لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بـ"شال وماسورة صرف وجركن بنزين".. 3 حالات انتحار خلال أسبوع في سوهاج

04:31 م الأربعاء 14 فبراير 2018

سوهاج – عمار عبد الواحد

شهدت محافظة سوهاج خلال 7 أيام 3 حالات انتحار، في مراكز سوهاج وأخميم وجهينة، كان البطل فيها الأزمات المادية والاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة.

"عم أحمد" يشنق نفسه في السقف

انتحر عجوز يدعى "أحمد. أ. م" 61 عاما، بالمعاش بحجرة بالطابق الأرضي في منزله بقرية جزيرة محروس دائرة المركز، لمروره بحالة نفسية سيئة بسبب أزمة مالية، عن طريق شنق نفسه في سقف الغرفة، ونفى نجله الشبهة الجنائية ولم يتهم أحد بالتسبب في ذلك، حُرر عن ذلك المحضر رقم 489 إداري المركز لسنة 2018.

"شال" وماسورة صرف

وانتحر عامل بمدرسة باجا الابتدائية بالشال الخاص به في ماسورة صرف صحي بالمدرسة محل عمله، إذ تبين أن السبب وراء ذلك هو مروره بضائقة مالية.

وتبين من تحريات اللواء خالد الشاذلي، مدير المباحث الجنائية بسوهاج وجود جثة "محمد. م. م" 51 سنة، عامل بالمدرسة ويقيم بذات الناحية داخل فناء المدرسة، 

وبمناظرتها تبين وجود سحجات حول الرقبة وعدم وجود إصابات ظاهرية أخرى.

بسؤال نجله "محمود. م. م" 17 سنة، طالب، قرر أنه حضر لوالده بالمدرسة وفوجئ بتواجده معلق بالشال الخاص به بأحد مواسير الصرف الصحي بالمدرسة، وأنه قام بإنزاله لمحاولة إنقاذه إلا أنه لم يتمكن من ذلك، وأضاف بمرور والده بحالة نفسية سيئة لمروره بضائقة مالية، حُرر عن ذلك المحضر رقم 887 إداري المركز لسنة 2018.

 

جركن بنزين وجثة متفحمة

وفي مركز جهينة وأثناء سير سائق بطريق مشروع غرب طهطا دائرة المركز شعر "محمود. ص. م" بثقل الأزمات المالية والديون عليه وعدم قدرته على سدادها فقام بإيقاف السيارة وسط الطريق وسكب على نفسه جركن من الوقود وأشعل النيران ليتحول لجثة متفحمة.

وبسؤال الأجهزة الأمنية لنجل المتوفى قرر تلقيه اتصالًا تليفونيًا من والده قبل الحادث يفيد بانتحاره نظرًا لمروره بضائقة نفسية بسبب ظروف مادية وعائلية، حُرر عن ذلك المحضر رقم 435 إداري مركز شرطة جهينة لسنة 2018.

الجسده والروح وديعة

قال الشيخ عبدالرحمن اللاوي، مدير إدارة المساجد بمديرية أوقاف سوهاج، إنه مهما ضاقت الأمور واشتدت الشدائد ووقعت المحن والأزمات فليعلم الإنسان أن له ربًا يُفرج الهموم ويكشف الكروب فليلجأ إليه ضارعًا بقلبه فهو على كل شيء قدير.

وأضاف أنه يجب على الإنسان أن يعلم أن مع العسر يسرًا وأن النصر مع الصبر كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن جسده وروحه ملك لله مستودعان عنده، وليعلم أن النجاة في الصبر والرضا، وأن الهلكة فيما أقدمت عليه من انتحار، وذلك مصداقًا لما بيَّنه النبي- صلى الله عليه وسلم- أن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به، مدللا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدًا".

الاكتئاب والتواكل

قالت الدكتورة مديحة عبادة، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة سوهاج ورئيس قسم الاجتماع السابق بالكلية، إن ظاهرة الانتحار انتشرت خلال هذه الفترة ليس فقط في سوهاج وإنما على مستوى الجمهورية، وأصبحت نسبتها عالية هذه الأيام مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.

وأضافت أنها ترجع إلى العديد من العوامل الأخرى ومنها عدم قدرة ربة الأسرة على إشباع احتياجات أسرته اليومية ومتطلباتها المختلفة، لذلك يرى أنه غير قادر على الإنفاق إذًا ليس له الحق في الحياة طالما أصبح عاجزًا، وكذلك التشتت والتفكك الأسري وعدم قيامها بدورها الأساسي في تربية الأولاد وتعليمهم القيم الصحيحة ومبادئ الدين الصحيح.

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع أن هناك بعض الأمراض النفسية التي تدفع صاحبها للانتحار وعلى رأسها "الاكتئاب"، وكذلك تواكل الكثيرين وعدم البحث عن الرزق، رغم وجود العديد من فرص العمل التي تساعد الشخص على الإنفاق على أسرته وتبعده عن الانتحار والموت البشع، فضلاً عن البعد عن القيم الأسرية الفاضلة، ومنها احترام الكبير والعطف على الصغير والإحسان للفقير والمحتاج.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان