لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور - قصة عريس البحر بكفرالشيخ: 20 سنة لو تركت النيل أموت

12:05 ص الثلاثاء 30 أكتوبر 2018

كفرالشيخ - إسلام عمار:

بقارب صغير وسط مياه نهر النيل بمدينة دسوق في كفرالشيخ يقيم فيه صاحبه منذ صغره، شاب يقترب من نهاية العقد الثاني من عمره ترك حياته وتفرّغ لمهنة الصيد بحثًا عن لقمة العيش في الفترة العملية في الصيد وواجه العديد من المواقف ما بين الطريفة وغيرها من مواقف قد أثرت على طبيعة عمله.

"اتولدت عشان أعيش في البحر ورزقي يكون منه.. بنام في المركب بتاعي ليل ونهار عشان حياتي بقت كده و20 سنة وأنا عايش في الميه.. وعشان كده زملائي أطلقوا على عريس البحر" هكذا بدأ إسلام محروس حجازي، 28 سنة، حديثه لمصراوي، يروي قصة حياته على فرع رشيد.

إسلام يعمل في مهنة الصيد ليلًا ونهارًا، يقيم بمدينة دسوق التابعة لمحافظة كفرالشيخ، يحب الاعتماد على نفسه منذ صغره، مؤمن بأن العمل كفاح، وهذا ما زرعه فيه والده، يرفض المساعدة من أي شخص، لا يعرف سوى جلب الرزق من نهر النيل، الذي وصفه بصديقه الصدوق، طوال فترة حياته، لا يعرف ما يحدث في الدنيا سوى من زملاء مهنته عندما يصادف مراكبهم في النهر.

قال "حجازي" إن لديه أسرة مكونة من 3 أفراد زوجة وطفلين، ويعول والدته وشقيقته المريضة فلا يراهم سوى يومًا واحدًا بنهاية كل أسبوع، ولا يترك نهر النيل سوى للطوارئ فقط، فترة معينة يؤدي فيها الغرض ما بين حضور احتفال أو جنازة وعزاء أو ظرف شخصي طارئ يحتاج لوجوده على الأرض.

قال عريس البحر كما يطلق عليه بعض الأهالي، إنه مثل السمكة لو خرجت من المياه تموت، مؤكدًا أنه لو ترك النيل يموت، فحياته التي اعتادها وألفها وعشقها وجُل ذكرياته هنا، على صفحة النيل، بقاربه الصغير تعلوه مظلة للحماية من عوامل الطقس خاصة في ليالي الشتاء الباردة.

ولفت إلى أنه يتعرض لكثير من المواقف الطريفة، إذ أنه من كثرة مكوثه في القارب يعتقد أن الجن يشاهده، ويلامسه أحيانًا، بل ويراهم يبتسمون ويلوحون له، مشيرًا إلى أن هناك أشخاص يعرفهم يسبحون في النهر حوله وعندما يقترب منهم يختفون، لكنه أبدًا لم يخف، فقد اعتاد هذه الأمور – حسب قوله -.

وأوضح عريس النيل، أنه يتعرض لمواقف صعبة مع موجات الطقس السيء وهبوب الرياح الشديدة، والأمطار، إذ يرتفع منسوب المياه ويهتز القارب، لكنه لا يتحرك لأنه يعرف تمامًا كيف يتعامل، ويستمر في قاربه دون أدنى مشكلة، ويمارس حياته العملية بشكل طبيعي، رغم تحذيرات مسئولي الأرصاد الجوية بممارسة الصيد أثناء موجات الطقس السيء.

وأكد أن الصيادون هم أكثر فئة مهضومة حقوقهم فدائمًا ما يتعرضون لمواقف سيئة في البحث عن قوت يومهم منها مثلًا عندما تحدث ظاهرة السدة الشتوية، وينتج عنها تلوث مياه نهر النيل فلا مسئول يبحث عن مصير الصيادين عندما يحدث تلوث للنهر، ووقتها تنفق الأسماك وكل ما يهم المسئول البحث عن أسباب التلوث دون النظر إلى الصيادين وحقوقهم.

وقال "حجازي" إنه فخور تمامًا بلقب عريس البحر أو عريس النيل، لوجوده باستمرار طوال الأيام والليالي، ويرتضي بالرزق الذي يكتبه الله له، عندما يطرح شباكه في مياه نهر النيل، وأحيانًا يتحصّل على قيمة ما ينتجه من الصيد في نهر النيل ما بين 50 و60 جنيهًا، وأوقات لا تنتج شباكه بعد ما يطرحها في نهر النيل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان