لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ضرب وإهانة ووأد للطفولة.. قصة "بلية" بين ضيق الحال ومساعدة الأسر بسوهاج

10:19 م الأحد 16 ديسمبر 2018

سوهاج – عمار عبدالواحد:

لم تعد سوهاج كما كانت من قبل، حيث ارتفعت نسبة المتعلمين من أبناء القرى والنجوع والمراكز، كما شملت معاشات تكافل وكرامة آلاف الأسر، من الأولى بالرعاية على مستوى المحافظة، لكن كل ما سبق وأكثر لم يحل بين "بلية" والورشة.

تعمل نسبة كبيرة من الأطفال هنا، في ورش الميكانيكا والنجارة وغيرها من مهن تعتمد على الصنعة أو المهارة اليدوية.

فالأسرة الفقيرة أو ذات الدخل المحدود أو التي فقدت عائلها أو التي عدد أفرادها كبير لا تفكر في شئ سوى أن تجد من تضع على كاهله مسئولية الأسرة أو معاونة عائلها الرئيسي الذي لسببٍ أو لآخر عجز عن أداء مهامه أو سد احتياجات أسرته، ومن هنا تبدأ الأسرة في البحث عن ورشة تلقي فيها بطفل أو طفلين، ليجد الطفل نفسه بين عشية وضحاها يعمل في ورشة تلزمه الاستيقاظ مبكراً ليفتح أبوابها ويكنس أمامها قبل وصول المعلم، والانتظار حتى ساعات متأخرة من الليل لجمع ما يسمى بالعدة الخاصة بالورشة .

لا يرى طفل الورشة أقرانه من نفس السن إلا يوم الجمعة أو الأحد أو في يوم إجازة الورشة التي يعمل بها، ولا تنتهي معاناة أطفال الورش عند هذا الحد بل يتعرض الطفل لأقصى أنواع العقاب البدني والنفسي خاصة في بداية أيام عمله ، ولا يستطيع الطفل يوماً الغياب عن الورشة بسبب الضرب لقسوة أسرته عليه ورغبتها في تعليمه حرفة أو صنعة، خاصة بعد فشل هؤلاء الأطفال في التعليم .

لا تقتصر عمالة الأطفال بمحافظة سوهاج عند حد الورش بل يعمل العديد من الأطفال في الأراضي الزراعية لدى أصحاب الحيازات الكبيرة، ونبش القمامة لجمع عبوات البلاستيك والزجاج، والكرتون ليعود في نهاية اليوم بالأموال التي تحتاجها أسرته لقضاء متطلباتهم والتزاماتهم اليومية .

كما يلجأ المئات من الأطفال للتسول وبيع المناديل في الشوارع، وفي القطارات، ومواقف السيارات، ما يُعرّض حياتهم للعديد من المخاطر خاصة لاستقلالهم القطارات في ساعات مبكرة ومتأخرة من اليوم .

صلاح. ا. ميكانيكي، من مدينة سوهاج قال إنه يعمل بالورشة لديه 3 أطفال من منطقة الشهيد عبدالمنعم رياض، موضحًا أن كل طفل منهم يعطيه أجرة 60 جنيهًا في الأسبوع، متابعًا أن أسرة طفل الورش لا تعنيهم الأجرة بقدر تعلمه الصنعة أو إتقانه الحرفة جيدًا ليُصبح بعدها صنايعي يرتفع راتبه الأسبوعي شيئًا فشيئًا .

فيما قال جمال. ن. صاحب ورشة نجارة بمدينة طهطا، لــ"مصراوي" إن غالبية عمال الورشة لديه يُعتبَرون أطفالًا لعدم تجاوزهم الــ21 عامًا، وأضاف أنه يعمل لديه 3 أطفال دون سن العاشرة، لرغبة أسرهم في تعليمهم حرفة مبكرًا حتى يساعدوهم في تحمل أعباء الحياة.

وأوضح جمال أنه عندما يعلم بوجود حملات مرافق أو تموين أو حملات تفتيشية يُغلق باب ورشته، ويجلسون في الداخل خوفًا من تحرير محاضر ضده بسبب عمالة الأطفال.

"اسمي أحمد السيد.. بس المعلم بيناديني يا بلية" بهذه الكلمات تحدث طفل في ورشة ميكانيكا بمدينة طهطا لـ"مصراوي" موضحًا "المعلم بيضرب مباشرة إذا نادى علىّ ومسمعتش أو طلب حاجة ومعرفتش أعملها أو مفتاح وجيبت غيره"، متابعًا "باخد كل يوم خميس 30 جنيه أجرة طول الأسبوع، وأهل الشارع عارفيني وبيدوني ملابس وفلوس".

من جانبه قال محمد عبدالسلام، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بسوهاج إن مركز التكوين المهني التابع لإدارة الأسر المنتجة بالمديرية يستقبل الأطفال من سن 13 حتى 18 عامًا لتعليمهم بعض الحرف والصناعات، مقابل مكافأة يومية للطفل قدرها 5 جنيهات .

وأضاف "عبدالسلام" أن الهدف الأساسي من استهداف الأطفال في مركز التكوين المهني الكائن بنجع أبوشجرة، هو تعليم الأطفال حرفة أو صنعة وليس عائدًا ماديًا، مشيرًا إلى أن عمالة الأطفال منوط بها مديرية القوى العاملة .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان