إعلان

بالصور- 113 مدرسة مؤجرة بسوهاج آيلة للسقوط.. ومصدر بـ"التعليم" يرد

09:43 م الأربعاء 13 سبتمبر 2017

سوهاج – عمار عبد الواحد:

تستقبل محافظة سوهاج العام الدراسي الجديد 2017 / 2018 بكارثة تعليمية قد تتسبب في مصرع المئات من التلاميذ وتشريد آخرين منهم، لتهالك 113 مدرسة مؤجرة من الأهالي بمختلف الـ 11 إدارة تعليمية من بين جملة مدارس المحافظة، وخطورتها على حياة التلاميذ وعدم صلاحيتها للعملية التعليمية.

وتشبه هذه المدارس حظائر الماشية في أغلبها، ومخازن مواد بناء في أخرى، وحسب كلام المهندسين المدنيين والمهندسين الزراعيين، فإنها لا تصلح لتخزين الغلال لعدم وجود تهوية بأغلبها، ما يعرضها للتلف والتسوس، فكيف يتم فيها التعليم؟

وتتركز أغلب هذه المدارس المؤجرة في مركز ومدينة أخميم، يليه مركز المنشأة، ثم مركز طهطا فجهينة والمراغة وجرجا وساقلته ودار السلام.

عدسة "مصراوي" استطاعت كشف حالة تلك المدارس، والتي بينت عدم صلاحية مبانيها وعدم ملاءمتها للعملية التعليمية إطلاقًا، فتجد بعض هذه المدارس في الطابق الأرضي من المنزل، والطابقان الثاني والثالث تركهما سكانهما لكون العقار آيل للسقوط، أو مشيد بالألواح والخشب أو الأفلاق والجريد، وأنها تسببت في تلف محتويات المنازل في حالة سقوط أمطار غزيرة في فصل الشتاء.

وفي بعضها الآخر، أمرت هيئة الأبنية التعليمية بإخلاء جزء شديد الخطورة من المدرسة، وأبقت الدراسة في الجزء الأقل خطورة.

والمتجول في المدارس المؤجرة، يشاهدها وكأنها مأوى أو مسكن لأسرة فقيرة معدمة لا تجد قوت يومها، وتعيش على مساعدات أصحاب القلوب الرحيمة.

ويشكو معلمو هذه المدارس من عدم تمكنهم من ممارسة الأنشطة والتطبيقات العملية للطلاب، وكذلك عدم ممارسة الرياضة لخلو غالبية هذه المدارس من الفناء، كما أن هذه المدارس تفتقد الأدوات والأجهزة العلمية الخاصة بمعامل مادة العلوم، كما أن حجرة الإسعافات الأولية بهذه المدارس تتمثل في صندوق خشبي معلق في أعلى سطح حجرة المدير عليه رمز الهلال الأحمر، كما أن حمامات وأحواض هذه المدارس لا تصلح للاستخدام الآدمي.

ويحجم العديد من أولياء الأمور من التقديم لأبنائهم في تلك المدارس المتهالكة، خوفًا عليهم من الخطر المحدق بهم في أي وقت ودون سابق إنذار، فيما يُصر أولياء الأمور في القرى على هذه المدارس لعدم وجود بديل لها.

ورغم كل هذه العوامل التي لا تساعد علي العملية التعليمية والمخاطر التي تحيط بهذه المدارس، وعدم توافر السبل والوسائل الأساسية للعملية التعليمية، تحصل بعض هذه المدارس علي مراكز متقدمة في مسابقات الطلاب على مستوى المحافظة، كما أنها تخرج أوائل في الثانوية العامة على مستوى الجمهورية.

ولم تقتصر عملية الاستئجار في سوهاج علي المدارس فقط، بل وصل لاستئجار مقار للإدارات التعليمية التي تحكم وتنظم سير العملية التعليمية في المدارس التابعة لها، حيث يوجد 8 إدارات مستأجرة، جميعها تعاني من التصدع والشروخ والانهيار في أي وقت، وأن غالبية سكان تلك العمارات المتواجدة بها الإدارات قد أخلوها لخطورتها علي حياة قاطنيها، غير أن التربية والتعليم بسوهاج لا زالت متمسكة بتلك المباني المتهالكة، وكأن حياة العاملين بها لا تعنيهم.

ويوجد بين أصحاب "مُلاك" المدارس المستأجرة أو الإدارات التعليمية المستأجرة وبين التربية والتعليم قضايا منظورة في المحاكم، لطرد المدرسة من المبني أو العين المؤجرة، وفي أي توقيت من العام الدراسي يكسب مالك المدرسة القضية سيطرد المدرسة ويخليها، ما يضطر مسئولي التربية والتعليم بسوهاج إلى توزيع الطلاب على أقرب مدارس.

مصدر بمديرية التربية والتعليم بسوهاج، رفض ذكر اسمه للنشر، قال لـ "مصراوي": "إن المديرية أو هيئة الأبنية التعليمية بسوهاج لا تستطيع إجراء أي أعمال صيانة موسعة بتلك المدارس، كإقامة أعمدة خرسانية لتدعيم المباني، أو بناء جدار أو إزالة آخر لصالح العملية التعليمية بالمدرسة، وذلك خوفًا من مُلاك هذه المدارس، مضيفًا أن كل أعمال الصيانة التي تجري بالمدارس المؤجرة تتمثل في دهان الجدران أو تصليح صنابير دورات المياه.

وأشار إلى أن هذه المدارس تحتاج لصيانة عاجلة وشاملة، حفاظًا علي حياة التلاميذ والمعلمين القائمين علي العملية التعليمية بتلك المدارس، لافتًا إلى أن تلك المدارس كان يبلغ عددها 121 مدرسة، وأن العدد تراجع لقيام أصحاب تلك المدارس بكسب القضايا المنظورة أمام القضاء بينهم وبين "التعليم".

خلاف إبراهيم، وكيل مديرية التربية والتعليم بسوهاج، أكد أن المدارس المؤجرة بالمحافظة تعامَل معاملة المدارس الحكومية وعليها نفس الالتزامات والواجبات، مضيفًا أنه يجري لهذه المدارس الصيانة المناسبة، سواء بمعرفة هيئة الأبنية التعليمية أو مديرية التربية والتعليم، وذلك في حدود القانون، حتى لا يقوم المالك بطرد المدرسة من العين المؤجرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان