لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هزمت الصين وقهرت البطالة.. "الصدف" صناعة مهددة بالانقراض

05:05 م الثلاثاء 19 سبتمبر 2017

المنوفية- مروة فاضل:

"لا يخلو منزل من ورشة لصناعة منتجات الصدف من علب المجوهرات ومتعلقات صدفية" هذا هو الحال بقرية ساقية المنقدى بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، والتي استطاعت التغلب على البطالة منذ ما يقرب من نصف قرن بصناعة يدوية فاق صناعها أكبر البلاد المتطورة وأصبحت حرفة أبناء القرية كبارًا وصغارًا.

بدأت صناعة الصدف بالقرية عندما تعلمها أحد أبناء القرية "محمود قوطة" بورش خان الخليلي ونقلها للقرية لتكون مصدر التوريد بخان الخليلي بالحسين.

"مصراوي" رصد مراحل إنتاج المنتجات الصدفية بالقرية وبعض المشاكل التي تواجه العاملين، حيث قال نبيل إسماعيل أحد الصناع بالقرية، إن صناعة الصدف تمر بعدة مراحل أساسها النجارة وتشكيل الأخشاب كبداية للمنتج مثل الكراسي والأنتريهات والفازات وصناديق الذهب والترابيزات وحلية الموبيليا، ثم تأتي مرحلة تطعيم الصدف والتلميع وفي بعض الأحيان التنجيد لبعض المنتجات مثل الكراسي وصناديق المجوهرات.

وأضاف إسماعيل، أن صناعة الصدف تعتمد على التصدير والسياحة وعقب انهيار السياحة وارتفاع سعر الدولار أثر كل ذلك بالسلب على المهنة التي توارثها الأجيال بالقرية وأصبحت "لا تأتي بهمها" بعد ركود عمليات البيع والشراء.

وأكد إسماعيل، أن القرية كان بها ما يقرب من 100 ورشة بعمالة كبيرة -قضت على البطالة بالقرية- ولكن أعداد الورش تقلص إلى 30 ورشة فقط، في الطريق إلى اختفاء الصناعة بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، وترك الشباب العمل بالقرية والاتجاه للعمل باليومية في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.

وقال كريم محمود، صاحب ورشة، إن الدولة بدلا من دعمهم تفرض عليهم ضرائب وتأمينات على الرغم أن الورش صغيرة وكذلك العمالة قليلة فبدلا أن تشجع الدولة الصناعه فإنها تسعى لتدميرها.

وطالب محمود الدولة، بإعادة إحياء المهنة وفتح أسواق جديدة داخليا وخارجيا، وخاصة أن أكبر الدول مثل الصين حاولت تقليد منتجاتهم ولكنهم فشلوا فالشغل اليدوي أشبه بلوحة رسمها فنان.

وأوضح أيمن قوطة صاحب ورشة، أن صناعة الصدف في الأساس تعتمد على أعمال النجارة وتشكيل الأخشاب وهي عصب الصناعة وبالتالي لا يتم إنشاء ورشة للصدف بدون ورشة نجارة، وكذلك مراحل التجهيز والتلميع والوضع الحالي لا يسمح بأعباء جديدة، وأكرر أن المطلوب من الحكومة أن تدعم الصناعة أو على الأقل "تسيبنا فى حالنا".

وأضاف قوطة، أن صناعة الصدف مهددة بالانهيار وبالفعل هناك من أغلق ورشته لأنه لم يستطع مواجهة تلك المشكلات، وبالتالي تهدد أهل القرية بصفة عامة بالعودة مرة أخرى فريسة للبطالة بعد أن نجحوا لسنوات في التخلص منها لذلك لا توجد ورشة صغيرة تستطيع تكملة هذا الشغل للنهاية فيضطر صاحبها إلى السفر والعمل بورش خان الخليلي، والعديد من شباب القرية هجر المهنة ولجأ للعمل بمصنع للسماد لضمان دخل مالي ثابت يمكنهم من المعيشة وبناء مستقبلهم، ما يحتم ضرورة تشجيع الدولة والمستثمرين.

وفي النهاية طالب عدد من أصحاب الورش والعاملين بمهنة الصدف بإقامة مهرجان أو احتفال سنوى بفن الصدف يشارك فيه كل الورش وتدعى إليه وسائل الإعلام والصحافة وأصحاب محال الأنتيكات، حيث إن هذا سيوفر دعاية حقيقية للقرية ويعرف بجماليات فن التطعيم بالصدف والحرف اليدوية قبل أن تنقرض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان