إعلان

بالصور- ملح "السياحات" الفاسد.. سموم على موائد سوهاجية

04:38 م الإثنين 07 أغسطس 2017

سوهاج – عمار عبد الواحد:

رغم أن ملح السياحات فاسد وغير صالح للاستخدام الآدمي ويضر بالصحة العامة للإنسان، لما يسببه من العديد من الأمراض التي قد تودي بحياة مستهلكه، غير أنه يجري بيعه للمواطنين بمحافظة سوهاج، لا سيما مركز طما وقراه شمال المحافظة، على أنه "ملح يودي مصرح باستخدامه من قبل التموين والصحة"، ما يعدّ غشًا تجاريًا في غياب تام للمسئولين والجهات الرقابية بالمحافظة.

وطبقاً للقانون رقم 10 لسنة 1966م، فإن هذا الملح غير مطابق للمواصفات القياسية 273 لسنة 2005، لتغيره في الخواص الطبيعية واحتوائه على شوائب وأتربة وانخفاض نسبة كلوريد الصوديوم به، وارتفاع نسبة الشوائب القابلة للذوبان وغير القابلة في الماء عن الحد المسموح به.

وبسبب قلة الرقابة من قبل مديريتي التموين والصحة بسوهاج على كل المنشآت التي تعمل في مجال الأغذية بكل مستوياتها، فإن هذا النوع من الملح يذهب إلى شركات ومصانع "بير السلم"، والتي تعمل في الظلام دون أدنى رقابة، وتهدف في المقام الأول للربح السريع، وليس جودة وصلاحية المنتج للاستهلاك الآدمي، مثل مصانع المخللات وتمليح الأسماك كالفسيخ والسردين، وغير ذلك من الصناعات التي يدخل فيها الملح في مراحل صناعتها المختلفة.

ويقوم التجار، راغبو الثراء على حساب صحة المواطنين، بتعبئة ملح السياحات دون تكريره وفلترته من الشوائب والأتربة والمواد الضارة، في أجولة وأكياس وعبوات مقلدة للشركات المنتجة المعروفة في السوق ولدى المستهلك بالأماكن العشوائية والريفية، حيث يحمّل الباعة الجائلون، عربات الكارو والتروسيكلات ويبيعونها للمواطنين البسطاء في الأحياء الشعبية والقرى والنجوع، لضمان خلو هذه الأماكن من الرقابة والمتابعة التموينية، مستغلين عدم وعي قاطني تلك المناطق بخطورة تناول واستخدام هذه الأنواع من الملح.

ويسبب استخدام ملح السياحات عددًا من الأمراض الفتاكة التي تصيب الكلى والكبد، لما يحتويه من أتربة وشوائب وعناصر ثقيلة.

والسياحة التي يستخرج منها هذا النوع من الملح، عبارة عن منخفض طبيعي أو صناعي تتجمع فيه المياه المالحة عشوائيًا، أيًا كان مصدر هذه المياه المختلطة بمياه الصرف الصناعي أو الزراعي أو مياه جوفية، بما تحويه من مخلفات وملوثات بيئية وعناصر ثقيلة.
ويقول أحمد الشربيني، مدرس من مدينة طما، إن عربات الكارو تجوب قرى المركز محملة بالملح السائب غير المعبأ بسعر منخفض للكيلو الواحد، في غياب تام حتى من مكاتب التموين المنتشرة بالقرى، مضيفًا أن الأهالي يُقبلون عليه لرخص ثمنه.

وقال عبد الرحمن النمر، فلاح من مركز طما، إن هذا النوع من الملح منتشر بكثرة في كافة الأسواق الأسبوعية بالقرى والمدن، لافتًا إلى أن المواطنين لا يعلمون خطورة ملح السياحات حتى المتعلمين منهم.

من جانبه أوضح العميد محمد نصحي، مدير إدارة مباحث التموين بسوهاج، أن هناك حملات موسعة لضبط المتاجرين بمثل هذه النوعية من الملح، والتي تضر بالصحة العامة للإنسان، مضيفًا أنه خلال الشهور القليلة الماضية، بالتنسيق مع إدارة مراقبة الأغذية بمديرية الصحة بالمحافظة، جرى ضبط 71 طن ملح سياحات داخل مخازن أحد التجار بمركز طما، كما ضُبط خلال الأسبوعين الماضي والجاري 77 طن ملح بنفس المركز.

وإلى أحمد فؤاد عمران، مدير إدارة مراقبة الأغذية بمديرية الصحة بسوهاج، الذي قال في تصريحات خاصة لـ "مصراوي": إن الكميات التي جرى ضبطها بطما مختلطة بمياه الصرف الصحي والزراعي، وغالبية أجولة الملح متحجرة من الرطوبة التي أصابتها.

وأوضح أن أصحاب تلك المخازن البعيدة عن أعين الرقابة، يطحنون أجولة الملح الخشنة بواسطة مطاحن متواجدة بالمخازن وتعبئتها داخل أكياس على أنها "ملح يودي صالح للاستخدام الآدمي"، بعد انتحال أسماء شركات كبرى وكتابتها على العبوات المختلفة، لإيهام المواطنين أنها سليمة ومطابقة للمواصفات، مناشدًا الأهالي بالإبلاغ عن وجود أي مخازن لهذه الأنواع من الملح الفاسد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان