متحف ميناء الإسكندرية.. جولة في تاريخ أقدم موانئ العالم (صور)
الإسكندرية – محمد عامر:
قسمه الإسكندر الأكبر إلى مينائين، الشرقي الكبير، والغربي الذي أطلق عليه "العودة الحميدة".. وضع محمد على باشا نواة الميناء الحديث.. وحاول الإنجليز هدم فناره وفشلوا لقوته وصلابته.
كلمات وصور ومجسمات تروى التاريخ العريق لـ"ميناء الإسكندرية"، أقدم موانئ العالم على الإطلاق، يحتويها متحف ميناء الإسكندرية الذي جرى افتتاحه في عام 2007.
حركة دؤبة لا تنقطع على مدار اليوم، سفن ترسو وأخرى تغادر، معدات وأوناش تواصل عملها في تحميل أو تفريغ البضائع، هنا بوابة الإسكندرية على البحر المتوسط.
عملية تحديث شاملة غيرت معالم الكيان العظيم، الذي يقع عند الطرف الغربي لدلتا نهر النيل بين البحر المتوسط وبحيرة مريوط، قد ينسي البعض معها أن جذوره تمتد إلى عهد الفراعنة أي منذ حوالي 5 آلاف عام.
ميناء طبيعي
في متحف ميناء الإسكندرية تشير الصور والخرائط إلى ميناء الإسكندرية القديم الذي نتج بشكل طبيعي في المنطقة المحصورة بين جزيرة فاروس وقرية ركودا، ما جعل فراعنة الدولة القديمة يستخدمونه في الملاحة وبناء السفن.
ويعود الفضل للمهندس الفرنسي جاستون جونديه- في بدايات القرن العشرين- لاكتشاف بقايا أرصفة بحرية أنشئها ملوك الفراعنة وغمرت في مياه البحر بميناء الإسكندرية.
العودة الحميدة
ووفقا للكتابات الموجودة على جدران المتحف، أمر الإسكندر الأكبر عند غزوه لمصر عام 322 ق.م بربط قرية راكودا بجزيرة فاروس عن طريق إقامة "الابتاستد" وهو عبارة عن جسر أرضي بطول 1300 متر، ما أدى لتقسيم ميناء الإسكندرية إلى ميناءين، إحدهما عرف باسم الشرقي الكبير، والثاني الغربي الذي أطلق عليه ميناء "اينوستوس" أو "العودة الحميدة".
وكان الميناء الشرقي أكثر فاعلية ويستحوذ على غالبية النشاط التجاري والبحري- وقتها- وارتفعت الصروح والمباني حوله ومنها المكتبة والقصور الملكية والمعابد والتي جعلت الإسكندرية تكتسب شهرة عالمية.
الترسانة الخديوية
ويقول رضا الغندور، المتحدث الرسمي باسم ميناء الإسكندرية، إن الترسانة الخديوية التي بناها سويزي بك بأمر من محمد على باشا عام 1835 هي نواة ميناء الإسكندرية الحالي، مشيرا إلى أنه في محمد على باشا وأسرته جرى إنشاء حاجز الأمواج الكبير وشق البواغيز وإقامة الأرصفة والحوض الجاف واستيراد الأوناش لخدمة حركة الملاحة.
ويشير الغندور، إلى خريطة على جدران المتحف توضح شكل الميناء في عهد الأسرة العلوية، قائلا:"الترسانة الخديوية كانت عبارة عن حوض محاط بحواجز أمواج بعمق 12 متر، وبوابة لدخول وخروج السفن بعرض 18 متر، وبداخلها حوض لتنظيف وترميم ودهان السفن مساحته 9 هكتار".
فنار رأس التين
ويتذكر المتحدث باسم ميناء الإسكندرية، آخر أعمال محمد علي في ميناء الإسكندرية وهو فنار رأس التين، لافتا إلى أنه جرى بنائه عام 1842 وأنير عام 1848 ويري ضوءه من على بعد 20 ميل، وحاول الانجليز هدمه خلال قصف الإسكندرية عام 1882، ولم يتمكنوا لقوة صلابته- بحسب قوله.
وحول محتويات المتحف، قال اللواء بحري مدحت عطية، رئيس هيئة ميناء الإسكندرية، إنه يحوى صور وخرائط ميناء الإسكندرية منذ عهد الفراعنة مرورا بعهد الإسكندر الأكبر والفتح الإسلامي والأسرة العلوية وحتى العصر الحديث.
وأشار عطية، إلى وجود ألبوم صور بالمتحف لمراحل بناء المحطة البحرية واستقبال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للجيش المصرى العائد من اليمن عام 1963، وأخرى لاستقباله خورشوف رئيس وزارء الاتحاد السوفيتى عام 1964 بمحطة الركاب البحرية.
وأضاف رئيس هيئة ميناء الإسكندرية، أن ميناء الإسكندرية بات يحتل الصدارة بين موانىء الجمهورية فيما يتعلق بحجم التجارة حيث يتم من خلاله تداول ما يقرب من 60% من تجارة مصر الخارجية، ويجرى تنفيذ مشروعات عملاقة به باستثمارات تتجاوز الـ 10 مليار جنيه ليضاهى أفضل موانىء العالم.
قطع أثرية
ووفقا لمصدر مسئول بميناء الإسكندرية، تخطط وزارة الآثار لإنشاء متحف آخر داخل ميناء الإسكندرية ليضم قطعا أثرية مهمة ترجع إلى عصر أسرة محمد علي، منها تيجان وأعمدة وبكرات ومعدات للسفن في تلك الحقبة التاريخية.
وأضاف المصدر أن اللجنة الأثرية بدأت عمليات التجهيز والإعداد للمتحف الذي سيكون الأول من نوعه، ويمكّن الزائر السريع للمدينة من رؤية آثارها ومعالمها، ويجلب عائدا إضافيا للميناء بعد زيارة الأفواج الأجنبية.
فيديو قد يعجبك: