لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"جريمة في المقابر".. مدافن بجثثها للبيع لأعلى سعر بالمنيا

03:59 م الخميس 14 سبتمبر 2017

المنيا ــ ريمون الراوي:

"لم يكفهم بيع الإنسان، بل تجرأوا على بيع الأموات".. قالها عبدالرحمن محمود، فلاح أراد أن يصف هؤلاء الذين ينبشون القبور، ويبيعون جثامين ساكنيها في المنيا.

وأضاف محمود لـ"مصراوي" أن الجريمة ترتكب خلسة في مدافن المحافظة، مثلها مثل باقي محافظات مصر، التي تنتشر بها هذه التجارة التي وصفها بالسوداء، مطالبًا البرلمان والحكومة والجهات الأمنية بحراسة "رفات" الموتى، وتفعيل القوانين التي تحرم بيعها.

من ناحيته كشف موظف بإحدى الوحدات المحلية بالمنيا، اشترط عدم ذكر اسمه لـ"مصراوي"، عن أن مشكلة نبش القبور في المنيا تنقسم إلى شقين، الأول هو نبش القبور وبيع الجثامين إلى طلاب كليات الطب، التي تعد جريمة في حد ذاته، أما الشق الثاني يتمثل في بيع المقابر فارغة لعائلات جديدة، حتى لا يكتشف الملاك الأصليون للمقبرة، أنها أفرغت من جثامين ذويهم.

وقال عامر طه، أحد سكان قرية "زاوية سلطان"، التي توجد بها واحدة من أشهر مدافن محافظة المنيا بشرق النيل، إن وقائع بيع الرفات لطلاب كليات الطب، تعتبر حالات فردية لكن لا يمكن إنكارها، مضيفًا أن فصل الشتاء يشهد رواجًا كبيرًا لهذه التجارة المحرمة، قبل بداية امتحانات طلاب كلية الطب، الذين يتهافتون على شرائها.

وأوضح طه، أن مرتكب هذه الجريمة يهدف أساسًا للربح، وقد يتقاضى مبالغ تصل لألف أو 2000 جنيه، تزيد حسب حالة العظام، لافتًا إلى كون المعلومات عن هذه التجارة أغلبها تخمينات لأن مرتكبيها يخفون تفاصيلها جيدًا، لكونها جريمة محرمة على مستويات الدين والمجتمع قبل تحريمها بشكل قانوني.

وبحسب طه، فقد يبدأ سعر المقبرة الفارغة من 2000 جنيه إلى 5 آلاف جنيه، بحسب مساحة المقبرة وموقعها، مشيرًا إلى أن أكثر المقابر والجثامين التي تتعرض للبيع، تكون عادة تلك الخاصة بالفقراء أو عديمي الأهلية، أو مقابر الأسر المهاجرة أو المغتربين عن المحافظة.

وفي مقابر قرية "صفط اللبن" بمركز المنيا، حيث توجد مقابر الأقباط والمسلمين معًا، وأغلبها من مقابر الفقراء أو ما يعرف "بمقابر الصدقة"، أشارت أم بسام، أحد السكان المجاورين للمنطقة، إلى أن أبنائها وضعوا أبوابًا وأقفالًا حديدية على مقبرتهم، بعد انتشار ظاهرة بيع القبور والجثث لطلاب الطب أو للسماسرة من المتاجرين في الجثث بأسعار متفاوتة.

وفي جنوب المحافظة، على بعد ما يقرب من 35 كيلو مترا شرقي مدينة ديرمواس، توجد قرية التل الشرقي، التي تضم مدافن المنطقة، المُخصصة لعائلات خمسة قرى من شرق النيل، ومنها قرى "عزب سيسكو"، و"سمهان"، و"جلال الشرقية"، و"الجزيرة"، و"معصرة ملوي"، اكتشف الأهالي وقائع لبيع المقابر لأكثر من مواطن، دون تحرير أية عقود.

وقال عبده سعيد، أحد أهالي قرية جلال الشرقية، إنه بسبب عدم وجود مقبرة داخل قريتهم أو "جبانة" كما يطلقون عليها، يقوم الأهالي بدفن موتاهم داخل المقابر المتواجدة بقرية التل الشرقي، والتي استغل البعض عدم وجود رقابة، لتحصيل مبالغ مالية بقيمة 1400 جنيه على كل جثة، على أن يقوم بتوفير قبر لها، إلا أن أهالي القرية اكتشفوا قيام محتالين ببيع الجثث بالإضافة إلى بيع المقابر لأكثر من مواطن وحرروا محضرًا رقم 92 أحوال مركزي ديرمواس لعام 2017.

وطالب عدد من المواطنين قيادات الأمن بالمنيا، بضرورة تحذير المسئولين عن المقابر و"التربية" لتأمينها حفاظًا على حرمة الموتى، الذين أصبحوا يباعون في مزادات القادرين، أو لطلاب كلية الطب، مؤكدين أن مجرد تحذير من ضباط المباحث كافي بردع كثير من الخارجين عن القانون.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان