بعد 25 عامًا.. دمياط تستعيد أحد أهم منتجانتها
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
دمياط - محمد إبراهيم:
سنوات طويلة مرت على توقف العمل بمصنع "إدفينا"، أحد أهم الصروح الاقتصادية في دمياط، وكاد اليأس أن يتسلل إلى قلوب أغلب العاملين بعد قرارات تسريح الموظفين، لكن الماكينات التي أكلها الصدأ كانت قادرة على مواجهة العقبات التي واجهت الإدارة، وأبرزها عملية بيع آلات ومُعدات خط إنتاج الأسماك المحفوظة تزامنًا مع الاستغناء عن خدمات أكثر من 90% من المهندسين والإداريين والعمال.
عودة إلى الجمهور
وعقب توقف عن العمل دام حوالي 25 عامًا، أعلنت إدارة "المصنع" قبل ساعات نجاحها في إنتاج أول علبة "تونة" من نوعية "الألباكور" المنتشرة بكثرة في مياه البحر الأبيض المتوسط وتتواجد منذ عشرات الأعوام بمدينة عزبة البرج حيث تحظى بشهرة كبيرة في أوساط المجتمع الدمياطي.
وسادت حالة من الفرحة بين جموع أهالي دمياط، بعد مطالبات بإعادة تشغيل المصانع المتوقفة بالمحافظة وعلى رأسها "إدفينا"، الذي بُنى عام 1960 بمدينة عزبة البرج، وأطلق عليه اسم شركة النصر لتصنيع وتعبئة الأسماك، وكان خط الإنتاج الأول لتوريد الأسماك للقوات المسلحة.
شهرة عالمية وسمعة طيبة
يقول المهندس محمد التابعي، من المشرفين السابقين بالمصنع، إنه جرى تقليص العمالة بنسبة تجاوزت 90% وكانت هناك خطة ممنهجة لتصفيته وتسريح الموظفين، بعدما كان محطة لتصدير أجود أنواع الأسماك المعلبة إلى الدول الأجنبية مثل إيطاليا واليونان وكندا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، كما حظى بسمعة طيبة في الدول العربية وكانت هناك وفود تأتي لزيارته.
وأضاف التابعي "كان هناك أكثر من 2000 موظف وعامل به، لكن العقبات التي أدت إلى توقفه كانت أقوى من الجميع، وجهد مشكور للحكومة وإدارته الحالية أن يستعيد مكانته ويعود إلى الإنتاج، لكنه يحتاج إلى دعم كل المصريين وكذلك كل مصنع في مصر، إذ يعمل على توفير العملة الصعبة لأن سمكة التونة متوفرة بكميات كبيرة وكذلك يوفر الكثير من فرص العمل الثابتة والمؤقتة، ويوقف عملية الاستيراد".
إحباط مزاد البيع
ويكشف المهندس رضا السيد، المدير السابق للمصنع، عن أسباب توقفه بعد أن بلغ عدد عماله 88 شخصًا فقط، لافتًا إلى أنه منذ تدشينه كانت سياسة الإدارة إنتاج تعبئة الأسماك المحفوظة والفول المعلب والمجمدات من الخضار والفاكهة والمركزات لكن في العام 2002 انحصر العمل في تجهيز الخضروات، وقبل أشهر قليلة توقف العمل تمامًا إلا من مهمة واحدة تمثلت في تصنيع وتعبئة المنتجات لصالح إحدى الجمعيات الأهلية.
وبيّن السيد، أن هناك آلات وماكينات لم تستخدم في المصنع من قبل وكان من المقرر بيعها في مزاد علني في العام 2015 كخطوط إنتاج، لكن تحول الأمر إلى قضية رأي عام وتدخل عدد من المسئولين لوقف عملية البيع، مشيرًا إلى ضرورة أن تهتم الحكومة بضخ الاستثمارات وتحديث المنظومة الفنية ودعمها بمهندسين أكفاء لتصدير المنتجات وتحقيق إنجازات تليق بمكانة دمياط على الخريطة الاقتصادية.
وكشف مصدر داخل المصنع عن حملة شنها عدد من الموظفين والعمال إبان محاولة الشركة القابضة بيع الآلات والحملات لوقف هذه العملية، من خلال مخاطبة الوزراء والمسؤولين والشخصيات العامة، في الوقت ذاته، تدخل عدد من النواب عقب إعلان فوزهم في الانتخابات التي أجريت قبل عامين، ومن بينهم ضياء داوود الذي تحدث إلى خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية وقتئذ، مؤكدًا له أن المزاد الذي ينعقد في ديسمبر لبيع الماكينات في صورة "لوطات" يثير غضب الشارع الدمياطي فضلا عن وجود الكثير من المخالفات القانونية، ووعده الوزير بوقفه وهو ما حدث فعلاً.
كما دعا محمد الطرابيلى، صاحب دعوى وقف تنفيذ تصفية شركة "مصر للألبان"، لجمع توكيلات من عمال المصنع لإقامة دعوى قضائية لوقف بيع معدات وخطوط إنتاج "إدفينا" بالمزاد العلنى، ومطالبة الرئيس بإنقاذ المصنع قبل تصفيته.
"لسه الأماني ممكنة"
ويتحدث المهندس أيمن ابو العينين، مدير مصنع "إدفينا" عن التجربة بقوله "كانت إرادة العاملين بالمصنع ونجحنا في إنتاج علبة التونة التجريبية ولاقت استحسان الكثيرين خصوصًا وأنها بعد فترة طويلة من التوقف عن العمل، وعلى الرغم من أن الإمكانيات التي كنا نعمل بها بسيطة إلا أنه جرى الاستفادة من تواجد سمكة الألباكور واستخدمنا الماكينات التي كانت ستباع قبل عامين فقط".
وأوضح أبو العينين أن هناك الكثير من الجهود المبذولة لتدعيم منظومة الآلات والماكينات وتحديثها لإنتاج كميات كبيرة من التونة تكون على المستوى العالمي وبأيد مصرية، وتابع "نأمل في أن نعود إلى الجمهور بسرعة ومن المقرر استخدام الغاز بدلاً من الكهرباء خلال الأيام القليلة المقبلة لنستمر في تقديم خدماتنا للمواطنين".
من جانبه، قال الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ دمياط، إنه يتابع خطط تطوير المصانع المتعثرة في الإقليم، مشيرًا إلى أنه سبق وأن عقد اجتماعا مع رئيس مجلس إدارة "إدفينا" ومدير المصنع لبحث آليات تطوير المصنع وتجاوز العقبات التي يمر بها وآخرها كانت ضائقة مادية.
وأضاف المحافظ لـ"مصراوي"، أنه يبحث تدعيم التسويق والبيع لمنتجات "إدفينا" كما قرر أن تكون منتجات المصنع موجودة في جميع المنافذ المخصصة للبيع، وتابع "الإدارة وعدتني بتطوير خط الإنتاج خلال الفترة القليلة المقبلة وزيادة منتجاتها".
فيديو قد يعجبك: