لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تبرّعت بمصروفها لمرضى "السرطان".. "مريم" تلميذة ابتدائي تأثرت بـ"توحّد" شقيقها –صور

12:15 م الأحد 11 فبراير 2018

الأقصر – محمد محروس :

"مبحبش أشوف حد بيتألم أو يعاني" بهذه الكلمات بدأت مريم تلميذة الابتدائي التي ضربت مثالًا في العطاء بعد أن تبرعت بمصروفها الذي جمعته طوال شهر كامل، لمرضى الأورام بمستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام، بمدينة طيبة، شمالي الأقصر حديثها لـ"مصراوي".

قالت "مريم" إنها سمعت عن المستشفى في إعلانات التلفزيون خلال شهر رمضان الماضي، ففكرت كيف يُمكنها أن تُساهم في تخفيف آلام المرضى، وعزمت منذ أكثر من شهر على ادخار مصروفها المدرسي في حصّالة من الورق، صنعتها بنفسها، وتبرّعت به للمستشفى.

"مريم" هي الابنة الكبرى لوالدها عبد اللاه سالم، الذي يعيش بمنطقة الكرنك، بمدينة الأقصر، نشأت في بيئة ملتزمة دينيًا، حفظت القرآن، وتواظب على الصلاة، وترعى أخيها الصغير المصاب بمرض "التوحّد" مع والديها.

والد مريم، كان متحفظًا في البداية على الحديث لوسائل الإعلام، عن تبرّع ابنته بمصروفها للمرضى، حتى لا يُضيّع ثواب صدقتها، وحتى لا تعتاد أن تنتظر مقابلًا عن فعل خير تقوم به، لكنه بعد اقتنع بعد إصرارنا بنقل قصة "مريم" كنموذج في يُحتذى به في العطاء.

قال "عبد اللاه" الذي يعمل موظفًا بإحدى شركات قطاع الأعمال، إن ابنته تأثرت بمرض أخيها الأصغر بالتوحّد، وأصبحت مسؤولة عنه، تعتني به، وتهتم بأموره، فغُرس في قلبها حب مساعدة المرضى والضعفاء، أيًا كان مرضهم أو ضعفهم.

وأضاف "أخوها يعاني من التوحد، وكانت طول ما أنا مش موجود في البيت هي المسؤولة عنه تتحرك معه، وتتابع أحواله حتى إنها أصبحت تخاف عليه جدًا، وتأثرت به بشكل كبير، وتحوّلت إلى إنسانة حساسة جدًا تتألم لرؤية أي شخص يعاني من أي مرض".

جمعت الطفلة مريم عبد اللاه، مصروفها على مدار أسابيع، في حصالة صنعتها بنفسها، وتبرعت بالمبلغ لدعم مرضى السرطان بمستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالأقصر.

استقبل قيادات المستشفى "مريم" التلميذة بالصف السادس الابتدائي، بترحاب شديد، تقديرًا لمبادرتها الشخصية، وشعورها النبيل.

وتفقدت "مريم" برفقة مسؤولي العلاقات العامة بالمستشفى، الأقسام المختلفة، وتحدثت مع بعض المرضى الذين أشادوا بمبادرتها، والتقطوا معها صورًا تذكارية.

وقال محمود فؤاد، مدير عام مؤسسة شفاء الأورمان، إنه كان حريصًا على استقبال مريم عندما علم بزيارتها المستشفى، لتقديم الشكر لها نيابة عن الإدارة، وكل العاملين بها، مؤكدًا أن تبرع مريم بمدخراتها البسيطة لا يقل أهمية عن أكبر تبرّع دخل حساب المستشفى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان