بالصور- "النوّة" أتلفت محاصيلهم.. أهالي ساحل كفر الشيخ يطالبون بتعويضهم.. ومسؤولون: فبركة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كفر الشيخ - إسلام عمار :
على بعد 500 متر، من ساحل البحر الأبيض المتوسط، ووسط الكثبان الرملية، تقع قرية عميرة الشرقية، التابعة لمركز البرلس، بمحافظة كفر الشيخ، والتي تشتهر بزراعات البطيخ والطماطم، ويعيش معظم سكانها، على زراعة المحصولَين، إلى جانب الصيد.
تعرّضت سواحل كفر الشيخ، لغضب البحر، فتدفقت أمواجه على القرية، وأغرقت محاصيلها، وأتلفتها، فتضرر الأهالي الذين كانوا يعتمدون اعتمادًا كليًا على زراعات البطيخ والطماطم التي أتلفتها الأمواج، وطالب أهالي القرية بتعويضهم عن خسائرهم الفادحة جرّاء كارثة "النوّة" التي حلت بهم وأتلفت محاصيلهم وخربت بيوتهم، متهمين الحكومة بالتقصير تجاههم.
القرية ذات التربة الرملية، تنتشر بها أحواض الزراعة التي أغرقتها مياه البحر، فيما تنتشر في أراضي أخرى منتشرة بها مياه جوفية، ومنازل متفرقة تقف وحدها في مواجهة غضب البحر، الذي لم توضع أي مصدّات لصد أمواجه العاتية عنهم.
خراب بيوت
"بيتنا اتخرب بعد تلف زراعتنا في البطيخ والطماطم".. لم يجد السعيد السيد عميرة، أحد أهالي قرية عميرة الشرقية، سوى هذه الكلمات، ليُعبر بها، عما تعرّض له من ضرر.
وكشف عميرة لـ"مصراوي"، عن الأسباب الحقيقية، التي جعلت منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط، يرتفع ويتخطى حاجز 500 مترًا، تلك المسافة بين ساحل البحر، والقرية، قائلًا "لا توجد أية مصدات على شاطئ البحر، إلا بعض المصدات البسيطة من الزلط المنتشر على طول الشاطئ".
وقال "عميرة" إن مصدات الزلط هذه ضعيفة للغاية، وغير عملية، وكان يجب على إدارة حماية الشواطئ التعامل بجديّة مع نوّات الشتاء، وأن تبني مصدات وحواجز قوية تكسر الأمواج وتتصدى لها، مضيفًا "لا أحد يشعر بنا".
خسائر مادية فادحة
واستكمل عميرة حديثه لـ"مصراوي"، مؤكدًا أنه تعرض لخسائر فادحة تتراوح ما بين 25 و40 ألف جنيه، بسبب غرق قطعة أرض مخصص زراعتها في البطيخ والطماطم، بسبب وصول مياه البحر الأبيض المتوسط، عندما ارتفع منسوب مياه البحر، مع شدة الرياح، أثناء تلك النوة المشار إليها.
وأشار إلى وجود حالة خوف ورعب، تملكت أهالي القرية، من حدوث غرق لمنازلهم فيما بعد، عندما تتعرض البلاد ومحافظة كفر الشيخ، لموجة من الطقس السيء خلال الفترة المقبلة، ما لم تتحرك إدارة حماية الشواطئ، وتستطيع التعامل مع المصدات الضعيفة، الموجودة على ساحل البحر.
نوبات حراسة.. خوفًا من غدر البحر
"بعد وصول مياه البحر لزراعاتنا عملنا حراسات ليليلة بالتناوب لمراقبة حالة البحر".. هكذا أوضح خيري أبوالفتوح شرشير، مدرس، وصاحب قطعة أرض، منزرعة بالبطيخ والطماطم، وأحد أهالي قرية عميرة الشرقية، المتضررين من تلف محاصيلهم، كيف تأثرت حياة الأهالي جرّاء ما تعرضوا له من مُصاب.
وأكد "شرشير" أن عدم وجود مصدات بالشكل الأمثل، تجعلنا في حالة رعب مع كل نوّة شتاء، فهناك من يهجر منزله في هذا التوقيت من العام، والقريبون من الشاطئ أقاموا حراسات ليلية، وتناوبوا عليها، بغرض مراقبة حالة البحر لكي لا يغدر بنا من جديد، ويغرق أراضينا ومنازلنا.
وأوضح أن مساحات الأراضي المنزرعة بالبطيخ، والطماطم، تتراوح ما بين 20 و30 فدانًا، في قرية عميرة الشرقية، جميعها تعرضت للتلف، وهي زراعات موسمية، ومصدر رزق لكثير من أرباب الأسر، مستنكرًا حالة الإهمال التامة للشواطئ.
أمواج البحر تبتلع أرزاق الفلاحين
وكشف "أبوالفتوح"، تعرض أغلب المزارعين من أهالي القرية لخسائر فادحة، نتيجة تعرّض مساحات أراضيهم للغرق، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، في نوة الشتاء الأخيرة، وضعف مصدات أمواج البحر.
وطالب "أبوالفتوح" و"عميرة"، وأهالي قرية عميرة الشرقية بتعويض خسائرهم، فتكلفة الفدان الواحد لا تقل عن 50 ألف جنيه، نظرًا لارتفاع معدلات الإنتاج، وزراعة البطيخ، والطماطم باهظة التكاليف، مرجعين سبب خسائرهم إلى إهمال الحكومة في حمايتهم من أمواج البحر أثناء النوّة.
لا توجد شكاوى
من جهته قال الكيميائي فايد الشاملي، مدير عام إدارة البيئة بديوان عام محافظة كفر الشيخ، لـ"مصراوي" إن الإدارة لم تتلقَ شكاوى أو توجيهات من إدارة الأزمات بالمحافظة، بخصوص هذا الموضوع، مشيرًا إلى أنه سوف يلتقي بمسؤولي حماية الشواطئ لمتابعة شكوى أهالي قرية عميرة الشرقية.
"فبركة"
وفي نفس السياق أكد المهندس محمد عبد الله، مدير عام مركز العمليات، وإدارة الأزمات بديوان عام المحافظة، أن مركز العمليات لم يتلق على مدار 48 ساعة، فترة النوّة الماضية، أي شكاوى من تعرّض أهالٍ للغرق، بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط.
وأشار "عبدالله" في تصريحات لـ"مصرواي" إلى تواصله مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة بلطيم، للوقوف على حقيقة الأمر، وتأكيدهم له أن هذه المنطقة تقع على ساحل البحر المتوسط، وأنها خالية من أية زراعات، وأن ما يُتداول بشأن ذلك محضّ فبركة لا تمت للحقيقة بصلة.
فيديو قد يعجبك: