لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد تراكم "الحمأة" لـ4 أعوام.. "9ن" ينقذ الإسكندرية من كارثة (صور)

10:12 ص السبت 19 أغسطس 2017

الإسكندرية - محمد عامر:

على مدار 4 سنوات عاشت محافظة الإسكندرية وضعًا بيئيًا يوصف بالكارثي، كاد يتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة جراء تراكم المخلفات الصلبة بمحطات معالجة الصرف الصحي، والتي تعرف بـ"الحمأة" قبل أن يتم إعادة تشغيل "موقع 9 ن" بنجع أبو بسيسة.

موقع أو مدفن "9ن" أنشئ عام 1993على مساحة 350 فدانًا بتكلفة تقدر بنحو 1.5 مليار جنيه منهم 62 مليون دولار معونة أمريكية، بهدف التخلص من "الحمأة"، واستمر العمل به حتى قيام ثورة 25 يناير، قبل أن يتذمر الأهالي الذين يقطنون في المنطقة المحيطة به ويتم إغلاقه.

ومؤخرًا، أعيد تشغيل الموقع مرة أخرى عقب مفاوضات قادتها المنطقة الشمالية العسكرية مع أهالي نجع أبو بسيسة غرب الإسكندرية، لإقناعهم بعدم تسبب الموقع في مشاكل صحية أو مخاطر بيئية لهم.

انتشار الأوبئة

الدكتور أحمد حسام الدين، الخبير الدولي وأستاذ هندسة البيئة بجامعة الإسكندرية، قال إن الإسكندرية كانت مهددة بكارثة بيئية كبرى ونتائج سلبية لا يمكن أن يتوقعها أحد قد تصل إلى انتشار الأمراض الوبائية وتضرر المياه الجوفية، بعدما أغلق الموقع لـ4 سنوات كاملة.

وأشار"حسام الدين" إلى أن شركة الصرف الصحي لجأت إلى ترسيب المخلفات الصلبة بمحطتي التنقية الشرقية بسيدي جابر والتنقية الغربية بالقباري، وهي أماكن تقع وسط الكتلة السكنية وغير مجهزة للتخلص من المخلفات الصلبة على الإطلاق.

وأوضح أن موقع "9 ن" جرى اختياره في عام 1989 من ضمن 23 موقعًا آخرًا، بعد إجراء الدراسات البيئية والاشتراطات وفقًا لقانون البيئة الأمريكي - الجهة الممولة للمشروع – وتم استبعاد منطقة الحمام والتي تم اقتراحها لتكون بديل للموقع الحالي لكونها ستكلف الدولة الملايين في النقل.

وحول خطورة موقع "9ن" على المناطق السكنية المحيطة به، قال"حسام الدين" إن الموقع أثاره السلبية ليست بالشكل الذي يتصوره السكان، قائلًا: "المنطقة كانت غير مأهولة بالسكان عند إنشاء المشروع والسكان بدأوا يتجمعون حول المحطة بعد تشغيلها".

واقترح أستاذ هندسة البيئة، الاتفاق مع السكان على تخصيص جزء من عائد المدفن، والذي يتم فيه تحويل المخلفات الصلبة إلى سماد عضوي لصالح أهالي المنطقة لإنشاء مستشفيات ومراكز شباب بحيث تكون المنفعة متبادلة بين الطرفين.

تحويل المخلفات لسماد عضوي

ومن ناحيته، قال الدكتور حسين الأشقر، المدير العام السابق لمدفن "9 ن"، إنه تم تخصيص الأرض الحالية له عام 1989، بقرار رقم 283 من مجلس الوزراء بهدف التخلص من مخلفات الصرف الصحي، وإعادة تدويرها كسماد عضوي، بتمويل من المعونة الأمريكية في ذلك الوقت، مؤكدًا أنه وفقًا لإجراءات القياس البيئي فإن نجع أبو بسيسة هو الموقع الأنسب.

ومرت مفاوضات إعادة تشغيل موقع"9ن" بصعوبات عديدة بذلت خلالها المحافظة وقيادة المنطقة الشمالية العسكرية جهودًا كبيرة لإقناع عائلة أبو بسيسة، أكبر عائلات قبائل العزائم بالإسكندرية، والتي لها ثقل ونفوذ كبير بين أهالي القرى المجاورة لإعادة تشغيل موقع "9 ن".

كاميرات مراقبة وطرق بديلة

10 إجراءات اتخذتها المحافظة لضمان استمرار تشغيل الموقع وعدم الإضرار بصحة أهالي النجع، حيث وجه الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، بتركيب كاميرات مراقبة لمتابعة سيارات نقل الحمأة من المحطات إلى الموقع، وتوفير سيارات محكمة الغلق، فضلًا عن الالتزام بغسيل السيارات المخصصة لأداء العمل بشكل مستمر.

ووجه "سلطان" بإلزام السائقين بالسير في الطرق البديلة، ومعاقبة أي سائق غير ملتزم بتغطية سيارات نقل الحمأة، بالإضافة إلى سرعة الاستجابة لجميع مطالب الأهالي وزيادة عملية الرش للقضاء على الحشرات والذباب بالمنطقة.

وشدد المحافظ على تكثيف الحملات والقوافل الطبية بمنطقة نجع أبو بسيسة، لأخذ عينات دورية وتطعيم جميع العاملين بموقع "9ن" ضد فيروس الالتهاب الكبدي "B" للاطمئنان عليهم وحمايتهم من أي مخاطر صحية.

ومنذ أيام، زار الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، الإسكندرية لمتابعة تشغيل موقع "9 ن" وإيجاد حلول عاجلة لكافة المشكلات التي تواجه أهالي نجع أبو بسيسة، مؤكدًا ضرورة مراعاة البعد الإنساني لأهالي النجع والتأكد من عدم تضررهم من الموقع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان