في سوهاج.. "إسكان الحكومة" يخسر أمام أبراج رجال الأعمال

سوهاج – عمار عبد الواحد

تشهد سوق العقارات والأراضي بمحافظة سوهاج، ارتفاعا جنونيا خاصة العام الجاري بعد قرار تعويم الجنيه، وهو ما أثر بالسلب وقضى على أحلام غالبية الشباب في تملك وحدة سكنية، حيث تخطى سعر الشقة التي تبلغ مساحتها 100 متر في بعض الأماكن من المحافظة المليون جنيه، في ظل عدم اتخاذ أي خطوات فاعلة من قبل المحافظة بإنشاء وحدات سكنية مدعمة للشباب أو الإسراع في الانتهاء من مشروعات الإسكان القائمة، أو تسكين الوحدات السكنية التي تم الانتهاء منها بشكل فعلي.

وتعتبر مدن طهطا وسوهاج وأخميم وجرجا أكثر المدن بالمحافظة من حيث ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات لطبيعة هذه المدن التجارية والحيوية، لوجود المصالح والمديريات الخدمية بها، حيث وصل سعر متر الأرض في مدينة سوهاج إلى 150 ألف جنيه في بعض الشوارع مثل شارع الجمهورية، كما وصل سعر متر الأرض في طهطا إلى 90 ألف جنيه، أما المثير للدهشة كان وصول سعر قيراط الأرض الزراعية بقرية شطورة بمركز طهطا شمال المحافظة والمطلة على طريق "أسيوط - سوهاج" الزراعي الغربي إلى مليون جنيه.

عبده إسماعيل، سمسار عقارات من مدينة سوهاج، قال إن الارتفاع الجنوني لسعر متر الأرض بسوهاج وصل إلى 100 ألف جنيه حسب المنطقة، ما دفع العديد من أصحاب المنازل القديمة لهدمها وتشييد أبراج شاهقة بارتفاعات وصلت إلى 15 طابقا بالمخالفة للقانون، مضيفاً أن الأطباء في مدينة سوهاج وبعض رجال الأعمال ضاعفوا أسعار العقارات والأراضي بشكل مخيف.

وقال محمد عيسى، سمسار عقارات من مدينة طهطا إن هناك بعض الأشخاص أصحاب النفوذ لهم علاقات بمسئولي الوحدة المحلية استطاعوا بناء العديد من الأبراج السكنية في أماكن مختلفة، ويبيعون الوحدة التي لا تزيد مساحتها علي 100 متر بنصف مليون جنيه، رغم عدم قانونية العقار ومخالفته.

من جانبه قال المهندس برهوم علي عبده، وكيل وزارة الإسكان بسوهاج، إنه تم الانتهاء من تنفيذ 4060 وحدة من وحدات الإسكان الاجتماعي، مضيفًا تم تنفيذهم بمعرفة مديرية الإسكان وجهاز التعمير والبناء، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، موضحاً أن هناك وحدات سكنية أخرى غير هذا العدد بمدينتي سوهاج الجديدة وأخميم الجديدة.

وعن سعر الوحدة السكنية من وحدات الإسكان الاجتماعي التي تم تشطيبها قال "عبده" إن سعر الوحدة السكنية والتي تبلغ مساحتها 90 متراً 184 ألف جنيه، مضيفاً أن ارتفاع أسعار العقارات بالسوق الحرة ليس له علاقة بعدد الوحدات السكنية المتوافرة.

مصدر بمديرية الإسكان بسوهاج قال لـ "مصراوي" إن هناك مئات الوحدات السكنية التي تم الانتهاء من إنشائها ولكن لم تسكن للشباب حتى الآن، بسبب الروتين ومركزية التسكين، مضيفًا أن المديرية لا تملك قرار تسكين تلك الوحدات من عدمه، وإنما كل ما تقوم به المديرية هو إفادة الوزارة بأعداد الوحدات السكنية التي تم الانتهاء منها في كل مركز ومدينة وقرية.

وأشار المصدر إلى أنه يجب على محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبد المنعم التواصل بجدية مع وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لضرورة تسكين الوحدات التي تم الانتهاء منها والتوسع في إنشاء وحدات أخرى جديدة تيسيرًا على الشباب، خاصة مع ارتفاع أسعار الوحدات السكنية.