مصابا بورم مسخي يعادل وزنه.. كيف أنقذ جراحون رضيعا عمره يوم من الموت؟
الإسكندرية – محمد البدري:
تمكن فريق جراحي بمستشفى الشاطبي الجامعي بالإسكندرية، اليوم الأربعاء، من إنقاذ طفل حديث الولادة من الموت بعد استئصال جزئي لورم نادر يزن نحو 4 كيلو جرام من عنقه، خلال جراحة دقيقة بالمستشفى.
وقال الدكتور محمد عبدالعظيم مدرس جراحة الأطفال بجامعة الإسكندرية واستشاري جراحة الأطفال بالتأمين الصحي، إن المستشفى استقبل طفل يبلغ من العمر يوم واحد، في حالة حرجة يعاني من ورم مسخي متحوصل من فصيلة "تيراتوما"، في منطقة العنق وهو عبارة عن أنسجة مختلفة من الجسم تشمل أنسجة من العضلات والمخ والعظام والأسنان والشعر والغضاريف والجلد، منتشرا بين الفك والترقوة ويضغط على فقرات العنق والقصبة الهوائية.
وأضاف عبدالعظيم في تصريح لـ"مصراوي"، اليوم الأربعاء، أنه جرى اتخاذ قرار التدخل الجراحي فورا لإنقاذ حياة الطفل من خلال الاستئصال الجزئي، حيث اضطر الفريق لتخفيف الضغط على القصبة الهوائية لأنه كان يعاني من صعوبة بالتنفس، لافتا إلى أنه نزف بدرجة كبيرة وتم تعويضه بما يعادل نصف حجم دمه أثناء الجراحة، وهي أقصى حد يمكن تعويضه من الدماء للطفل لأنه كان يتعرض لمخاطر DIC التخثر المنتثر داخل الأوعية في حالة زيادة كمية الدم المنقول له.
وأوضح أن أعضاء الفريق الطبي اضطروا لتأجيل استئصال ما تبقى من الورم لخطورة الاستمرار في الجراحة بسبب انتشاره خاصة وأن الطفل لايتجاوز عمره يوم واحد كما لم تتمكن أمه من رؤيته بعد، لافتا إلى أنه سيؤجل للمرحلة الثانية لاستكمال استئصال باقى الورم بعد شهر، وذلك لخطورة الورم و تشعبه حول القصبة الهوائية والشريان السباتي والوريد الوداجي المغذيين للمخ من الناحيتين وكذلك العصب العاشر الحائر.
يشار إلى أن الورم المسخي من الأورام التي تصيب آلاف الأطفال حول العالم ورغم تصنيفه في قائمة الحالات النادرة يحذر الأطباء من أن إهماله وتأخر كشفه قد يحوله إلى ورم سرطاني، ويحتوي على أنواع مختلفة من الأنسجة تكون ناضجة أحيانا كالأسنان والعظام والشعر والجلد وهو سبب تسميته بالمسخي.
وتختلف الأورام المسخية في مدى تمايزها ونضج الأنسجة التي تحويها حيث يصل بعضها إلى مرحلة من النضج ليحتوي أصابع وأسنان وعظام وغضاريف بينما يقتصر بعضها الآخر على خليط من الأنسجة غير المتمايزة وفي الحالتين يضم الورم عناصر مختلفة من الأنسجة المستمدة من الطبقات الجنينية الثلاث الداخلية والوسطى والخارجية.
فيديو قد يعجبك: