لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- أول "سياحة وفنادق".. قصة كفاح تنتهي على "عربية كبدة"

01:31 م الخميس 28 سبتمبر 2017

بورسعيد - طارق الرفاعي:

مثله مثل العديد من الشباب كان هدفه التفوق بالدراسة لتحقيق حلمه في مجال تخصصه الذي يحبه، وبالفعل نجح "محمد إبراهيم محمد" في التخرج من المعهد العالي للسياحة والفنادق وترتيبه الأول على دفعته، ليظن في بادئ الأمر أن أبواب النجاح ستكون مفتوحة أمامه في مجال تخصصه إلا أنه مع مرور الوقت بدأ حلمه يتلاشى ومع قدوم طفلته إلى الحياة تغيرت نظرته للحياة من جديد، وبدأ في تحقيق حلمه بأسلوبه الخاص ولكن تلك المرة على "عربة كبدة وسجق".

عربة برتقالية اللون بجوار مسجد الشاطئ بشارع طرح البحر الشهير بمحافظة بورسعيد، يتوافد عليها الشباب والعائلات منذ المساء وحتى الساعات الأولى من فجر يوم جديد، يقف عليها "محمد" الذي بدأ يروي قصته بفخر شديد قائلًا إنه متزوج ولديه طفلة لديها 4 أشهر، وتخرج في معهد السياحة والفنادق، قسم المطبخ، وكان الأول على دفعته، مضيفًا: "لم أجد أي وظيفة أستحقها في مجالي، ووجدت الوظائف بالمطاعم في حدود 600 جنيه، فتوجهت للعمل في مصانع الاستثمار ومع مقاول في الهيئة ثم مصنع لضفائر السيارات ثم تدربت في الأكاديمية البحرية للتأهيل لمشروعات شرق بورسعيد وبسبب "الواسطة" لم ألتحق بوظيفة بالمشروع، وقمت بعمل مشروع في بداية حياتي ولكنني فشلت نظرًا لقلة خبرتي، ثم عملت بشركة مقاولات لكنها نقلت مقرها إلى القاهرة فلم أستطع السفر".

وتابع "محمد" حديثه قائلًا: "وجدت تلك الفكرة مطبقة في دول الخليج مع توفير التراخيص اللازمة للشباب كالسعودية ودبي، كما أنه تم عمل مشاريع مشابهة في القاهرة عقب تصريحات رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر للشباب بشأن مساندة الشباب في مشاريعهم الصغيرة، ولكنني واجهت معوقات عديدة من الحي والإشغالات حتي الكهرباء لا نستطيع توفيرها لأنهم أخبرونا أننا ليس لنا أي حقوق لعدم وجود تراخيص، وعندما توجهت إلى مكتب خدمة المواطنين بديوان عام المحافظة، أخبرتني مديرة المكتب أنهم لا يرغبون بشغل وقت المحافظ بتلك الطلبات وطالبتني بالذهاب إلى الحي، استمعت لنصيحتها وتوجهت إلى الحي وأرفقت الأوراق اللازمة وصور المشروع، وبالفعل حاولوا هناك مساعدتي لكن القانون لم يسمح لهم لأنه منع إعطائي ترخيص".

انخفضت نبرة الحماس التي بدأ بها حديثه معنا ولكن أكمل حديثه بنبرة حزن قائلًا: "أنا حاصل على قرض من البنك لأصنع تلك العربة وأسدد شهريًا 1500 جنيه من القرض، كما بعت ذهب زوجتي حتى نتمكن من توفير البضائع والمعدات اللازمة للعمل، فلقد ضحيت بكل شيء عندي من أجل فتح مشروع لي، كما أقوم ببيع السندوتشات لكل الفئات وحققت نجاحا لم أكن سأحققه طوال حياتي في محل، وأستمر في العمل حتى الخامسة صباحًا وأستيقظ الثانية عشر ظهرًا لتجهيز البضائع اللازمة وشراء المسلتزمات، كما قمت بتوفير فرصة عمل لشاب معي، وإذا توسعت مع الوقت سأوفر فرص عمل أكثر، متسائلًا: "لماذا لا يتم السماح بتوفير تراخيص للشباب خاصة وأنا قمت بعمل سيارة ذات مظهر جمالي ونظيفة جدًا وأملك بطاقتي الصحية لكنني لا أعرف كيف أستخرج ترخيص!".

وعن مطالبه من المسئولين بالدولة قال الشاب البورسعيدي: "أريد من المحافظ ورؤساء الأحياء مساعدتي مثلما دعم محافظ القاهرة الشباب بشارع مصر وفي أماكن أخري متفرقة أخرى"، مقترحًا استخدام سور حديقة المنتزة بشكل جمالي يطور المنطقة لعمل رواج وبأسعار مخفضة وجودة عالية، مختتمًا حديثه:"الأغراب بيفرحوا عندما يأتوا ويشاهدوا تلك المشروعات، نريد تصريح مؤقت لحين تعديل نص القانون في مجلس الشعب، لكن الوضع الحالي معرضين للتهديد كل يوم برفع السيارة، فأنا مش بلطجي ولا مسجل خطر ولا خريج سجون، مش لازم أبقى بلطجي أو أقول أنا تبع باشا كذا في الحتة الفلانية علشان أخد تصريح ، عارف إني واقف مخالف لكن أنا مقدميش إلا العربية دي يا أما أسرتي مش هتلاقي تاكل، لازم يدعمونا زي ما بيدعموا رجال الأعمال".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان