انهيار سوق الألومنيوم بطنطا.. وأصحاب المحلات: "الأسعار ضربت والسيراميك قضى علينا"

الغربية - مروة شاهين:

خلف مسجد السيد البدوي، بمدينة طنطا، وعلى بعد حوالي 150 كيلو مترًا، من المسجد تجد سوق الألومنيوم بطنطا، أحد أقدم الأسواق بالمدينة، والذي يتضمن عشرات الورش والمحلات التي تتخصص في صناعة وتشكيل وبيع الألومنيوم فقط .

داخل الشارع الضيق الذي لا يتجاوز عرضه المترين، تراصت المحلات بجانب بعضها؛ تعرض أشكالًا عديدة من الأواني الألومنيوم ولا زبائن إلا القليل.

كانت تقف سيدة عيد، زبونة، وتسأل البائع عن أسعار الأواني بمختلف أحجامها قائلة في حديثها لمصراوي "أنا جايه من الأرياف عشان اشتري جهاز بنتي من الألومنيوم مختلف الأحجام خصوصًا الأحجام الكبيرة مش هلاقيها غير في الشارع ده حفاظًا على العادات والتقاليد في القرية لازم العروسة تشتري طقم ألومنيوم حلل كبيرة للعزومات وطقم طشت كبير، لكن تفاجأت بالأسعار التي تفوق الأطقم الجرانيت والسيراميك الجديدة".

بينما قال عبدالباسط مصطفى، زبون آخر، إنه يعمل بجوار الشارع، وأتى لشراء برّاد شاي من الألومنيوم حتى يتحمل مع أسرته عمرًا أطول بعد أن جرّب الأنواع الأخرى التي تتلف سريعًا قائلًا"الألومنيوم تكنو فيه ويستحمل معاك سنين".

فيما أوضح أحمد عايد، أحد أصحاب المحلات، أن سوق الألومنيوم انهار منذ فترة بعد ظهور الأنواع الجديدة من الأدوات المنزلية الأكثر عملية، وارقى في الاستخدام، ومع ارتفاع أسعار الألومنيوم حتى أصبح الزبائن يلجأون للجديد والأرخص، واقتصر السوق فقط على زبائنه من الأرياف الذين مازالوا يشترون أطقم الألومنيوم ضمن جهاز العرائس.

وأشار صاحب المحل إلى أن أسعار الألومنيوم أصبحت مرتفعة جدًا فقد يصل سعر الحبة الواحدة إلى 200 ومع زيادة الحجم يرتفع السعر أيضًا حتى يصل إلى 500 جنيه لأكبر حلة، ويبدأ سعر الطشت من 300 إلى 700 جنيه ما يلقى إقبالًا من الزبائن لكبر حجمه وعدم وجوده في أي معدن آخر غير الألومنيوم .

في حين قال ناجي عطا، أحد أصحاب ورش الألومنيوم، إنه قام بتغيير النشاط وأصبح شغل الألومنيوم بالطلب من أي زبون، واقتصر عمله في الألومنيوم فقط على طلبيات أصحاب المطاعم من أواني كبيرة الحجم لطهي الطعام بعد تدهور مهنة صناعة الألومنيوم وتشكيل الأواني قائلا "كنا زمان من 20 سنة مش بلاحق على الشغل وكان ورش الشارع دي بتخدم محافظات كتير بيتم توزيع المنتجات فيها من الألومنيوم ولكن مع ظهور الأواني الجديدة والمعادن الأخرى انهارت صناعة الألومنيوم.