بالصور- معابد عمدا والسبوع.. بين الإهمال والسرقة والرمال المتحركة
أسوان - إيهاب عمران:
المعابد الصخرية في عمدا والسبوع، معابد النوبة، والتي تقع خلف السد العالي، والتي تم إنقاذها من الغرق أثناء بناء السد العالي في حملة اليونسكو الدولية منذ 50 عامًا، لكنها تتعرض الآن للإهمال الشديد، والسرقة والنهب، كما أنها مهددة بالرد تحت الرمال المتحركة.
ونظرًا لأهمية هذه المعابد الأثرية والتاريخية قامت اليونسكو عام 1979 بإدراجها ضمن مواقع التراث العالمي الثقافي.
وعلى الرغم من مرور 40 عامًا على الحدث المهم إلا أن هذه المعابد تعاني من الإهمال الشديد لدرجة أنها تعرضت للسرقة 11 مرة كما أن الرمال المتحركة تكاد تخفيها تمامًا
حارسان فقط بدون سلاح لحماية 7 مواقع أثرية على امتداد 5 كيلومترات.. بهذه العبارة بدأ أحمد حسن مدير المعابد الصخرية حديثه لــ"مصراوي" وقال إن المعابد الصخرية تبعد عن مدينة أسوان حوالي 240 كيلو وسميت بهذا الاسم لأنها منحوتة في الصخر، وهي تنقسم إلى مجموعتين.
المجموعة الأولى مجموعة السبوع، وتتكون من معبد السبوع، والذي بناه حاكم النوبة ستاو للملك رمسيس الثاني, معبد الدكة، الذي بناه الملك النوبي أركماني، وأسهم فيه كل من بطليموس الرابع، والسابع، والإمبراطور أغسطس, ومعبد المحرقة والذي بني في عهد الإمبراطور الروماني أغسطس.
أما المجموعة الثانية فهي مجموعة عمدا، وتتكون من معبد عمدا وهو أقدم هذه المعالم، إذ أنه بني في القرن السادس عشر قبل الميلاد, ومعبد الدر، بناه الملك رمسيس الثاني، وكرسه لآمون رع، ورع حور امتى, ومقبرة بنوت، والذي كان يتقلّد منصب عمودي النوبة المصرية، وأوات في عهد رمسيس السادس, قصر أبريم، والذي كان يقع على الضفة الشرقية، والذي توجد به حاليًا أطلال وبقايا أقدم كاتدرائية في النوبة".
وتمتد أثار المجموعتين لمسافة 5 كيلومترات فهل يعقل أن يقوم حارسان فقط بحماية المنطقة وبدون سلاح؟ وبدون وجود لشرطة السياحة والآثار؟ ما أدى إلى تعرض المنطقة لأكثر من 11 حالة سرقة.
ورغم أن أثار المنطقة تتميز بالتنوع الفريد في العمارة، حيث تضم مجموعة متنوعة ما بين معابد ومقصورات ومقابر كما تشهد تنوعًا زمنيا إذ تغطي فترة تاريخية طويلة تمتد من الأسرة الثامنة عشر، وحتى العصر المسيحي إلا أن هذه المعابد غير مدرجة في برامج شركات السياحة، والسبب عدم وجود طريق بري ممهد لزيارتها، وحتى الفنادق العائمة التي تعمل ببحيرة ناصر لا يوجد مراسٍ لها أمام المعابد، ويتم إنزال السياح في زوارق صغيرة لزيارتها، ما يعرضهم للخطر ويرفض كبار السن المخاطرة فيتم حرمانهم من زيارة المعابد، ومن يستطيع النزول من القوارب الصغير يجد سيارة كارو في انتظاره لنقلهم إلى المعبد.
" زيارة لجنة الثقافة والسياحة بالبرلمان ووزير الآثار أعادتا الحياة للمنطقة ".. أضاف أحمد حسن أنه على مدار 5 عقود منذ إنقاذ معابد عمدا والسبوع لم يقم أي وزير للآثار أو حتى محافظ لأسوان بزيارة المنطقة مما زاد من إهمالها.
وأوضح "قمنا بإبلاغ نواب مجلس الشعب عن محافظة أسوان بخطورة الوضع في المنطقة، وبالفعل تحرّك النائب ياسين عبدالصبور، وتقدم بطلب إحاطة لوزير الآثار عن مشكلات معابد عمدا والسبوع، وفي مارس 2017 حضر وفد من لجنة الثقافة والسياحة والآثار بمجلس النواب وقاموا بتفقد المنطقة وفوجئوا بكمية المشكلات التي تعاني منها، ويكفي أن نشير إلى أنهم لم يستطيعوا السير في الرمال للوصول إلى المعابد وقاموا باستقلال جرار زراعي.
وبعد زيارة وفد البرلمان جاء إلى المنطقة الدكتور خالد العناني، وزير الآثار أول وزير مصري يزور منطقة عمدا والسبوع، وقرر الوزير إدراج المنطقة بالكامل في خطة التطوير، والتي تم اعتماد المرحلة الأولى منها هذا الأسبوع فقط بعد أكثر من عام من زيارة الوزير باستثمارات تبلغ 16 مليون جنيه.
وأضاف أحمد حسن أنه خلال زيارة وزير الآثار لمنطقة عمدا والسبوع قدم له مشروع متكامل لتطوير المنطقة وتحويلها إلى منطقة جذب سياحي ومنطقة للموارد، وليس للنفقات، بإنشاء عدد من الفنادق البيئية، ومشروع للطفطف لنقل السياح برسوم ومراسي سياحية وكافيتريات تدر دخلًا لوزارة الآثار يمكن تحويل الدخل لتنفيذ مراحل تطوير المنطقة، والحفاظ عليها، ووعد الوزير بدراسة المقترح وتنفيذ خطة تطوير المنطقة بالكامل.
"لابد من نقل صندوق إنقاذ آثار النوبة من القاهرة إلى أسوان".. كانت أبرز توصيات لجنة الثقافة والسياحة والآثار بالبرلمان عند زيارتها لمعابد عمدا والسبوع، وقال النائب ياسين عبدالصبور، عضو مجلس النواب بمحافظة أسوان أنه من غير المعقول أن يكون الصندوق المسؤول عن آثار النوبة موجود في القاهرة، ويتم الصرف من موارده على آثار القاهرة والمحافظات الأخرى، في حين أن آثار النوبة بأسوان تعاني من الإهمال الشديد لدرجة تعرضها للسرقة، وعدم وجود إنارة أو مياه للشرب أو استراحات أو حمامات فكيف يأتي السياح لزيارتها.
على الجانب الآخر قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة أنه جرى وضع خطة لتطوير منطقة عمدا والسبوع تنقسم إلى ثلاثة مراحل.
المرحلة الأولى بتكلفة تصل إلى 16 مليون جنيه وتشمل بناء استراحتين جديدتين وتطوير وتجهيز الاستراحتين الموجودتين ليصيح عدد الاستراحات بالمنطقة 4 استراحات، كما سيتم بناء وتوفير غرف للأمن والحراسة بامتداد المنطقة, كما تشمل المرحلة الأولى إنارة المنطقة بالكامل بالطاقة الشمسية وتوصيل جميع المرافق الأساسية المياه والكهرباء وسيبدأ العمل فيها خلال الأيام القليلة المقبلة.
المرحلة الثانية وتشمل بناء سور لحماية المعابد ومنع زحف الرمال اليها , مع إجراء أعمال الترميم والصيانة للقطع الأثرية بهذه المعابد.
المرحلة الثالثة يتم فيها تمهيد ورصف الطرق البرية المؤدية إلى المناطق الأثرية بعمدا والسبوع وإنشاء مراسي سياحية على بحيرة ناصر أمام المعابد.
فيديو قد يعجبك: