعد الظهر وحتى العشاء بتجيب أطفال وتاخد أطفال تانية".

2

"طالما الحكومة هي اللي بتسلمهم الأطفال يبقى إزاى بشتغل من ورا الدولة ودون ترخيص".. قالها حارس العقار، الذي أكد أن قسم شرطة المنتزه ثان كان يُسلّم الأطفال من مجهولي الهوية للجمعية بمحضر رسمي، مضيفًا: "ولما طفل بيظهر أهله بتيجي الشرطة هنا وتسلمه لأهله".

مديرية التضامن الاجتماعى بالإسكندرية أغلقت جمعية "العمر الذهبي"، وقالت إن رئيس مجلس إدارتها "سعاد.ع.ح" تمارس نشاطها فى إيواء الأطفال مجهولي النسب والأيتام دون ترخيص، وقررت النيابة العامة سرعة ضبط وإحضار القائمين على الدار، وإجراء تحريات المباحث حول الواقعة، للوقوف على ملابسات تواجد الأطفال داخل الدار، والاستعلام عن ملف الدار من المديرية.

4

وأمام أبواب الشقتين –مقر الجمعية – لم نجد أي لافتات توضح نشاط أو اسم الدار.. "اللى حصل أن الجهات الحكومية تسمح لأي أحد بمزاولة النشاط مع استمرار السير في إجراءات التراخيص.. معظم الأنشطة كده".. يقول حارس العقار.

ويضيف: "أصحاب دور رعاية الأيتام بالمنطقة هم من وراء الشكوى والمكالمة التي وصلت للتضامن الاجتماعى بعد انخفاض حجم التبرعات هقولك إيه يابنى الحمد لله إني ضرير ما بشوفش".

"للعلم الحاجة سعاد اشترت أرض لإنشاء مبنى خاص بالجمعية عليها وبدأت فى إجراءات ترخيصها".. بهذه الجملة اختتم "عم محمد" كلماته قبل أن تقاطعه زوجته "أم رشا"، قائلة: "الحاجة سعاد صاحبة الدار وكل اللى شغالين معاها بيعاملوا الأطفال أحسن معاملة وجايبين لعب للأطفال وملابس وفاتحين لهم شقتين على بعض مساحتهم 170 مترًا".

7

"الست دى اتظلمت وبإذن الله الجمعية هترجع تانى والحقيقة هتبان".. تضيف زوجة حارس العقار، قبل أن تستطرد: "أنت شوفت وائل الإبراشى جايب جمعية بيغتصبوا الأطفال فيها دول ما شوفناش فيها أى حاجة وحشة"، مشيرة إلى أن الجمعية بدأت ممارسة نشاطها في أبريل الماضي.

وتضيف زوجة حارس العقار والدموع تنهمر من عينيها: "فى جار بن حلال هنا فتح أرضه للجمعية علشان يعملوها ملاهي للأطفال يلعبوا ويخرجوا فيها.. وكان بيجى الجمعية هنا فنان اسمه حسين المملوك بتاع (ادينى عقلك) بيزور الأطفال ويتصور معهم".

9

وحول تفاصيل اليوم الذي أغلقت فيه مديرية التضامن الاجتماعى الدار، ونقلت الأطفال لدور رعاية أخرى، توضح: "لما موظفين التضامن وصلوا الدار كان فيه طفل اسمه (فهد) كان بيوصل أبو رشا يوميًا للمسجد.. دا قعد يبكى وهما بيخدوه من هنا علشان يودوه جمعية تانية.. وفي طفلة عندها 12 سنة كانت رافضة تروح معاهم وهددت إنها هتموت نفسها وقعدت تقول للحاجة سعاد (متسبنيش ياتيتة)".

"زى ما أنتوا شايفين مراجيح وألعاب الأطفال لسه زى ما هي هنا".. اصطحبتنا زوجة حارس العقار إلى قطعة أرض مقابلة للعقار الذى توجد به الدار، قائلة: "هنا كان بيلعبوا .. بالله عليك شوفوا حل للأطفال ترجع.. والله العظيم ما تربطنى أي مصلحة بصاحبة الدار لكن أنا نفسي الحق يرجع لأصحابه".

الهدوء يخيم على أجواء الشارع الذى يقع بجوار مدرسة "فيوتشر" ومسجد "تبوك"، فلا أحد في الشارع أو العقار، حديث البناء، سوى أحد السكان كان يصعد شقته –رفض ذكر اسمه– قائلًا: "لا تربطني علاقة مع أصحاب الدار إلا أننى لم ألحظ أي نشاط مشبوه لهم .. والأطفال كانوا يبدون سعداء ولا يعانون من مشكلات".

9

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان