"الأرجوت" يوقف صرف "الردّة" بمطاحن سوهاج.. و"الزراعة" آخر من يعلم
سوهاج – عمار عبد الواحد :
سادت حالة من الغضب الشديد، والاستياء بين المزارعين، ومربي المواشي، والتجار، بمختلف قرى ومراكز محافظة سوهاج، بسبب توقف صرف الردّة بمطاحن سوهاج، منذ 7 أيام، دون إبداء أي أسباب واضحة لهم.
أدى التوقف عن صرف الردّة، إلى ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، كونها تُستخدم في علف وتربية الماشية بمختلف مراحلها العمرية، إذ وصل سعر الطن إلى 3 آلاف و500 جنيه.
في حين خلت محال تجارة وبيع الردّة- خاصة بمدينة طهطا- من أجولة الردة، ما رفع معاناة الفلاحين، ومربي الماشية، خاصة مع قلة نمو العليقة الخضراء "البرسيم"، بسبب موجة الصقيع الشديدة، والتي تؤثر بالسلب على عملية نموه.
معاناة الفلاحين ومربي الماشية
وعن معاناة مربي الماشية من عدم صرف الردة، قال الحاج يوسف برعي، من مركز جهينة، إن عدم صرف الردّة بمطاحن المحافظة، سواء مطحن طما أو مطحن طهطا أو مطحن المزلاوي بسوهاج، أثّر بالسلب على تربية الماشية لدى المربين، خاصة ماشية التسمين، والتي تحتاج إلى كميّات كبيرة من الردّة في العليقة، مطالبًا شركة مطاحن مصر العليا بتوفير ردّة من مطاحن محافظات أخرى مجاورة لتقليل حجم المعاناة عن المزارعين ومربي الماشية.
وقال رجب فرغلي، أحد تجّار الردّة بمدينة طهطا، إن العديد من تجّار الردة بمركز ومدينة طهطا، والقرى المجاورة، يترددون على المطاحن، لكن دون صرف أي كميات من قبل القائمين على المطاحن دون إبداء أي أسباب معلومة لأحد، مضيفًا أنه يجب على مسؤولي شركة مطاحن مصر العليا توضيح الحقيقة للجميع حتى يطمئنوا، ويكفوا عن ترديد أية شائعات ليست في مصلحة أحد سواء التجّار أو مربي الماشية.
الأرجوت هو السبب
من جانبه قال المحاسب عبد القادر السيد، عضو منتدب للشؤون المالية والتجارية بشركة مطاحن مصر العليا، والتي مقرها سوهاج، إن سبب عدم صرف المطاحن للردّة يرجع إلى وجود فطر "الأرجوت" في شحنة القمح المستوردة التي جرى طحنها، واستهلاك دقيقها.
وأوضح "السيد" أن فطر "الأرجوت" يُصيب قشرة القمح التي يُستخلص منها الردّة، والتي تستهلكها الماشية، وأن الحجر الزراعي هو الذي اكتشفه، وأرسلت عيّنات من الردّة لتحليلها بمعامل وزارة الزراعة بالقاهرة، كما أُرسلت عيّنات للمعامل المنتشرة على مستوى محافظات الصعيد، والتابعة لوزارة الزراعة، والمطاحن، للكشف عن مدى صلاحية استهلاك الردة الناتجة من هذه الشحنة للماشية من عدمه.
وأشار العضو المنتدب بشركة مطاحن مصر العليا إلى أن نسبة "الأرجوت" المسموح بها للاستهلاك، 5 في الألف، حتى لا تتأثر الأرض الزراعية بالفطر، وينتشر في أراضي المحافظة، إذ تصعب السيطرة عليه في مثل هذه الحالة.
ولفت "سيد" إلى أن بعض المعامل أرسلت نتائج إيجابية بشأن الردّة، وعدم تخطي "الأرجوت" النسبة المقررة، والمسموح بها، موضحًا أنه في حالة ظهور نتيجة باقي العيّنات وصلاحيتها لاستخدام الماشية سوف تُصرّف الردة من منافذ الشركة مباشرة.
"الزراعة" آخر من يعلم
من جهتها قالت الدكتورة أمل إسماعيل، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة سوهاج، إنها لا تعلم أي شيء عن فطر "الأرجوت"، ومدى خطورته على الأرض الزراعية، من الأساس، كما أنها لا تعلم أي شيء عن اختفاء الردّة من الأسواق، ومعاناة الفلاحين.
فيديو قد يعجبك: