لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"عيد المرشد".. "ملحمة الإرادة المصرية على ضفاف القنال"

11:43 ص الإثنين 25 سبتمبر 2017

الإسماعيلية- إنجي هيبة:

تحتفل هيئة قناة السويس خلال شهر سبتمبر من كل عام، بذكرى انتصار الإرادة المصرية وعيد المرشد المصري، الذي شهد الانسحاب الجماعي للمرشدين والموظفين الأجانب، عقب قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتأميم القناة، بغرض إحراج مصر دوليًا وإظهار عدم قدرة الإدارة الجديدة على تسيير حركة الملاحة بالمجرى الملاحي بقناة السويس.

ويعتبر "عيد المرشد" يوم إنجاز حقيقي مؤرخ في سجل البطولات المصرية فعلى الرغم من محاولة عدد من الدول الأجنبية وعلى رأسها فرنسا وإنجلترا إحراج مصر دوليا عبر زيادة عدد السفن المرسلة للقناة إلى 50 سفينة إلا أن براعة وتصميم المرشدين المصريين واليونانين أفسدت المؤامرة وحولتها إلى نصر تاريخي.

واحتفل مرشدو هيئة قناة السويس بعيد انتصار الإدارة والإرادة المصرية عيد «المرشد» سابقا، بنادي الشراع التابع لهيئة قناة السويس بالإسماعيلية، بإقامة حفل فرقة أوكسترا دار الأوبرا، بتقديم العديد من الأغاني التراثية التي تمتاز بها الفرقة، وشارك مرشدو الهيئة احتفالهم بحضور الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والفريق أسامة ربيع نائب رئيس الهيئة وأعضاء مجلس الإدارة ونخبة من نجوم الفن منهم الفنان أحمد ماهر.

ويعتبر المرشدون المصريون أهم عنصر من عناصر نجاح الملاحة بقناة السويس خاصة عقب إعلان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تأميمها عام 1956، وكان عدد المرشدين الذين يقومون بالإرشاد في القناة قبل التأميم 205 مرشدين، منهم 29 مرشدا مصريا تحت التدريب، و176 مرشدا أجنبيا، موزعين كالآتي: 61 فرنسيا، 54 إنجليزيا، 14 هولنديا، 11 نرويجيا، 11 يونانيا، ثلاثة بلجيكيين، ثلاثة دنماركيين، ثلاثة أمريكيين، ثلاثة سويديين، والبقية من جنسيات أخرى.

يقول طارق حسانين المتحدث الرسمي باسم هيئة قناة السويس، واجهت الإدارة المصرية لقناة السويس سلسلة مؤامرات حركتها فرنسا وإنجلترا بغرض عرقلة قرار التأميم الذي اتخذه الرئيس جمال عبدالناصر في 26 يوليو 1956 وكانت الحلقة الأهم في سلسلة المؤامرات هي الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب في ليلة 14 إلى 15 سبتمبر 1956 كمحاولة يائسة لإثبات عدم قدرة المصريين على إدارة هذا المجرى الملاحي العالمي، وذلك بعد أن فشلت فرنسا وإنجلترا في إثناء مصر عن قرارها الوطني بتأميم القناة.

وأضاف حسانين، كانت الإدارة الأجنبية تعتقد أن نجاح العمل في القناة يرجع إلى موظفيها الأجانب، وأن المصريين لن يستطيعوا إدارة القناة بمفردهم، ومن ثم خلصت إلى أن سحب المرشدين والموظفيين الأجانب دفعة واحدة سيؤدي إلى اضطراب العمل وتوقف الملاحة في القناة وهو ما يشكل خرقًا صريحًا لاتفاقية القسطنطينية، وبذلك لا يكون أمام القوات البريطانية والفرنسية إلا فرض إرادتها بالقوة على مصر واللجوء إلى التدخل المسلح بحجة إعادة الملاحة في القناة فقامت الشركة بطلب عدم عودة المرشدين الموجودين بالإجازة إلى عملهم.

وفي يوم 26 أغسطس 1956 بلغ عدد المرشديين المتغيبين 59 مرشدا وفي منتصف ليلة 14 - 15 سبتمبر 1956 انسحب دفعة واحدة جميع المرشدين والموظفين والعمال الأجانب ماعدا اليونانيين فلم يبق في جهاز الإرشاد إلا 52 مرشدًا من أصل 207 مرشين وانسحب مع المرشدين 326 موظفا فنيا وإداريا من أصل 805 إلا أن الإرادة المصرية كانت قد أعدت العدة لذلك فعززت جهاز الإرشاد لديها بعناصر جديدة من البحرية المصرية وعدد من المرشدين الأجانب الجدد.

وبلغ عدد المرشدين الجدد منذ التأميم وحتى ساعة الانسحاب في 14 سبتمبر 68 مرشدا منهم 53 مصريا و6 يونانيين و9 من جنسيات مختلفة حصلوا جميعا على تدريب مكثف مكنهم بالعزيمة والإصرار من المشاركة مع إخوانهم من المرشدين القدامى في مقاومة الانسحاب الجماعي.

كان النجاح المذهل حليف أبناء القناة الأبطال رغم محاولات الغرب إرسال أعداد كبيرة من السفن لعبور القناة دفعة واحدة حتى يظهروا عدم قدرة المصريين على إدارة القناة.

في ليلة 13 سبتمبر بدأت تحاك أول خيوط المؤامرة إذ أخطر الفرنسي بول ريموند مدير إدارة الملاحة بقناة السويس المهندس محمود يونس رئيس هيئة قناة السويس،وقتها، فيما بعد بقرار الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب البالغ عددهم 207 مرشدين بحجة استيائهم من معاملة الإدارة الجديدة رغم أن القرار جاء بناءً على تعليمات إدارة الشركة في باريس وفي الليلة التالية مباشرة ترك 155 مرشدا أعمالهم وجلس بعضهم في النوادي المطلة على مياه القناة وبجوارهم مراسلو الصحف الاجنبية الذين تجمعوا ليسجلوا الحدث المتوقع بتوقف الملاحة في قناة السويس غير أن المؤامرة تحولت إلى ملحمة بطولات بفضل دقة القراءة المسبقة للإدارة المصرية حيث توقعت مصر منذ بداية التأميم اتخاذ فرنسا وانجلترا هذه الخطوة على إثره قامت الإدارة المصرية بالترتيب لإلحاق 68 مرشدا تم تدريبهم بواسطة المرشدين القدامى.

ووقف الرئيس عبدالناصر يوم 15 سبتمبر 1956 يخطب بمناسبة الاحتفال بتخريج فوج من الضباط الطيارين مشيدا برجال القناة من المرشدين ورجال التحركات وجميع العاملين قائلا: "اليوم باسم الشعب وباسم كل فرد من أبناء مصر أهدى إلى هؤلاء الرجال وسام الاستحقاق المصري من الشعب المصري".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان