"مين يقدر على الصعايدة".. تفاصيل خطف عمال بليبيا نظير فدية وتسليمها في كفرالشيخ
كفرالشيخ- إسلام عمار:
"مين يقدر على الصعايدة.. كان نهارهم أسود يوم ما نفذ المتهمين الجريمة دي".. كلمات رددها موظفون ومترددون على قاعة محكمة جنايات كفرالشيخ فيما بينهم، حيث تبادلوا أطراف الحديث سويًا عن واقعة احتجاز شقيقين وابن عمهما لثلاثة عمال من محافظة أسيوط طلبًا للفدية، خلال تواجدهم جميعًا للعمل بدولة ليبيا.
انكشفت التفاصيل، عندما قضت محكمة جنايات كفرالشيخ "الدائرة الأولى" بمعاقبة كل من "مصطفى ب.ا.م.أ"، 22 سنة، و"وليد م.ا.م.أ"، 29 سنة، و"محمد ب.ا.م.أ"، ويقيمون بإحدى قرى مركز بيلا، وتغريمهم 20 ألف جنيه، عما نسب إليهم من اتهامات والزمتهم المحكمة بالمصاريف الجنائية. صدر الحكم برئاسة المستشار بهاء الدين المري، رئيس المحكمة والدائرة، وعضوية المستشارين شريف قورة، ومحمد الشرنوبي، وسكرتارية محمد رضا، وذلك في أحداث القضية رقم 3855 لسنة 2018 جنايات مركز شرطة بيلا، والمقيدة برقم 648 لسنة 2018 كلي كفرالشيخ.
تعود الواقعة إلى شهر سبتمبر عام 2017، عندما احتجز الأشخاص الثلاثة "الشقيقان وابن عمهما"، المجني عليهم: "أحمد صلاح أحمد عباس"، و"محمود محمد فهمي جمعة"، و"محمد فيض محمود" بدولة ليبيا، دون وجه حق أو أمر من أحد الحكام المختصين هناك بغرض الحصول على فدية من أهلهم.
كما كشف أمر الإحالة عن تهديد المتهمين الثلاثة للمجني عليهم المذكورين بالقتل بأسلحة نارية آلية كانت بحوزتهم لخضوع ذويهم لمطالبهم، حيث تحصل الثلاثة وآخرين ساعدوهم على مبالغ مالية من ذوي المجني عليهم المذكورين مما بث الرعب في أنفسهم.
"لقيت اللي بيقولي عايز أصلح حاجة في السباكة، وفي الطريق لقيت ناس ملثمين طلعوا علينا وعصبوا عينيا وودوني مكان مهجور".. كلمات شهد بها المجني عليه الأول "أحمد صلاح أحمد عباس"، 27 سنة، حاصل على دبلوم تجارة، ويقيم بقرية الواسطة التابعة لمركز الفتح بمحافظة أسيوط، في تلك القضية، وذلك ضمن قائمة أدلة الثبوت.
وأكد "عباس"، في شهادته أنه حال تواجده في دولة ليبيا للعمل الحر "سباك"، حضر إليه أحد الأشخاص طالبًا منه إصلاح بعض أعمال السباكة بمنزله فانتقل رفقته، وأثناء الطريق اعترضتهما سيارة يستقلها مجهولون ملثمون مدججين بالأسلحة النارية الآلية وعصبوا عينيه واقتادوه إلى مكان مهجور، وما أن رفعوا العصبة عن عينيه فوجئ بالمجني عليهما الثاني والثالث برفقته مختطفين.
ولفت في شهادته إلى أن مختطفيهم طلبوا منهم مهاتفة ذويهم بمصر لإخبارهم أنهم مخطتفين، وطلبوا منهم تدبير مبلغ 100 ألف جنيه نظير إطلاق سراح كل واحد منهم، مهددين إياهم بالقتل في حال عدم تنفيذ مطالبهم، وعند الحصول على المال فقط يتم إطلاق سراحهم، لافتًا إلى أن ذويهم امتثلوا ودفعوا المبالغ فتم إطلاق سراحهم وعادوا لمسقط رأسهم بمحافظة أسيوط.
وأوضح "عباس" في شهادته، أن الصدفة وحدها لعبت دورًا كبيرًا في الكشف عن هوية المتهمين الثلاثة، وذلك عندما كان يحكي لشقيقه عن المصريين الذين قابلهم قبل حدوث واقعة اختطافه وكيف تعاملوا معه، وكان وقتها يتفقد معه حسابات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فظهر لشقيقه صدفة صور المتهمين الثلاثة فأخبره بأنهم هؤلاء من تسلموا منه مبلغ الفدية.
أما الشاهد الثاني في القضية فهو "علاء الدين صلاح أحمد عباس"، شقيق المجني عليه "أحمد صلاح عباس"، 24 سنة، حاصل على دبلوم صنايع ويقيم بنفس عنوان شقيقه الأول، حيث قال إنه هو من تولى مسؤولية مهاتفة المتهمين الثلاثة والرد عليهم لتحديد مكان تسليم مبلغ الفدية المتفق عليه، وهم من أوصلوه بالشاهد الرابع والخامس "أقارب المختطفين الآخرين" ليتولى هو مسؤولية توصيل مبلغ الفدية بالكامل عن جميع الأشخاص.
وتبين من شهادة 3 شهود آخرين، صحة ما جاء بشهادة المجني عليه وشقيقه، فيما شهد الشاهد السادس النقيب مصطفى طه أحمد العلاوي، 27 سنة، وكيل قسم مباحث الأموال العامة بمحافظة أسيوط وقتذاك، بأن تحرياته السرية أسفرت عن صحة الواقعة على نحو ما شهد به سابقيه وأن مرتكبيها هم المتهمين وآخرين مجهولين.
وثبت من ملاحظات النيابة العامة خلال إجراء تحقيقاتها في تلك الواقعة، تحركات المجني عليه الأول تواجده للعمل بدولة ليبيا في تاريخ معاصر لحدوث الواقعة، كما أن هناك إفادة مرفقة في أوراق القضية صادرة من مديرية أمن الجفرة مركز شرطة ودان بدولة ليبيا توضح بأن المتهم الثالث يعمل نجار ولم يغادر دولة ليبيا منذ عام 2012.
فيديو قد يعجبك: