"هناء قتيلة كوم هتيم".. الزوجة التي حاولت إنقاذ زوجها فقُتلت بـ8 رصاصات
استياء بين القبائل بالصعيد من استهداف النساء العزل.. والأهالى: المساجد أغلقت والأعيرة الطائشة لا ترحم
قنا - عبدالرحمن القرشي:
رغم أن أعراف جميع العائلات والقبائل في صعيد مصر توافقت واستقرت منذ الأزل فيما يخص أخذ الثأر على "أن المرأة لا يُثأر منها، حتى وإن كانت قاتلة فإنه يؤخذ الثأر من أقرب الرجال لها قرابة، وإن لم يكن لها قرابة من الرجال، لا يثأر منها وتُهَجَّر خارج القرية والمدينة؛ وكذلك تعفى المرأة من تقديم القودة والكفن عن أبنائها لما في ذلك من إذلال للمرأة لا يرتضيه المجتمع الصعيدي والجنوبي في أعرافه المتوارثة، ويؤديه عنها قرابتها من الرجال"، إلا أن الخصومة الثأرية الأخيرة بـ "كوم هتيم" بين عائلتي الطوايل والغنايم خرجت على هذه الأعراف، ووصل الفُجْر فيها لقتل السيدات.
"مصراوي" التقت شهود عيان من أهل القرية اضطروا للهجرة لمحافظة مجاورة لقنا بحثا عن الأمن، ليتحدثوا لنا عن مشاهد مؤلمة من المذبحة التي خلفت 14 قتيلا وعشرات المصابين، ومن بينها "مقتل أول امرأة يُثأر منها عمدًا من عائلة الغنايم"، وهى "هناء ع" (38 عاما) التي قتلت بـ8 رصاصات أمام طفليها.
مقتل "هناء" أثار حالة استياء واستنكار واسعة بين قبائل وعائلات الصعيد، حيث اعتبروا الثأر من المرأة نقيصة في حق المروءة والكرامة لمن قتلوها، ولمن وافقوا على تلك الجريمة، فهم من توارثوا المثل القائل "عار من خد تار من مرا"، لأنه يعتبر نابعا عن عجز في مواجهة الرجال.
"حمدى ح" أحد شهود العيان سرد لنا واقعة مقتل "هناء"، موضحا أن زوجها "حمدي" (50 عاما) أصيب برصاصة في الصدر أمام منزله، فحاولت الزوجة إسعافه، فحملت "البرويطة" (وهي آلة تستخدم في نقل المحاصيل والأثقال بالصعيد) لتنقل زوجها خارج المنزل، إلا أن اثنين من المسلحين أطلقوا عليها 8 رصاصات نافذة، لتفارق هي وزوجها الحياة أمام طفليهما.
وتابع "عصام.و" أنه بعد مقتل "هناء" تصاعدت الخصومة بين العائلتين، ووصلت لمرحلة لا حدود للانتقام فيها، وأصبح الجميع مستهدافا، لا أحد تأخذه شفقة بشيخ أو امرأة أو طفل، وهو ما اضطر العديد من الأسر لمغادرة القرية.
وأشار "عبد الصبور.ح" إلى أنه بعد الثأر من الزوجة التي حاولت حماية زوجها، عُطلت الصلاة؛ وأغلقت المساجد لأول مرة منذ افتتاحها خوفا من الاستهداف، فالأعيرة الطائشة لا ترحم، كما أن قتلة "هناء" ارتكبوا أكثر ما يرفضه أهالي صعيد مصر وهو استهداف المرأة، فبالتالي بات كل شيء متجرأ عليه، وهو ما دفع 12 أسرة للهجرة خارج القرية لمحافظات ومراكز وقري مجاورة.
اقرأ أيضاً:
بين "الطوايل" و"الغنايم".. سلسال الدم بدأ بـ"كارت شحن" و"خناقة العيال" أشعلته
"كوم هتيم".. أرض "العسل الأسود" ترتوي بدماء "الطوايل" و"الغنايم"
فيديو قد يعجبك: