إعلان

بعد 45 عاما.. بطل أكتوبر يحكي كواليس أسر "آرئيل شارون"

03:58 م الأحد 07 أكتوبر 2018

المنيا – محمد المواجدي:

لم تستطع السنوات التي اقتربت من 50، أن تمحو مشاهد حرب أكتوبر من ذاكرة أحد أبطالها، خاصة كواليس أسر "آرئيل شارون" رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، وقت أن كان قائدًا في جيش العدو إبان حرب 1973.

داخل منزله في قرية زهرة التابعة لمركز المنيا، يعيش "عبدالرحمن صادق عبدالغني حسن"، مُجند قوات خاصة في الكتيبة 603 وقت حرب أكتوبر، والمُدير السابق في التربية والتعليم، قبل المعاش، وانتقل إليه "مصراوي"، وقص لنا ذكرياته مع الحرب بكل تفاصيلها.

يقول "عبدالرحمن" 70 سنة، إن خدمته في قوات الصاعقة بدأت في سبتمبر 1970، وفي عام 1973 كانت في منطقة العامرية بمحافظة الإسكندرية، وأنه خلال وجوده في مقر كتيبته وقبل اندلاع الحرب بنحو 10 أيام، أخبرهم قائد الكتيبة الشهيد "إبراهيم عبدالتواب" الانتقال إلى منطقة السويس لعمل مزيد من التدريبات "دون الإفصاح عن قرار الحرب": "بعد 10 أيام داخل السويس، أخبرنا القائد بالاستعداد للعودة إلى مقر الكتيبة في الإسكندرية، وعقب الانتهاء من الاستعدادات، أبلغونا ببدء الحرب".

وأضاف أنه تم استقلال جميع أفراد الكتيبة السيارات البرمائية، وخلال عبور القناة كان الطيران المصري انتهى من ضربته الأولى، وعبرت السيارات البرمائية القناة حتى وصلت منطقة "جنيف" في السويس واشتبكت مع العدو وتفوقت عليه حتى تقدموا لمسافة نحو 12 كيلو متر: "كانت قوات المُشاة تتبعنا، حتى تم التمركز داخل منطقة كانت نقطة انطلاق أفراد الكتيبة في مهاجمة العدو الإسرائلي ليلًا، حتى كبدناه خسائر فادحة".

وتابع "عبدالرحمن" أنه وبعد مرور ما يقرب من 10 أيام على الحرب، توجهت كتيبة الصاعقة إلى منطقة كبريت وتم السيطرة عليها وأسرت عددًا من الجنود الإسرائليين بناء على تكليف من القيادة المصرية: "تمركزنا في تلك المنطقة، حتى كانت نقطة انطلاقنا لاستهداف العدو ليلا واستمر ذلك لمدة 4 أيام حتى تم تكبيد الجيش الإسرائلي خسائر فادحة".

وأضاف صادق: "في تمام الساعة الـ7:30 صباحًا، من 20 أكتوبر، اقترب قول من سيارات الجيش الإسرائيلي إلى مقر الكتيبة، وتم التصدي لهم، وكان يتقدم الكوول سيارة جيب، ونزل منها 3 جنود إسرائلين فور مهاجمتنا لهم، حتى تم الإمساك بهم وأسرهم، حتى انهار 2 منهم في البكاء، باستثناء ثالثهم كان صامتًا، وعندما تم تسليمه إلى قائد الكتيبة الشهيد إبراهيم عبدالتواب، وسألنا عنه بسبب صمود الجندي الإسرائلي في بداية الأمر دون غيره من زملائه أخبرنا أنه جنرال كبير في الجيش الإسرائيلي يُدعى آرئيل شارون، الذي تولى منصب رئيس وزراء إسرائيل".

وأوضح مُقاتل حرب أكتوبر: "أنه رغم أن شارون كان قائد كبير في الجيش الإسرائيلي وقت الحرب، ويكون موقعه في مناطق القيادة؛ إلّا أنه أصر على المشراكة في الحرب في أرض الميدان بسبب الخسائر التي لحقت بالعدو في منطقة كبريت"، موضحًا أنه عقب مرور وقت قليل على أسر "شارون"، وأثناء ترحيله إلى القيادة المركزية للقوات المسلحة، هاجم الطيران الإسرائلي الكتيبة، حتى نجح في تحرير "شارون"، واستمر الطيران في الهجوم حتى أُصيب هو بشظايا في الرأس، عاقة حركته حتى تدخل أحد زملاء كتيبته ويُدعى "مصطفى عبدالفتاح مبارك" ابن عم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وحمله وأدخله إلى مقر الكتيبة.

"لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع"، بهذه الجملة تابع "عبدالرحمن"، حديثه، موضحا أنه وبعد إصابته وخلال نقله من الضفة الشرقية إلى الغربية، لم يستطيع استقلال اللنش الأول لنقل المصابين لاكتمال العدد، ووقتها حزن حزنا شديدا لعدم استقلاله اللنش الأول، وانتظر لاستقلال الثاني، إلا أنه حمد الله على عدم استقلاله "اللنش الأول" خاصة وأن القوات الإسرائلية هاجمته وأسرت من يستقلونه.

واستكمل "بطل أكتوبر"، أنه نقل إلى إحدى المدارس في الضفة الغربية بالسويس، ومكث فيها فترة الليل حتى وصلت إليه سيارات الإسعاف لنقله هو وزملائه إلى مستشفى السويس، وخلال التوجه إلى "المستشفى" هاجمهم العدو الإسرائلي حتى تم الهروب منهم والوصول إلى مستشفى السويس التي أجرت لهم الإشاعات اللازمة، ونقلهم إلى مستشفى المعادي العسكري، وأٌجريت لهم عملة جراحية في الرأس للاستخراج شظايا كانت مستقرة فيها.

وأشار "عبدالرحمن" إلى حرص السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات على زيارة كافة المصابين كل يوم داخل المستشفى، وعدد من الفنانين ومنهم الفنانة عزيزة حلمي التي كانت مسؤوليتها مساعدتهم على تناول الطعام كل يوميًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان