لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- في ذكرى 25 يناير.. كيف أصبح أشهر ميادين الثورة بالإسكندرية؟

08:59 م الخميس 25 يناير 2018

الإسكندرية – محمد البدري :

تحل اليوم الخميس، الذكرى السابعة لثورة 25 يناير، لتعيد إلى الأذهان مشاهد ميادين الثورة التي كانت بمثابة كلمة السر لتجمع الملايين من أبناء الشعب المصري، والتي حولتها من مجرد أماكن عامة إلى رمز لصمود العديد من الحالمين بالتغيير، وبعد مرور 7 سنوات تحولت عدد من ميادين الإسكندرية التي نالت مكانة خاصة لدى أبنائها إلى أماكن خالية من مظاهر الاحتفال بذكرى الثورة، وكأن شيئًا لم يكن.

كان ميدان القائد إبراهيم، أحد أشهر محطات الانطلاق، والالتقاء للمسيرات، والتظاهرات الحاشدة، وكذا كان شاهدًا على جانبٍ من أحداث العنف تجاه المتظاهرين، بداية من جمعة الغضب 28 يناير، وجمعة التنحي 11 فبراير، مرورًا بفترة حكم المجلس العسكري، وبداية حكم جماعة الإخوان، ووصولًا إلى مشهد لفظ حكم الإخوان في 30 يونيو، وعودتها للشعب مرة أخرى، ويرصد "مصراوي" في السطور التالية مشاهد فارقة في تاريخ الميدان الشهير.

القائد إبراهيم.. ميدان تحرير الإسكندرية

لطالما اعتبرت ساحة مسجد القائد إبراهيم، بالإسكندرية، الموقع الأبرز، خلال الفترة التحضيرية لثورة يناير، وخلال أيام الثورة، وهي كما أطلق عليها أبناء الثغر ميدان تحرير الإسكندرية، وهي الساحة التي شهدت فعاليات التظاهر، والتعبير عن مختلف توجهات التيارات والأطياف السياسية، قبل وبعد ثورة يناير من أجل التوصّل إلى رؤى مشتركة حول بعض القضايا ومحاولات استمالة الشارع لكسب المزيد من المؤيدين.

وكانت ساحة المسجد شاهدة على وجود كافة التيارات السياسية بعد أن كانت لا تجذب سوى التيارات اليمينية، والمحافظة فقط، من المنتمين للتيارات الإسلامية، وخاصة الدعوة السلفية، والتي كانت أشهرها الوقفات الاحتجاجية التي نظمتها "الدعوة السلفية" بشأن "كاميليا شحاتة".. وتوقفت عقب أحداث تفجيرات عشية رأس السنة الميلادية بكنيسة القديسين، والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى والمصابين.

من رمز لقائد الحرب على الوهّابية إلى معقل تظاهرات الشرعية والشريعة

رغم أن اسم المسجد يرتبط بتاريخ القائد إبراهيم بن محمد علي باشا، أحد أكبر قادة الحرب ضد الحركة الوهابية في السعودية، والذي ساهم في انتصار الجيش المصري، بعد صدامات ضارية مع الوهّابيين عام 1816، فإنه بعد مرور أكثر من 150 عامًا، قرر المنتمون للتيارات السلفية اختيار ساحة المسجد، منبرًا لتظاهراتهم عام 2010، في قضية "كاميليا شحاتة" التي سبقت ثورة 25 يناير، واختيرت ساحة المسجد أيضًا في ديسمبر 2012 لتكون مركزًا لتظاهرات جماعة الإخوان، وحلفائها من التيارات السلفية بمليونية "الشرعية والشريعة" للتعبير عن تأييدهم الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي، وكذلك للصيغة النهائية لمسودة الدستور السابق.

نقطة صعود وهبوط شعبية "المحلّاوي"

المسجد الشهير كان شاهدًا على عودة الشيخ أحمد المحلّاوي بعد غياب نحو عشرين عامًا، في جمعة الرحيل التي أعقبت جمعة الغضب عام 2011، والذي تصاعدت شعبيته سريعًا لما حملته خطبه من رسائل ثورية ضد ما وصفه بالظلم والاستبداد، وظلّت شعبية الشيخ الثمانيني في التصاعد حتى وصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم، ولمدة عام كامل، إلا أن دعوات التظاهر لثورة 30 يونيو كشفت جانبًا جديدًا لتوجهات "المحلّاوي" في خطاباته من منبر المسجد لدعم الجماعة، والتي كانت تسحب الثقة من أية آراء مخالفة لها.

وكان آخر ظهور للشيخ على منبر القائد إبراهيم، في نهاية يوليو عام 2013، والذي شهد حصارًا من معارضي جماعة الإخوان استمر لمدة يومين، بعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين على خلفية أحداث ثورة 30 يونيو، والخطاب الشهير للرئيس عبد الفتاح السيسي، في 3 يوليو، ليكون المسجد شاهدًا على هبوط شعبية الشيخ.

اختفاء النصب التذكاري لشهداء يناير بالإسكندرية

في أعقاب ثورة يناير، شهدت ساحة المسجد وضع حجر أساس لنُصب تذكاري لشهداء الثورة، وظلّ الرمز الثوري موجودًا بالقرب من المسجد نحو عام ونصف، ومع تعاقب الأحداث مرورًا بأحداث 30 يونيو وتوابعها، فوجئ المواطنون باختفاء النصب التذكاري، وهدمه، وإزالة اللوحة الشرفية التي حملت أسماء عددٍ من أبناء الإسكندرية الذين فقدوا أرواحهم خلال ثورتهم ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.

نقطة تحوّل في علاقة المواطنين بالشرطة

المسجد الشهير كان شاهدًا أيضًا على نقطة تحوّل في العلاقة بين الشرطة والمواطنين، فبعد أن شهدت ساحة المسجد اشتباكات ضارية في جمعة الغضب 2011 بين الأمن والمتظاهرين انتهت بانسحاب الشرطة، وفترة التخبّط التي كان يواجهها الجهاز الأمني، تغيرت طبيعة الحال بعد تراجع شعبية الرئيس المعزول "مرسي"، وسط ما عُرف إعلاميًا بالمصالحة الشعبية، والتي رُفع خلالها عددٌ من أفراد ورجال الشرطة على الأعناق، في سابقة لم تشهدها مصر من قَبل، توحّدت خلالها الهتافات برحيل نظام مستبد، وصولًا للترحيب الشعبي برجال الشرطة في حماية الميادين من هجمات أنصار الجماعة، لتتحوّل الداخلية خلال السنوات الأربعة من عنصر غير مرحبٍ به في ساحة المسجد ذات الطابع الثوري، إلى حماية المواطنين من الهجمات الإرهابية، وتأمينهم للتعبير عن آرائهم.

ملتقى الحوار المجتمعي

ومرّت الساحة الشهيرة بنقطة تحوّل أخرى حيث شهدت سجالًا سياسيًا وحوارًا مجتمعيًا بين مختلف التيارات السياسية، حول تأثير التعديلات الدستورية المتعاقبة، والتأكيد على مطالب الثورة، ثم غاب عن المشهد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، التي تراجع نشاطها في الشارع السكندري عقب إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور، وكذلك ممثلي عدد من الأحزاب السياسية بينما خرجت قوى أخرى إلى الساحة بصورة غير مسبوقة، مثل جماعة الدعوة السلفية التي أتيح لها أن تُنظّم أولى ندواتها بمسجد القائد إبراهيم، خلال فترة حكم الرئيس المعزول، لتكون المرّة الأولى التي يتمكّن شباب جماعة الدعوة السلفية من المشاركة في حوار مفتوح مع غيرهم من التيارات التي لم يكن يتعامل معها التيار السلفي في السابق، سواءٌ كانت تيارات ليبرالية أو يسارية، ليدور النقاش حول التعديلات الدستورية، والمادة الثانية من الدستور بهدف التأكيد على عوامل الاستقرار في المجتمع.

تراجع التظاهرات

على مدار عامين ونصف، أعقبت ثورة يناير، ظلّت ساحة المسجد شاهدة على صراع وإصرار الشباب على تحقيق مطالب الثورة، رغم المواجهات الصعبة، فكان مركزًا لتوحّد كافة القوى السياسية، والشباب بمختلف أطيافهم ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، حتى إسقاطه، وظل يلعب دوره كنقطة لتجمع الصفوف التي عادت مرة أخرى لمواجهة "الإخوان" لرفض ممارسات الجماعة في ترويع المواطنين في محاولة للسيطرة على الميادين.

وكانت المسيرات المنطلقة من "القائد إبراهيم" وصولًا إلى ميدان سيدي جابر، بشكلٍ يومي في بعض الأحيان، هي الأقوى ظهورًا بالمدينة الساحلية، منادية بسقوط النظام، ومطالبة بالإصلاحات السياسية، وانضمت إليها مختلف التيارات السياسية في تنسيق لم يميز تيار سياسي أو يعليه على غيره، من التيارات المشاركة، حيث شهدت الساحة عددًا من المصادمات بين المواطنين وقوات الأمن، ومعارضيهم.

ملتقى أبناء جاليات الربيع العربي

ولشهرة الميدان، تحوّل إلى مقصدٍ لأبناء الجاليات العربية في بلدان الربيع العربي، التي شهدت أحداثًا مماثلة، سواء للتعبير عن آرائهم، أو كمركز للجان الإغاثة لأبناء الشعب الليبي، واليمني، والسوري من أبناء الجاليات المُقيمة في الإسكندرية.

دار مناسبات

ومع تعاقب الأحداث وهدوء الأوضاع نسبيًا بعد تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، في عام 2014، سيطر الهدوء على ساحة المسجد الشهير، وتراجع خروج المسيرات والتظاهرات، بشكل ملحوظ، لتتحوّل الساحة الشهيرة من مركزٍ للتظاهرات، إلى موقع شهير لخروج الجنازات الرسمية لشهداء الجيش والشرطة، وكذا لإقامة مناسبات تقديم واجب العزاء على غرار مسجد عُمر مكرم الشهير بالقاهرة، حيث شهدت عددًا من مراسم العزاء لمشاهير الساحة السياسية خلال الأعوام الماضية، كان أبرزهم عزاء الكاتب الساخر جلال عامر، وعزاء القيادي اليساري أبو العز الحريري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان