لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بين "الطوايل" و"الغنايم".. سلسال الدم بدأ بـ"كارت شحن" و"خناقة العيال" أشعلته

03:58 م الثلاثاء 15 أغسطس 2017

قنا - عبد الرحمن القرشي:

لم تشهد قرية "كوم الهتيم" التابعة لمركز أبو تشت، بمحافظة قنا، صراعًا ثأريًا كالذي تجدد مؤخرًا بين عائلتي "الطوايل" و"الغنايم"، فطوال أكثر من 80 عامًا، منذ أقيمت القرية، كانت نموذجًا للتوافق بين العرب والهوارة، حتى عام 2004 حينما بدأت الخلافات ببين عائلتى الطوايل والغنايم.

"مصراوى" اطلعت على دفاتر لجنة المصالحات الثأرية بمحافظة قنا؛ التي تضمنت أن معارك الثأر بين "الطوايل" و"الغنايم" بدأت عام 2004، عقب مشاجرة بين شابين من كلا العائلتين، حول قيمة كارت شحن، حيث أصر أحد أفراد العائلتين على بيعه بأغلى من ثمنه؛ وسرعان ما تحول الأمر لمشادة، تطورت لمعركة أسفرت عن مصرع شاب.

الخصومة بدأت في 2005 بمقتل شخص.. وتجددت في 2015 بمصرع 7.. وتحولت في 2017 لحرب شوارع

وقتها تدخل عبدالرحيم الغول، عضو مجلس الشعب والحزب الوطني آنذاك، ورئيس جمعية مزارعي قصب السكر، وضغط على أهالي القتيل من عائلة "الغنايم" لقبول الصلح، وهم ما حدث فعلًا في عام 2005.

وبناء على الصلح "المؤقت"، قدمت عائلة "الطوايل"، المنتمية لقبيلة "الهوارة"، الكفن لعائلة "الغنايم" في حضور رموز عائلات مركز أبوتشت. 

طوال العشر سنوات التالية، سادت حالة من التحفظ بين العائلتين إلى أن تجدد الصراع الثأري عام 2015، بسبب مشاجرة بين أطفال من كلا العائلتين تحولت لمعركة مسلحة أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات، وسط حالة من الرعب والفزع أصابت جميع سكان القرية.

تفاقمت الأحداث بين العائلين، الجمعة الماضية، عندما شهدت القرية، طبقًا لروايات الأجهزة الأمنية، ومرفق الإسعاف، "حرب شوارع" أسفرت عن مصرع 7 أشخاص بينهم سيدة، وإصابة 4 آخرين بينهما سيدتين، ليصبح إجمالي الضحايا بين العائلتين 14 قتيلًا.

يأتي هذا في الوقت الذي حذر فيه أهالي مركز أبوتشت من أن خطورة الصراع الثأري بين عائلتي الطوايل والغنايم بكوم هتيم، لا يكمن في العائلتين، بل في انتماء كل منهما لقبيلتين مختلفتين، وهما "العرب" و"الهوارة"، ولكل منهما عصبيتها بمختلف محافظات صعيد مصر، وهو ما قد يهدد بالأخطر، حيث تنتمي عائلة الطوايل إلى الهوارة، والغنايم لقبيلة العرب.

أبو الفضل بدران: لجان المصالحات السبب فى تصاعد الثأر.. و"فكار": الدراما الصعيدية تؤجج الفتتن

واتهم الدكتور محمد أبو الفضل بدران، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، وأحد الشخصيات المعروفة في محافظة قنا، لجان المصالحات الثأرية بصعيد مصر بالتسبب في تأزم الصراعات الثأرية دون أن تشعر، حينما تأتي وتقسو على أهالي الضحية للقبول بالصلح ولو شكليًا بغرض التصوير الإعلامي والتسجيل الورقي بإنهاء الخصومة وسط التهليل والتكبير.

وتابع "أبو الفضل": "عقب أشهر قليلة من الصلح الظاهرى، تتجدد الصراعات الثأرية، ويصعب الصلح للأبد"، داعيا لضرورة تفعيل سيادة القانون على المعتدين حتى تكون هناك عقوبة رادعة.

واتهم الدكتور عاطف فكار، أحد رموز قبيلة الهوارة بأبوتشت، الدراما المصرية، بالتسبب في تأجيج الفتن والصراعات في الصعيد عبر ما تطرحه من تناول دموي للأحداث، يزكي ثقافة الثأر والانتقام لمواطنين ليس لكثير منهم مصدر ثقافي سوى الدراما.

اقرأ أيضا:

"كوم هتيم".. أرض "العسل الأسود" ترتوي بدماء "الطوايل" و"الغنايم"

"هناء قتيلة كوم هتيم".. الزوجة التي حاولت إنقاذ زوجها فقُتلت بـ8 رصاصات

مصدر أمني عن سلاح "كوم هتيم": عثرنا على 20 منصة "جرينوف"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان