"غرام" .. أحلام إعلامية صاعدة اغتالتها شطحات ريهام سعيد
البحيرة – أحمد نصرة:
تجاوزت "غرام" بوابة كلية التجارة بجامعة دمنهور، لم تضطر لإبراز الكارنيه الخاص بها مكتفية بابتسامة نحو رجال الأمن الذين يعرفونها جيدا من مشاركتها الدائمة في الأنشطة الطلابية منذ التحاقها بالكلية قبل ثلاث سنوات، ألقت نظرة خاطفة على شاشة هاتفها لمعرفة الوقت، لتسارع بعدها الخطى محاولة اللحاق بمحاضرتها في موعدها.
في طريقها نحو المدرج وقعت عينا "غرام" سريعا على إعلان صغير معلق بأحد الحوائط التقطت منه عنوانه الرئيسي " فريق الدعم الإعلامي للجامعة"، بعد تجاوزه بخطوات وتحليل عقلها لطبيعة محتواه توقفت بشكل مفاجيء وقررت العودة لقراءته بعناية، كان يعلن عن البدء في تشكيل فريق إعلامي لتغطية الأحداث والفعاليات المرتبطة بالجامعة وذلك من بين طلاب الكليات المختلفة، شريطة اجتياز الاختبارات المبدئية والتدريبات.
سرحت غرام بخيالها نحو حلمها القديم بالالتحاق بكلية الإعلام والذي حال مجموعها بالثانوية العامة دون تحقيقه، ليعود لمداعبتها ثانية من خلال هذا الإعلان، والذي أنساها أمر محاضرتها تماما لتقرر على الفور التوجه لتقديم طلب التحاق بالفريق.
لم تجد غرام صعوبة في اجتياز الاختبارات الالتحاق بالفريق بعد أن أهلتها مقوماتها الشكلية والموضوعية، لتبدأ أولى خطواتها في محاولة تحقيق حلمها، وعقب مشاركتها في عدد من الفعاليات استطاعت أن تصبح النجم الأول للفريق ومذيعته الأساسية.
انتهت غرام من دراستها بكلية التجارة لتنتهي علاقتها بفريق الجامعة الإعلامي إلا أن علاقتها بحلمها لم تنته، بعد أن وضعت أولى قدميها في طريقه، قررت اتخاذ خطوة أكبر وأكثر جرأة بالتوجه نحو القاهرة للانتقال من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف.
"أخويا هيكون معايا هناك" كان هذا هو المبرر الذي استطاعت به غرام مواجهة رفض أسرتها الريفية بمركز أبوحمص بالبحيرة، ومعارضتها لانتقالها للعيش بمفردها في القاهرة، وذلك بعد أن استطاع شقيقها هو الآخر الحصول على فرصة عمل هناك.
في القاهرة حصلت الإعلامية الصاعدة على فرصة ببرنامج "انتباه" مع الإعلامية منى عراقي عقب تدريب معها، ومنه انتقلت إلى برنامج "صبايا الخير" للعمل كمراسلة ومعدة مع الإعلامية ريهام سعيد لتمر بأخطر محطات حياتها والتي سيتعلق بها مصيرها.
بعد فترة قصيرة من عملها بالبرنامج استطاعت غرام أن تلفت الأنظار إليها بحلقة مثيرة للجدل مع عصابة لخطف الأطفال انتهت بالقبض على أفرادها، لتبدأ بعدها في استقبال التهانئ والإشادات بما صنعته، ولكن لم تكتمل فرحتها طويلا بخبطتها الإعلامية بعد أن وجدت نفسها بين عشية وضحاها متهمة هي وباقي فريق البرنامج بالتحريض على خطف الأطفال لتحقيق سبق إعلامي.
يروي أحمد عيسى شقيق "غرام" تفاصيل ما حدث قائلا: " البداية كان تكليف من ريهام سعيد لغرام بالبحث عن عصابات لخطف الأطفال أو سيدات يردن بيع أطفالهن من أجل عمل حلقة وسبق صحفي عن مافيا خطف الأطفال، وبالتنسيق مع رئيس تحرير البرنامج كلفها الأخير بالتواصل مع وسيط يدعى إسلام أوصلها بشخصين استطاع إقناعهما بأنها تريد شراء طفلين مقابل 300 ألف جنيها".
ويكمل عيسى: "بالتوازي مع ذلك تم إبلاغ الشرطة لضبط الجناة متلبسين وهو ما أظهره المقطع المسجل بالفعل ولم يتم التعرض لشقيقتي أثناء عملية القبض مما يؤكد أن التنسيق مع الشرطة تم بمعرفة البرنامج، ولكن فوجئنا منذ أيام بأمر ضبط وإحضار لها هي والإعلامية ريهام سعيد، ورئيس التحرير ومصور البرنامج، بتهمة التحريض على خطف أطفال في القضية رقم 225 لسنة 2018 قسم السلام".
يستطرد شقيق غرام: "أقنعت ريهام سعيد شقيقتي والمصور بالتوجه للنيابة بصحبة أفراد من مكتب محاميها الخاص، وطمأنتها أن الأمر لن يعدو إدلائها بأقوالها وستنصرف في الحال، وفسرت عدم ذهابها معها بأن وجودها بعيدا سيمنحها الفرصة للتصرف، ولكن منذ وقتها انقطعت كل سبل الاتصال بها وأغلقت هاتفها".
ويوضح عيسى: "الخاطفين إدعوا في أقوالهم أن شقيقتي وأفراد من البرنامج هم من حرضوهم على خطف الطفلين لتحقيق السبق الصحفي وهو أمر مناف للحقيقة، وقدمت غرام للنيابة أسطوانة بها تفاصيل المحادثة بينها وبين الوسيط والتي تؤكد براءتها من هذا الاتهام".
واختتم عيسى حديثه قائلا: "غرام بريئة، وإن كانت هناك مشكلة قانونية فمن يتحملها هو رئيس التحرير ومقدمة البرنامج، لأنهما استغلا حداثة خبرتها، فهي مجرد متدربة في البرنامج تنفذ تعليماتهما، ومن الظلم أن تبح كبش فداء لهما".
فيديو قد يعجبك: