إعلان

تحوي رأس "كاروز" الديار المصرية.. الكنيسة المرقسية أيقونة أثرية في الإسكندرية (صور)

04:31 م الخميس 15 نوفمبر 2018

الإسكندرية – محمد عامر:

على مدار ألف عام ظلت مقرا للكرسي البابوي، واستُخدِمت للصلاة لأول مرة حوالي عام 62 ميلادية، لتصبح الأقدم في مصر وأفريقيا، أنها الكنيسة المرقسية في الإسكندرية التي تحوى رأس "القديس مارمرقس" كاروز الديار المصرية.

وتزامنا مع احتفالات الأقباط بعيد ظهور رأس القديس مارمرقس، يستعرض "مصراوى" عددا من المعلومات والحقائق عن الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وعرفت قديما باسم كنيسة "بوكاليا"، وذلك وفقا للقمص إبرام إميل، وكيل بطريركية الإسكندرية، والقمص بيشوي كامل، مؤلف كتاب مارمرقس.

أول كنيسة

لا تزال الكنيسة المرقسية قائمة وسط الإسكندرية القديمة في نفس الموقع الذي شيدت فيه أول كنيسة في القطر تحمل اسم مؤسسها مارمرقس الذي كرَّسها بيده، لتصبح الأقدم في إفريقيا واستُخدِمت للصلاة لأول مرة حوالي عام 62م مع دخول المسيحية إلى مصر.

وسعت الكنيسة المرقسية لأول مرة في عهد البابا أرشيلاوس سنة 295 م، إلا أنها أحرقت سنة 644 م، وهدمت 3 مرات، أحدهم أثناء الحملة الفرنسية سنة 1798م ليتم تجديدها عدة مرات على مر العصور.

وفي عام 1950 تدهور مبنى الكنيسة وصارت قبابها آيلة للسقوط فجرى هدمها وإقامة المبنى القائم حاليا في موقعها، وقام البابا يوساب الثاني بتكريسها في عيد الكاروز وتحديدا يوم 9 نوفمبر سنة 1952.

شكل الكنيسة

مع افتتاح الكنيسة بعد إعادة تشييدها قبل 66 عاما أصبح بها ثلاثة مذابح" مارمرقس" و"مارجرجس" و"الملاك ميخائيل"، وتم تقطيع حامل الأيقونات الرخامي ذو الطراز البيزنطي، بدقة وتركيبه في مكانه الحالي.

وجرى تقوية المنارتان القديمتان للكنيسة بواسطة قمصان خرسانية بدلا من هدمهما، مع تزيينهما بنقوش قبطية جميلة، وتم تركيب جرسين جديدين أُحضِرا خِصيصًا من إيطاليا – جرس لكل منارة.

ومع الزيادة المضطردة في عدد المصلين، قام البابا شنودة الثالث في عام 1990 بتوسيع الكنيسة حتى أصبحت على وضعها الحالي، فتضاعفت المساحة الكلية للكنيسة ووصل عدد المذابح لـ 7.

ونقلت الأعمدة الرخامية الستة إلى المدخل الغربي الجديد للكنيسة، وألحق بها المقر البابوي الجديد من الجهة البحرية، ويحتوي على مقر البطريرك ووكيله بالإسكندرية وقاعات الكلية الإكليركية.

الكرسي البابوي

ظلت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، والتي تسع حاليا نحو 1200 مصلي جلوسًا، مقرا لبطريرك الكنيسة لمدة ألف عام ثم انتقل المقر عدة مرات إلى أن أصبح الآن في أرض الأنبا رويس بالعباسية.

يوجد بها الكرسى البابوى الأثرى الذى جلس عليه العديد من بابوات الإسكندرية فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين، ومنهم البابا كيرلس الخامس أطول من جلس على الكرسى البابوى لمدة 52 عامًا و9 أشهر.

مقبرة الآباء البطاركة

الكنيسة بها مقبرة أثرية تضم رفات الآباء البطاركة للكرسى البابوى فى الألفية الأولى الميلادية، وقد تم تدوين أسمائهم على لوحة رخامية باللغات القبطية والعربية والإنجليزية.

وتقع المقبرة في منتصف الكنيسة من الناحية الجنوبية، تحت مستوى أرضية الكنيسة الحالية بحوالي سبعة أمتار، ويؤدي إليها مدخل مغارة مغلقة في نهايتها برخام مثبتة بإحكام.

الأيقونات الأربعة

تحوي جدران الكنيسة المرقسية 4 أيقونات أثرية من الموزاييك من تصميم الفنان القبطى "إيزاك فانوس"، كما يوجد بالمدخل أيقونتان أثريتان للسيد المسيح والسيدة العذراء تمت تغشيتها بالذهب والفضة.

ومؤخرا بدأت الكنيسة وبتوجيهات من البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مشروعًا لترميم الأيقونات وحامل الأيقونات من خلال بعثة يونانية، وذلك بتكلفة تقدر بنحو 7 ملايين جنيه.

رأس مارمرقس

دفن القديس مارمرقس بالكنيسة التي دشنها بيده عام 68 ميلادية، إلا أن بعض البحارة الإيطاليين استغلوا اندلاع النيران في عدة كنائس وأديرة من بينها الكنيسة المرقسية عام 828 م وقاموا بسرقة جسد مارمرقس وخبأؤه في سفينة قاصدين البندقية.

وفي عهد المقوقس سرقت رأس القديس مارمرقس إلا أنه تم إعادتها مرة أخرى لتبقى هذه المناسبة عيدا تحتفل به الكنيسة القبطية في 9 نوفمير من كل عام.

عودة الجسد

ظل جسد في كنيسة الأسد المرقسي بإيطاليا حتى سنة 1968، بعدما طالب البابا كيرلس السادس بإعادة رفاته بمناسبة مرور 19 قرنًا على استشهاده، فعاد الكاروز واستقبله البابا في مطار القاهرة.

وحمل البابا الصندوق الذي يحوى رفات القديس على كتفه في احتفالية كبري، ونقل إلى كاتدرائية القديس مرقس بالعباسية ووضع الجسد في مقصورة خاصة تحت الهيكل.

الأحد الدامي

وفي أحد الزعف عام 2017، تعرضت الكنيسة المرقسية إلى تفجير انتحاري نفذه إرهابي أمام البوابة الخارجية، ما أسفر عن استشهاد 16 شخصًا، بينهم ضباط شرطة، وإصابة 41 آخرين.

وتولت الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية أعمال ترميم الكنيسة والمبانى والمحال المجاورة لها والمتضررة من جراء التفجير الإرهابى، وذلك فى زمن قياسى لم يستغرق سوى 3 أيام.

فيديو قد يعجبك: