لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور- لغز أغرب مقبرة أثرية في الإسكندرية.. بنيت من المرمر لملك مجهول وقد تقود للإسكندر الأكبر

04:13 م الجمعة 16 نوفمبر 2018

الإسكندرية - محمد البدري:

رغم ثراء الإسكندرية بالآثار المكتشفة بها، لا تزال المدينة العتيقة تحوي في باطنها العديد من الألغاز المحيرة المرتبطة بالعالم القديم، ومن بين الشواهد الأثرية المحاطة بالغموض توجد مقبرة لملك مجهول في قلب منطقة الشاطبي ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، شكلت لغزا سواء عن هوية صاحبها المجهولة أو بتفرد مكوناتها إذ شيدت بالكامل من خام المرمر الثمين الذي أكسبها لقب "المقبرة المرمرية".

"مصراوي" يرصد في السطور التالية معلومات عن المقبرة المرمرية الكائنة في الناحية الشمالية من مقابر اللاتين بمنطقة الشاطبي بالإسكندرية، والتي لا تزال أسرارها تشكل لغزا محيرا حتى اليوم، في الوقت الذي قد تشكل فيه أملا جديدا للباحثين عن مقبرة الإسكندر الأكبر.

الصدفة قادت لاكتشافها

المقبرة تم اكتشافها عن طريق الصدفة عام 1907 أثناء القيام بتوسعة المقابر الكاثوليك اللاتنية التي كانت موجودة بهذه المنطقة، هكذا أوضحت الباحثة الأثرية منى عبدالله لافتة إلى أنه تم العثور على كتل الألباستر الثمينة – المرمر- المكونة للمقبرة في صورة أجزاء مفككة على عمق يترواح بين مترين وثلاثة أمتار تحت الأرض، واستمدت فيما بعد اسمها من نوع الحجر المكون لبنائها.

تضيف الباحثة الأثرية، أنه في ذلك التوقيت كان العالم الأثري "بريتشيا" يشغل منصب مدير المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية قتم ابلاغه مع لجنة من الأثريين وقاموا بمعاينة كتل الألباستر وقام باستكمال الحفائر ولكنه لم يصل الي شيء يضارع ثراء المقبرة وقام بردم المجسات واكتفي بتسجيلها في السجلات الأثرية.

أثارت فضول الأثريين فقضوا 7 سنوات لتجميعها

وبعد مرور نحو ربع قرن من اكتشافها جذبت المقبرة اهتمام العالم الأثري "أدرياني" حتى بدأ في بداية الثلاثينات بدراستها وترميمها بالكامل حيث أعاد إقامتها وتركيبها مع بعضها البعض من جديد بنفس الشكل قبل انهيارها من مئات السنين.

واستمرت عملية ترميم المقبرة وإعادتها إلى صورتها الأولى لنحو 7 أعوام بين عامي 1936 و 1943، تولى خلالها الأثري أدرياني بإنشاء سلم في الجهة الجنوبية من المقبرة وإعداد المنطقة المحيطة للزيارة، فضلا عن استكمال بحثه الذي ربط بين المقبرة وبين البحث عن مقبرة ملوك البطالمة الذين خلفوا الإسكندرية الأكبر في الحكم إلا أنه لم يعثر على أي شيء يضارع المقبرة في ثرائها.

مقبرة لملك مجهول دفن في حجرة مفقودة

كشفت أعمال البحث والدراسة أن المقبرة مقدونية ملكية بنيت على الطراز الركامي وذلك وفقا لتصميم الردهة الأمامية المصنوع من الحجر الثمين، إلا أنه لم يتم العثور على أي علامة تدل على هوية صاحب المقبرة، وما أثار المزيد من التساؤلات أنه لم يتم العثور على حجرة الدفن منذ وقت اكتشافها وإعادة ترميمها، وبحسب خبراء الآثار بمنطقة الإسكندرية كانت تحتوي الغرفة المفقودة علي تابوت للدفن والنقوش الدالة على الشخصية الملكية التي أنشئت من أجلها المقبرة، إلا أن غياب النقوش منع تحديد هوية صاحبها حتى اليوم، ولم يتم الكشف بعد عن سبب اختفاء حجرة الدفن.

المقبرة الوحيدة فوق الأرض

تعتبر المقبرة المرمرية الوحيدة في الإسكندرية المبنية فوق سطح الأرض وليست محفورة أومنحوتة تحت سطح الأرض كما هو معتاد، وذلك بعكس بقية مقابر الإسكندرية التي تأخذ شكل الفناء المحاط من جميع الجهات بحجرات تنتهي بفتحات للدفن علي الطراز البطلمي أو تأخذ شكل الفتحات المستطيلة والذي استمر استخدامه بشكل موسع في مقابر الكتاكومب في العصر الروماني، كما تعد الأثر البطلمي الوحيد الذي يتكون بالكامل من خامة الألباستر الثمينة.

عودة الحفائر أملا في الكنز

بعد مرور نحو 45 عاما على إعادة ترميم المقبرة عادت أعمال الحفر والتنقيب في الموقع عام 1998 على يد عالم الآثار المصري الدكتور فوزي الفخراني واستمر في عمله لثلاث سنوات حتى عام 2001 امتدت خلالها حفائره علي طول الممر الشمالي المؤدي للمقبرة وحولها وصولا إلى أرجاء مشتل البلدية الواقع جهة الجنوب دون الوصول إلى شيء جديد سوى بئر من العصر البيزنطي.

وكرر رئيس البعثة الفرنسية الأثرية "جان ايف امبريور" نفس المحاولات في الفترة من أواخر 2002 حتي منتصف 2004 مع فريقه في أرض اللاتين وقام بمسحها بالكامل باستخدام الأجهزة الحديثة ولم يعثر سوي علي بعض الأبار التي تعود للعصر البيزنطي مثل البئر الذي كشف عنه الدكتور فوزي الفخراني مباشرة إلى الشرق من المقبرة إلا أنه لم يعثر علي شيء خلاف ذلك.

مفتاح الوصول لمقبرة الإسكندر الأكبر

غموض المقبرة لم ينته عند كونها فقط لشخصية مجهولة بل وصل إلى إعادة حالة الجدل القائم منذ عقود حول تحديد مكان مقبرة الإسكندر الأكبر، خاصة وأنها تقع قرب مدافن اللاتين الرئيسية والتي تعد من أكثر الأماكن المحتمل العثور علي حطام مقبرة الإسكندر أسفلها.

وبدوره اعتبر الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق أن ثراء المقبرة لا يعني بالضرورة أن الإسكندر الأكبر دفن بها، مستشهدا بواقعة اكتشاف تابوت الإسكندرية الضخم في يوليو الماضي بمنطقة سيدي جابر، والذي أثار آنذاك العديد من التكهنات خاصة مع كونه التابوت الأكبر حجما المكتشف في تاريخ المدينة، فيما يرى من جانب آخر أن "المرمرية" قد تكون مفتاحا للوصول إلى مقبرة مؤسس الإسكندرية القديمة.

وأوضح عاصم لـ مصراوي أن أحد الآراء المتداولة بين الأثريين تشير إلى أن "المقبرة المرمرية" تخص أحد ملوك البطالمة أو كبار رجال الدولة الذين تولوا الحكم بعد وفاة الإسكندر المقدوني خاصة وأن تاريخ المقبرة يرجع إلى نحو 2300 سنة قبل الميلاد وهي نفس الفترة التي عاصرها الإسكندر وفقا للمعروف تاريخيا.

وأشار إلى أنه رغم عدم توصل العلماء والباحثين إلى موقع مقبرة الإسكندر إلا أن هناك مجالا أمامهم باتخاذ "المرمرية" نقطة بداية للبحث من زاوية أخرى تتمثل في الوصول إلى حطام مقابر البطالمة الذين حكموا مصر والذين يرجح أن يكونوا شيدوا مقابرهم قرب مقبرة ملكهم الأول خاصة وأنه تحول إلى إله في أعينهم بعد وفاته، وذلك ما يعزز من فكرة أن ارتباط مقابر البطالمة بالإسكندر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان