إعلان

​حوار| محافظ أسوان: مشكلة "الشحوط" مفتعلة.. وانتظروا تحوّل أسوان لمدينة عالمية

11:43 ص الثلاثاء 16 يناير 2018

أسوان :إيهاب عمران

لأ​ول مرة منذ 60 عامًا انتهاء مشكلة مصرف السيل بتكلفة 235 مليون جنيه

مشكلة شحوط البواخر مفتعلة.. ولجنة عليا لإدارة النيل وبحيرة ناصر لمنع تكرارها

سيطرنا على بحيرة ناصر بالكامل.. وزيادة 45% في إنتاج الأسماك

مشروعي الطاقة الشمسية ومدينة الذهب سيحولان أسوان لمدينة عالمية

احتفلت محافظة أسوان، أمس الإثنين، بعيدها القومي، والذي يواكب العيد الــ47 لافتتاح مشروع السد العالي، المشروع الذي اختارته الهيئة الدولية للسدود، والشركات الكبرى كواحد من أفضل 20 مشروع هندسي في القرن العشرين.

وبدأت الاحتفالات أمس، بإيقاد الشعلة أمام النُصب التذكاري لرمز الصداقة المصرية – الروسية، وعروض لفرق الفنون الشعبية أمام السد العالي، وبطول شارع كورنيش النيل.

للتعرّف على تفاصيل الاحتفالات، وأهم المشروعات بأسوان، والمشاكل التي يُعاني منها المواطنين هناك، كان لـــ"مصراوي" الحوار التالي مع اللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان، والذي أوضح من خلاله الكثير من القضايا التي تُهم أهالي أسوان ومنها "مشكلة مصرف السيل، وشحوط البواخر التي قال أنها أزمة مفتعلة، إضافة إلى مشروعات المحافظة مثل إنتاج الأسماك في بحيرة ناصر، الذي أوضح زيادته 45%، ومشروعات الطاقة الشمسية، وكيف ستحوّل "مدينة الذهب" المزمعة أسوان إلى مدينة عالمية، فإلى نص الحوار.

- ما الذي يميز احتفالات أسوان بعيدها القومي لهذا العام؟

- إن احتفالات المحافظة بعيدها القومي مستمرة طوال الشهر، ولها طابع خاص هذا العام، لأنها تتواكب مع الذكرى المئوية لميلاد الزعيم جمال عبد الناصر.

وبدأت احتفالات المحافظة مع بداية الشهر عندما افتتح المهندس مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والقائم بأعمال رئيس الوزراء، محطتي كيما 1,2، بعد تشغيلهما بنظام المعالجة الثلاثية، بتكلفة 235 مليون جنيه، وتفقده لمحطة كيما 3، المنتظر افتتاحها خلال الشهر المُقبل، لتنتهي مشكلة مصرف السيل، والتي كانت تؤرق أهالي أسوان على مدار 60 عامًا، وقمنا بعمل خطة متكاملة لإعادة تأهيل المنطقة المحيطة بمصرف السيل، من تجميل، وتشجير، ورفع للقمامة، وجلسات توعية لسكان المنطقة.

- ماذا عن مشكلة محطة بلانة، وخاصة مع رفض أهالي وادي النقرة لتوصيل الصرف المعالج ثلاثيًا بالترعة الرئيسية؟

- إن الأهالي كانوا يرفضون، لأنهم لم يستوعبوا موضوع المعالجة الثلاثية، وبعد عقد أكثر من اجتماع معهم، بحضور أساتذة متخصصين، وشرح أبعاد الموضوع، رحّب الأهالي، واقتنعوا، فهم المستفيد الأول، لأنهم كانوا يعانون من مشكلات نقص مياه الري، التي لا تكفي لري أراضيهم، وبعد تشغيل المشروع ستروى أراضيهم بمياه الصرف المعالجة ثلاثيًا، وستنتهي مشكلة شح مياه الري تمامًا.

- ما هي خططكم للتسويق السياحي؟

- أسوان تمتلك مقومات جذب طبيعية فريدة وخلّابة، غير موجودة في أي مكان في العالم، كفيلة بتسويق المحافظة سياحيًا، ومنذ أن توليت المسؤولية بالمحافظة أعطيت اهتمامًا خاصًا بسياحة المؤتمرات والمهرجانات، ويكفي أن نشير إلى أن أسوان استضافت أكثر من 20 مؤتمرًا علميًا وثقافيًا خلال العام الماضي، بجانب عدد من المهرجانات الفنيّة والثقافية، منها مهرجان أفلام المرأة، ومهرجان الثقافات الإفريقية، ومهرجان الفنون الشعبية.

- كيف تعاملتم مع أزمة شحوط البواخر السياحية؟

- إنها مشكلة مصطنعة، وهناك بعض المغرضين، الذين يستغلون أي مشكلة مهما كانت بسيطة لتضخيمها، بالإضافة إلى أخطاء من بعض بحّارة البواخر، فنسبة المراكب التي شحطت لا تتعدى 2,5% من عدد البواخر التي تعمل بين الأقصر وأسوان، وهذه المشكلة تحدث سنويًا، ولكن لقلة عدد البواخر خلال السنوات السابقة، فلم يشعر أحد بها، وشعر بها الجميع هذا العام لتدفق السياحة مرة أخرى، وارتفاع نسب الإشغال بجميع فنادق المحافظة.

تعاملت الحكومة مع الأزمة من خلال مسارين الأوّل تمثّل في التنسيق التام بين جميع الوزرات المعنية، ويكفي أن نشير إلى حضور وزراء النقل والسياحة والري والإسكان، ومتابعتهم لأعمال التكريك، والتطهير، وتوفير جميع الإمكانات المتاحة مع متابعة يومية مني بشكل شخصي، وتشكيل لجنة برئاسة السكرتير العام، لتذليل أية عقبات حتى انتهت المشكلة بسلام، أما المسار الثاني فتمثّل في تشكيل لجنة إقليمية لإدارة شؤون نهر النيل، وبحيرة ناصر، برئاستي مباشرة، وبعضوية نائب مدير الأمن، وممثلي الوزارات المعنية، تقوم اللجنة بإدارة شؤون نهر النيل بالكامل، وبإجراء أعمال التطهير، والتكريك، قبل السدة الشتوية بشهرين على الأقل حتى لا تتكرر مشكلة الشحوط.

- ننتقل من النيل إلى بحيرة ناصر، ورغم تنفيذ قرار وقف الصيد بالبحيرة لمدة شهرين إلا أن المواطن لا يشعر بالفارق فأسعار الأسماك مازالت مرتفعة.. فما الأسباب؟

- بالنسبة لأسعار الأسماك مازالت مرتفعة لأن جمعيات الصيد مرتبطة بعقود مع تجّار بمحافظات القاهرة والوجه البحري، ما يجعل كميّة الأسماك المطروحة بأسوان قليلة، ورغم ذلك لا أحد يستطيع إنكار انخفاض أسعار الأسماك، بنسبة كبيرة في الفترة الأخيرة، كما أننا لا نكتفي بذلك، بل نقوم بعمل معارض للسلع الغذائية، ويتم فيها طرح الأسماك، واللحوم، والدواجن، وكافة السلع بأسعار أقل من السوق بنسبة 25%، وحاليًا يوجد معرض "كلكشن" ويستمر لمدة شهر.

كما أن قرار وقف الصيد بالبحيرة لمدة شهرين لم يكن مُجرّد قرار، ولكن لأول مرة، يجري السيطرة على البحيرة بالكامل، ومنع عمليات تهريب الأسماك، ووضعنا خطة شاملة لتطوير البحيرة من كافة الأوجه بهدف زيادة إنتاجها من الأسماك، وتحسين مواصفات وجودة المنتج، للحفاظ على عُمر البحيرة لكي تستمر في زيادة الإنتاج، وحتى لا تُجرّف البحيرة حفاظًا على نصيب الأجيال القادمة.

وقد وضعنا الخطة بمشاركة اللجنة العليا، التي تضم في عضويتها رؤساء جمعيات الصيد، وهيئة الثروة السمكية، والمحافظة، والبيئة، والصحة، والهيئة العامة للسد العالي، وخزّان أسوان، وتهدف الخطة إلى زيادة كميات الأسماك بالبحيرة، وبالفعل حقق القرار زيادة 45 % عن نفس الفترة في العام السابق مع زيادة حجم السمك، ومواصفات جودته، وقبل تطبيق القرار كان يحدث صيد جائر، ويستخدم شبك غير مطابق للمواصفات، وحتى يطمئن الجميع، تجرى متابعة الخطة بشكل مُستمر من الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة للثروة السمكية والحيوانية، وستظهر نتائج الخطة خلال السنوات المُقبلة.

- ماذا الذي أُنجز في مشروع تحويل أسوان لعاصمة للثقافة والاقتصاد في إفريقيا بعد مرور عام على صدور قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

- منذ صدور قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي باختيار أسوان كعاصمة للثقافة والاقتصاد في إفريقيا 28 يناير الماضي، وكل أجهزة الدولة تعمل على تنفيذ القرار، إذ قمنا بإحضار التصوّر الذي قامت بإعداده هيئة التخطيط العمراني لأسوان 2052.

وعقدنا 12 لقاء وجلسة استماع مع كافة فئات المجتمع الأسواني من الجامعة، والشباب، ونقابات العمّال، والمجلس القومي للمرأة للاستماع إلى آرائهم، ومقترحاتهم لتحويل أسوان لعاصمة للثقافة والاقتصاد في إفريقيا، ومشتى عالمي، ووضعت المقترحات النهائية لهذه اللقاءات والجلسات، ضمن تصوّر 2052 لهيئة التخطيط العمراني، وأرسلت هذه المقترحات للوزارات والهيئات لاختيار ما يتماشى منها مع خطة الدولة، وفي كل الأحوال يسير العمل في اتجاهين، الأول، منشآت جديدة سيجري إنشائها، والثاني، أنشطة وفعاليات سيجري تنفيذها، ونحن نعمل في الاتجاهين معًا بدعم ومساندة من المجتمع المدني، وسوف نبدأ بتطوير شارع كورنيش النيل، بمدينة أسوان، فور انتهاء الموسم السياحي الشتوي.

- أخيرًا ماذا عن المشروعات الجديدة بالمحافظة وتوفير فرص عمل للشباب؟

- لدينا العديد من المشروعات العملاقة من أهمها على الإطلاق شروع المدينة الشمسية بقرية بنبان، وهو مستقبل للاستثمار والطاقة النظيفة في مصر، سيوفر 6 آلاف فرصة عمل ثابتة في الشركات بصفة دائمة عند بدء الإنتاج الفعلي للمشروع، وتم الاتفاق مع كل الشركات المنفذة على إعطاء الأولوية لأبناء المحافظة، ولن تتم الاستعانة بشباب من خارج المحافظة إلا في حالة الخبرات الفنيّة والتخصصات النادرة غير المتوفرة بأسوان، ويهدف المشروع في مرحلته الأولى إلى إنتاج 2000 ميجا وات، وهو رقم كبير جدًا بالنسبة لمشروع لإنتاج الطاقة الكهربائية يُقام في مكان واحد.

أما المشروع الثاني فهو مدينة الذهب، والتي تخصص لإنشائها حوالي 91,5 فدان، بمنطقة العدوة شرق مدينة الرديسية، بإدفو لإقامة منطقة حرفية لتجميع كسّارات الذهب فيها، وجاري إنهاء الإجراءات الفنيّة والقانونية، وستوفر هذه المدينة فرص عمل كثيرة للشباب، كما أنها ستقضي على مشاكل التنقيب العشوائي، وتُقنن أوضاع المُنقبين، ما يعود بالخير الكثير على الدولة، وشبابها، والمشروعَين سيحولان أسوان إلى مدينة عالمية.

- كلمة أخيرة لأهالي أسوان..

- كل عام وكل أهل أسوان بخير، بمناسبة العيد القومي، والفترة القادمة نحتاج فيها إلى تضافر كل الجهود، وإلى كل الأيدي العاملة، وإلى اليقظة التامة لمواجهه الأخطار التي تُحيط بنا من كل الاتجاهات، وحفظ الله مصر وأهلها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان