تفاصيل 17 ساعة في "جحيم الراشدة" بالوادي الجديد (فيديو وصور)

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

17 ساعة ظلت خلالها قرية "الراشدة" في مركز الداخلة بالوادي الجديد، تحت وطأة نيران حريق هائل اندلع في 150 فدانًا، بحسب تقرير مبدئي لمديرية الزراعة، وخلف 47 مصابًا منهم 11 شرطيًا، بالإضافة إلى اندلاع النيران في 3 منازل، ووحدة صحية.

حريق الراشدة بدأ الـ5 من عصر أول أمس الجمعة، في زراعات نخيل بالقرية، وامتد حتى وصل إلى حدود منازل القرية، ما دفع رجال الحماية المدنية والإطفاء لإقامة حزام عازل حول المنازل لمنع احتراقها، وبالرغم من ذلك إلا أن 3 منازل والوحدة الصحية الخاصة بالقرية، لحقتها ألسنة اللهب المرعبة.

قوات الحماية المدنية و4 طائرات هليكوبتر تابعة للقوات المسلحة، بالإضافة إلى 30 سيارة إطفاء بواقع 15 من محافظة أسيوط و15 من سوهاج، أخمدوا الحريق واستطاعوا السيطرة عليه، في ملحمة استمرت لأكثر من 17 ساعة متواصلة.

محافظ الوادي الجديد اللواء محمد الزملوط، قال إنه جرى تشكيل لجنة من وزارات الزراعة والتضامن والإسكان والطب البيطري، بالإضافة إلى أملاك الدولة، لحصر خسائر حريق قرية الراشدة، لافتًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، قدما كل الدعم للمحافظة للسيطرة على هذا الحريق التي تسببت الرياح في انتقاله للقرى والمناطق المجاورة للراشدة، وكانا يتابعان الحادث لحظة بلحظة.

من ناحيتها أضافت الدكتورة السيدة مشرف، وكيلة وزارة الصحة في الوادي، أن إجمالي الحالات المصابة جراء حريق قرية الراشدة ارتفع إلى 47 مصابًا ما بين حروق واختناق وجروح، منهم 11 شرطيًا بينهم العميد ضياء الدين صبحي مدير إدارة الحماية المدنية والإطفاء بالمحافظة.

مشرف قالت إن مديرية الصحية في أسيوط بقيادة الدكتور محمد زين، وكيل الوزارة، دفعت بفريق طبي مكون من 4 أطباء متخصصين في الطوارئ والحوادث لموقع حريق قرية الراشدة بمركز الداخلة بالإضافة إلى كميات من الأدوية والعلاج لإسعاف المصابين.

يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه الدكتور مجد مرسي، مدير عام الزراعة بالوادي الجديد، أن الحصيلة الأولية لحصر الخسائر الزراعية الناجمة عن حريق الراشدة، وصلت لاحتراق 20 ألف نخلة على مساحة 150 فدانًا، مؤكدًا تفحم عدد من الحظائر ونفوق عدد من رؤوس الماشية.

لم يأت الحريق فقط على الأرض الزراعية، أو النخيل، وقال نائب رئيس مركز الداخلة الدكتور نبيل حنفي لـ"مصراوي" إن الحريق تسبب في تدمير جزئي لـ3 منازل ووحدة صحية، حيث تسبب الحريق في احتراق الجدران الخارجية لمنزل واحتراق جزء من منزل ثان، وجدران داخلية وخارجية لمنزل ريفي مبني من الطوب اللبن وتفحم جدران خارجية وجزء من الجدران الداخلية للوحدة الصحية في القرية، ما اضطر مديرية الصحة لتنفيذ مستشفي ميداني لعلاج مصابي الحريق في مقر مدرسة القرية.

الدكتورة ياسمين فؤاد وزير البيئة، واللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، تفقدا موقع حريق قرية الراشدة، وتابعا أعمال إخماد وتبريد الحريق، للوقوف على ملابسات الحادث، وبحث آليات صرف تعويضات للأهالي في زيارة استغرقت يوم واحد أمس السبت.

وزير التنمية المحلية، من ناحيته قرر تشكيل لجنة لدراسة وتحديد أسباب حريق قرية الراشدة، ووضع آليات للحد من تكرار الحرائق، وسرعة حصر الخسائر، تمهيدًا لصرف التعويضات اللازمة للمضارين، بالإضافة إلى دراسة إنشاء مصنع للمخلفات الزراعية بالمحافظة بالتعاون مع وزاره الزراعة يضم من 10 إلى 12 مفرمة، لاستغلال جريد النخيل الجاف نظرًا لكونه المسبب الأساسي للحرائق.

ومن ناحيتها قررت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي، صرف تعويضات عاجلة للمتضريين من الحريق، بمجرد انتهاء لجان حصر الخسائر من عملها الميداني.