في مستشفى القباري بالإسكندرية.. "السيد" فقد حياته بعد حقنة حساسية (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
الإسكندرية- محمد البدري:
لم يعلم "السيد" أن تعرضه لأزمة صحية سيقوده إلى النهاية خلال ساعات من عبوره أبواب مستشفى القباري العام في الإسكندرية، مترجلا على قدميه، ليخلف ورائه اتهامات للعاملين بالمستشفى بالإهمال بعد إعطائه حقنة دوائية بديلة ضد الحساسية، قابلها تأكيد إدارة المستشفى ومسؤولون بالصحة بقيامهم بواجبهم على أكمل وجه.
كانت عقارب الساعة تقترب من التاسعة مساء السبت الماضي عندما شعر المواطن "السيد موسى محمد" 40 عاما، برعشة في جسده، ليغادر منزله سريعًا بصحبة زوجته، وما هي إلا دقائق حتى وصل إلى قسم الاستقبال بمستشفى القباري العام التابعة لوزارة الصحة، غربي الإسكندرية، نظرا لقربها من محل سكنه.
شقيق المتوفى: "دخل على قدميه وخرج جثة"
"السيد دخل على قدميه" يقول شقيقه "محمد"، مضيفا "شعر بتعب، على إثره ذهب إلى مستشفى القباري لإجراء الكشف الطبي، هناك أعطوه عدد 2 حقنة بالعضل وتحسنت حالته، وطلب منه الدكتور الموجود فى الاستقبال حقنة يحضرها من خارج المستشفى وللأسف لم يجد الحقنة، وطلب السيد من زوجته أن يذهب الى المنزل لتحسن حالته لكن الدكتور قال له لا يمكنك الخروج الآن وسأحضر لك حقنة بديلة من الموجودين بالمستشفى".
ويكمل شقيق المتوفى في حديثه لـ مصراوي، أحضرت الممرضة حقنة بديلة، وأثناء إعطاءه الحقنة شعر بألم شديد بالقلب فطلب منها هو وزوجته التوقف عن إكمال الحقنة، لكن الممرضة ردت عليهم قائلة "أنا الأدرى بعملي منكم"، متابعا "بعد الانتهاء من إعطاءه الحقنة وقع مباشرة على الارض في غيبوبة تامة لتوقف القلب تماما عن العمل مع نزول سائل أبيض من الفم".
والتقط أحد أقاربه أطراف الحديث قائلا "أسرعو بنقله إلى العناية المركزة في حوالي الساعة 12 مساءً وتم منع الزيارة نهائيا علما بأن بعض الضمائر الحية بالمستشفى أفادت بأنه توفى منذ اللحظة وتم إخطار أسرته عصر اليوم التالي بالوفاة، علما بأن إدارة المستشفى ورغم الخطأ الطبى الجسيم تعمدت التكتم الشديد على اسم الطبيب والممرضة واسم الدواء الذي تم حقنه به".
بلاغ للنائب العام وشكاوى لوزير ومسؤولى الصحة
وأرسل شقيق المتوفى 3 إخطارات لكل من النائب العام ووزير الصحة ورئيس الأمانة العامة للمراكز المتخصصة التابعة لوزارة الصحة، روى خلالها ما سبق متهما إدارة المستشفى بتمزيق التشخيص الأولي للحالة وإبداله بتشخيص آخر، مطالبا التحقيق في الواقعة، ومعاقبة المسؤولين، مطالبا بحق شقيقه الذي خلف ورائه زوجة و 3 أطفال لا يعلمون مصيرهم، أو حقيقة ما حدث لرب الأسرة الذي فقد حياته نتيجة خطأ طبي، حسبما أكد.
تقرير الوفاة: صدمة وهبوط وتوقف بالقلب نتيجة حساسية
اطلع مصراوي على نسخة من تقرير الوفاة الذي حصل عليه من أسرة المتوفى، والتي ذكر أن سبب الوفاة المباشر جاء نتيجة " توقف عضلة القلب وهبوط الدورة الدموية والقلب عدة مرات نتيجة صدمة بسبب حساسية شديدة". فيما جاء بخانة التشخيص "صدمة شديدة نتيجة تفاعل حساسية ما بعد توقف عضلة القلب". بينما كتب أمام خانة المرض الأصلي المسبب للوفاة عبارة "صدمة نتيجة حساسية شديدة".
مسؤولون بالمستشفى: لم نقصر في واجبنا.. والصحة: الواقعة قيد البحث
من جانبه أكد مصدر مسؤول داخل مستشفى القباري العام، في تصريح لـ مصراوي، أن طاقم المستشفى لم يقصر في أداء واجبه المهني نحو المريض الذي لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى، مبينا أن الطاقم الطبي قام باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذه.
وأضاف المصدر، المريض كان في حالة صحية سيئة عندما وصل إلى المستشفى، وتم إجراء بعض الفحوصات له والتي أظهرت تورم في منطقة اللسان والبلعوم نتيجة حساسية من مادة مجهولة تسببت في صعوبة التنفس وتأثر عضلة القلب، مؤكدا أن المستشفى حاولت إنعاشه لأكثر من 6 ساعات دون جدوى.
وأكد المصدر أن العقار الذي تم منحه للمريض عبارة عن أحد المضادات التي تعطى في الحالات الطارئة للحساسية، نافيا أن يكون للدواء علاقة بعقار البنسلين والذي تبين من فحص المريض قبل وفاته أنه لديه حساسية منه".
وتابع "بعد وفاته أبلغنا أهله بما جرى، وتم مراعاة مشاعرهم ورد فعلهم في مصابهم، ولكنهم تهجموا في المستشفي وحطموا بعض محتوياتها واعتدوا على موظفين ليس لهم أي ذنب".
في حين رد الدكتور أحمد محي، رئيس الأمانة العامة للمراكز المتخصصة بمستشفيات وزارة الصحة في الإسكندرية، على سؤال مصراوي حول الواقعة بأنها لا تزال قيد البحث.
أطباء يضامنون مع زملائهم بالمستشفى: تناول وجبة حارة قبل الوفاة بساعات تسببت في سوء حالته
في الوقت نفسه تضامن عدد من الأطباء مع زملائهم، وقالت إحدى الطبيبات "المريض حضر إلينا وحالته متدهورة، مريض بحساسية من حقنة البنسلين، الذي تجرعها خارج المستشفى، وتبين قبل وفاته تناوله وجبة مكرونة حارة ساءت من حالته وظهر تأثيرها على جسده وتم نقله إلى الطوارئ بعدها والمستشفي حاولت إسعافه، إلا أنه فقد الوعي خلال الإسعافات ودخل إلى العناية المركزة".
تضيف الطبيبة التي فضلت عدم ذكر اسمها "لا تظهر أعراض أي حقنة قبل مرور ساعة على الأقل".
فيديو قد يعجبك: