مقبرة الإسكندر وثروات الرومان .. لعنة تطارد الطامعين في كنوز عروس المتوسط

الإسكندرية – محمد البدري:

لا يزال حلم التنقيب عن الآثار في محافظة الإسكندرية يطارد العديد من الباحثين عن الكسب السريع، أملًا في الحصول على مال وفير يؤمن حياتهم، إلا أن أغلب تلك المحاولات تنتهي بالفشل بين السقوط في قبضة الأمن أو بالموت، نتيجة مخاطرة البعض بحياتهم بحثًا عن الثروة في باطن الأرض.

ورغم تراجع ظاهرة التنقيب في المدينة الساحلية في الآونة الأخيرة مقارنة بالأعوام السابق إلا أن ذلك لم يمنع استمرار بعض المحاولات خاصة وأن طبيعة المحافظة التي شيدت على مناطق كاملة تعود للعصر اليوناني الروماني تغري العشرات من الباحثين عن الثراء السريع في الاستمرار عن التنقيب. 

محاولات البحث خلفت وراءها عددًا من الضحايا وفقًا لبيانات مديرية أمن الإسكندرية، وكان آخر ضحية لأعمال التنقيب في شهر مايو الماضي، عندما لقي عامل مصرعه صعقًا بالكهرباء في أثناء قيامه و5 آخرين، بالحفر والتنقيب عن الآثار داخل منزل بعزبة الهوارية بمنطقة العامرية غربي الإسكندرية، بعدما اصطدمت آلة الحفر اليدوي بأحد أسلاك الكهرباء في باطن الأرض وأسفرت عن وفاته. 

الحادث لم يكن الوحيد إذ سبقه قبل بضعة أشهر حادثًا آخر عندما لقي نجار مصرعه دفنًا تحت الرمال، بينما نجا شقيقه الذي أصيب باختناق أثناء التنقيب عن الآثار بأرض فضاء بمنطقة برج العرب، غربي الإسكندرية، بعدما واصلا الحفر لعمق 8 أمتار تحت الأرض.

تفاصيل الحادث تكررت في منطقة كفر عبده شرقي الإسكندرية، عندما لقي عامل مصرعه في أكتوبر الماضي خلال قيامه وأربعة آخرين بالتنقيب عن الآثار داخل حفرة بقطعة أرض فضاء، إذ انهارت رمال الحفر على المتوفى بعد أن واصل الحفر بمعاونة 4 آخرين لعمق 6 أمتار.

في الوقت نفسه تعددت وقائع إلقاء القبض على أشخاص بتهمة التنقيب عن الآثار، وكان آخرها ضبط 5 أشخاص خلال قيامهم بأعمال حفر وتنقيب عن الآثار أسفل عقار بمنطقة الورديان غربي المدينة بعد أن واصلوا الحفر لعمق 11 مترًا. 

في سياق متصل، قالت الباحثة الأثرية أمل نبيل، إن محافظة الإسكندرية من المدن التي يطمع الكثيرون في البحث عن كنوزها، خاصة مع وجود الأساطير والحكايات المتوارثة عن كنوز الملوك العظام وأشهرهم على الإطلاق حلم الوصول لمقبرة الإسكندر الأكبر التي لم يجري حتى الآن تحديد موقعها سواء في الإسكندرية أو ما إذا كانت في مكان آخر خارج مصر.

وأضافت في تصريح لـ"مصراوي"، أن التنقيب غير المشروع عن الآثار في الإسكندرية يعرض حياة مئات الأسر للخطر، خصوصًا أن المناطق الأشهر التي يجري البحث فيها تكون غالبًا مناطقًا شعبية ومساكنها قديمة، والتي قد تتصدع نتيجة الحفر أسفلها لمسافات كبيرة.