لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور- رحلوا تاركين قرية "الأحزان".. أهالي صيادي كفر الشيخ المفقودين: أين حقوقنا؟

02:43 م الإثنين 29 يناير 2018

كفر الشيخ - إسلام عمار :

قرية "برج مغيزل" التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ.. على رغم من وقوع حدودها البحرية على البحر الأبيض المتوسط، والقبلية المطلة على نهر النيل فرع رشيد، وقربها من بوغاز رشيد، مازال يُطلق عليها "قرية الأحزان"، إذ يعيش أهلها على كوارث باستمرار، ما بين غرق قوارب الصيد، أو اختفائها، أو اعتقال أبنائها في دول الجوار.

فُجع الأهالي على خبر غرق قارب "الحاج نصر"، قبالة السواحل الليبية، إذ تلقوا اتصالا هاتفيًا من أحد أقربائهم الذي يعمل صيّادًا في مدينة بني غازي الليبية، أخبرهم فيه بغرق القارب الذي كان يحمل على متنه 15 صيادًا، أُنقذ منهم 5، بينما فُقد 10 آخرين، وبعد ساعات أكد الخبر، أحمد نصّار نقيب الصيادين بكفر الشيخ، ولاحقًا عُثر على جثة منهم.

لا أمل لهم ولا رجاء إلا في البحر، إليه يتطلعون، ويُبحرون بحثًا عن الرزق، ومنه يعودون جثثًا أو لا يعودون، تجوّلنا في القرية التي احترف أهلها مهنة الصيد، تلك المهنة التي توارثوها عن الآباء والأجداد، المقاهي بها ما هي إلا تجمع للصيادين، وهناك مرسى خاص بداخل القرية، ناحية حدود القرية على نهر النيل فرع رشيد، لا يوجد بالقرية صرف صحي، ورغم رحيل النوّة منذ أيام، بقيت القرية غارقة في الطين والوحل، دون أدنى خدمات أو مرافق.

الحزن يخيم على أهالي القرية

لا حديث في القرية، سوى عن الواقعة، التي أفجعت قلوبهم، وخيمت الحزن في ديارهم، وخلال جولتنا بالقرية، التقينا بـ"خميس عرفة"، أحد أهالي القرية، ويعمل مدرسًا، اصطحبنا برفقته إلى منزل أسرة أحد الضحايا، الغارقين، وهو الصياد الشاب "محمد حسن محمد حسن السمار"، 17 سنة، وهو أول من انتشلت جثته من بين المفقودين، بمعرفة فرقة الإنقاذ الليبية، تجمعت القرية عند باب منزل أسرته، لتقديم التعازي، والمساندة، فهنا إذا خيم الحزن على بيت، خيم على كل الديار.

فقدت سندي

"فقدت ابني.. ذراعي اليمين.. كان سندي فخطفه الموت وحرمني من عطفه".. لم تُعبر هذه الكلمات عن كل ما جاش بصدر والد "السمّار"، 43 سنة، صيّادًا، إذ كانت دموعه أصدق من أي كلمات.

وقال والد الضحية لـ"مصراوي": "ولادنا نموتهم بأيدينا، مجموعة من الشباب يسعون لجلب رزقهم، من خلال الصيد في دول الجوار، في ظل الإهمال الحكومي، تجاه الصيادين، وتعمدها تهمشيهم، دون أي أسباب، فمن المفترض عمل وزارة مختصة بالصيادين، ومهنة الصيد، فليس من المعقول إن دولة بحجم مصر، لا يوجد بها وزارة خاصة بالصيد، فقدنا أبناءنا بسبب هذا التهميش، وكل عام ننتظر كارثة مثل هذه، ومهما تكرر الأمر، لا يلتفت إلينا أحد".

لا نقابة ولا جمعية للصيادين

استكمل علي السيد عرفة، جد "السمّار" والذي يعمل هو الآخر صيادًا، الحديث قائلًا إن صيادي قرية برج مغيزل، لا يوجد لهم نقابة، أو جمعية تدافع عنهم، ولا يوجد سوى جمعية تحمل اسم الصيادين فقط، دون تفعيل دورها.

وقال: "الموت أخذ منا "محمد" أعز ما لدينا، وهو العائل الوحيد لوالده، المريض، وكل فترة يظهر لنا حادث غرق مركب جديد، فلا أحد يُعير للصيادين اهتمامًا، محتاجين من يدافع عنا، ويقف خلف كل صياد، لابد من إعادة النظر من الجانب الحكومي بشأن الصيادين، لا يصح وجود إدارة تهتم بقطاع كبير، ويمثلون نسبة كبيرة، على مستوى الجمهورية، داخل وزارة حكومية مثل وزارة الزراعة".

محتاجين الرئيس

ووجّه الجد والأب، وعددٌ من أهالي القرية، رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة النظر للصيادين، نظرًا لما أطلقا عليه إهدار حقوق الصيادين، التي تتمثل في عدم وجود وسائل إنقاذ للصيادين على القوارب، مثل "لايف جاكت"، أو"طفاية" و"رماس"، أو"تليفون دولي" من أجل الاتصال لحظة الطوارئ، كما لا توجد أي وسيلة مساعدة للصيادين.

وكشف الجد والأب، عن عدم مساعدة أي صيّاد، يُجري اتصالًا بفرق الإنقاذ، في حالة الغرق، لافتين إلى تكرار الأمر كثيرًا، ودعيا الحكومة المصرية، إلى ضرورة التواصل مع الصيادين، لكونهم فئة مجتمعية، محسوبة على الدولة، موضحان أن كل حياة الصيادين في قرية برج مغيزل، ما هي إلا 18 أو 20 يومًا، مدة رحلة صيد يبحثون خلالها عن الرزق، فإما عاد الصياد سالمًا لأسرته وأبنائه، أو عاد في صندوق خشبي، قادم من إحدى دول الجوار جثة هامدة.

عهد من الأحزان

وفي منزل الصيّاد المفقود، محمد فرج فتح الله إبراهيم المزين، 21 سنة، تجمّع عدد من النساء حول والدته وشقيقته، يواسونهما في مصابهما الأليم.

"هاتولي ابني.. ابني راح فين عايش ولا ميت؟ هو اللي بيجري علي".. نطقت بكلماتها قبل أن تدخل في نوبة بكاء وصراخ، فتحت بها بابًا لعهد جديد من الأحزان.

تركناها لآلامها، فالتقينا بفرج المزين، مدرب كرة قدم، وهو ابن عم الصياد المفقود، وشقيق زوجته، في نفس الوقت، إن والدته وشقيقاته السيدات، على هذه الحالة، منذ تلقيهم خبر غرق القارب، موضحًا أن "محمد" كان العائل الرئيس لأسرته، ويرعى إحدى شقيقاته في ظل غياب زوجها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان