إعلان

مسلمون يخمدون حريقًا في كنيسة بالمنيا: "زيها زي الجامع" (فيديو)

02:11 م الأحد 18 فبراير 2018

المنيا– محمد المواجدي:

ضرب مسلمو قرية الناصرية في مركز بني مزار، شمال مُحافظة المنيا، أروع الأمثلة في التعايش؛ إذ أنقذوا "كنيسة السيدة العذراء" من حريق اندلع فيها ونجحوا في إخماده، فيما أُصيب 6 منهم.

"مصراوي" انتقل إلى القرية، التي تقع في الجانب الشرقي لمركز بني مزار، شمال المُحافظة، والتي تبعد نحو 80 كيلومترًا عن مدينة المنيا، والتقى بالمُسلمين والمُصابين الذين شاركوا في عملية إخماد الحريق.

صلبان في عهدة المسلمين

"أخرجت الإنجيل والصلبان قبل النار ما تحرقهم ودي مش أول مرة الكنيسة تولع والمسلمين يطفوها"، بهذه الكلمات أكدّ عبدالرحمن عبد الله، ابن قرية الناصرية، مشاركته في إخماد الحريق الذي اندلع في الكنيسة، موضحًا أنّه كان يعمل داخل أحد منازل القرية، وفوجئ بسماع أصوات صراخ، وفور علمه باندلاع حريق داخل كنيسة القرية، ترك ومن معه من المُسلمين العمل داخل المنزل، وتوجهوا إلى الكنيسة، للمُساعدة في إخماد الحريق، موضحًا أنّه وخلال مساعدته في الإطفاء علم بتواجد عدد من الكتب الدينية والصلبان داخل غرفة مُغلقة، فتمكن من فتحها وإخراج ما بها من كُتب دينية قبل أن تحرقها النيران، مُشيرًا إلى اندلاع حريق في نفس الكنيسة منذ عدة سنوات، وإخماده بمشاركة المُسلمين.

الكنيسة زي الجامع

وقال مصطفى رجب إنّه رغم إصابته في ذراعه الأيمن بكسر؛ إلّا أنّه فور مُشاهدة الحريق سارع إلى مكان الكنيسة وشارك في إخمادها بحمل المياه في جراكن رغم ألم ذراعه، حتى أفسدت المياه "الجبس" الخاص بـ"كسر ذراعه"، واستطرد قائلًا: "الكنيسة زي الجامع وإحنا والمسيحيين إخوات ومفيش فرق بينا".

وقال محمود شعبان، 19 عامًا، إنه يعيش داخل شارع جميع سكانه من الأقباط، وخلال تواجده داخل منزله، سمع صراخا، وعند استطلاع الأمر علم باندلاع حريق في الكنيسة، فسارع مع الأهالي، رغم إجرائه عملية جراحية في ظهره وتركيب شرائح ومسامير، بسبب آلام "الغضروف"، وشارك في عملية الإطفاء، وتسلق جدران الكنيسة، يحمل جركنًا من المياه، وأخمد نيرانًا كانت مُندلعة في الهيكل الداخلي والكراسي الداخلية، وخلال ذلك أُصيب بحروق، بعد أن طالته ألسنة اللهب، ونُقل إلى مستشفى الشيخ فضل، من خلال سيارات الإسعاف، وتم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة والعودة إلى المنزل.

"محمود" لم يكن وحده من المنزل الذي شارك في عملية إخماد الحريق، بل شاركه شقيقه "محمد" ابن الـ 25 عامًا، والذي أُصيب باختناق وضيق في التنفس، بسبب استنشاقه كمية من الأدخنة، أثناء إخماد الحريق، بحمله خرطومًا من المياه، والتجول داخل الكنيسة لإطفاء النيران، موضحًا أنّه وبعد إخماد "الحريق" اكتشف فقد هاتفه المحمول، وإصابته في قدمه الأيمن.

وقال شعبان عبدالرحمن حسن، والد محمد ومحمود، المُصابين في الحريق، إن عمري المُتقدم لم يمنعنِ من مشاركة أبنائي في إخماد حريق الكنيسة، وشاركت في إطفاء النيران، حتى تم إخمادها.

تعاليم الإسلام السمح

"الكنيسة زي الجامع ومفيش فرق بينا"، بهذه الجملة، أوضح عبدالرحمن حسن، صاحب الـ 18 عامًا، والذي أُصيب خلال مشاركته في إخماد حريق الكنيسة، أن إيمانه بأن "الكنيسة" دور عبادة مثل "المسجد" دفعه للمشاركة في إخماد الحريق، حتى أُصيب بحروق وكدمات في ذراعه الأيمن، نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.

نفذنا تعاليم الإسلام السمح، بهذه الجملة بدأ "محمود شلش" صاحب الـ 35 عامًا، صاحب ورشة حدادة، حديثه قائلًا، إنّه وخلال عمله في "الورشة" شاهد خروج دُخان كثيف، وسط صراخ وصويت تؤكد اندلاع حريق في "الكنيسة"، فهرول هو وجميع العاملين معه من الصبية إلى الحريق؛ للمشاركة في إخماده، مُضيفًا أنّ عملية "الإخماد" تمت بمشاركة عدد كبير من المُسلمين، والذين أُصيب عدد منهم، لم يذهبوا إلى المستشفى، موضحًا أنّ ما قام به ومُسلمو القرية هو تنفيذ لتعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى التسامح.

كان مدير أمن المنيا، اللواء ممدوح عبد المنصف، تلقى إخطارًا، مساء أمس السبت، من مأمور مركز شرطة بني مزار، بتلقيه بلاغًا من غرفة عمليات النجدة، باندلاع حريق في كنيسة السيدة العذراء داخل قرية الناصرية، وعلى الفور انتقل رجال الدفاع المدني، وتبين إخماد الحريق بمساعدة الأهالي من المسلمين والأقباط؛ ما أسفر عن إصابة 11 بينهم 6 مسلمين هم: "محمد أحمد عبدالرسول" ٢٠ عامًا، مجند بقوات الدفاع المدني، و"محمد شعبان عبد الرحمن" ٢٢ عامًا، فلاح، و"عبد الرحمن حسن عبد العظيم" ١٦ عامًا، فلاح، و "كريم شعبان عبد الله" ١٧ عامًا، فلاح، و"منصور أحمد رضوان"، ٣٠ عامًا، فلاح، و "ربيع علي عبد العظيم" ٣٨ عامًا، فلاح، كما أُصيب 3 من الأقباط، هم: عزت وهبة ٣٨ عامًا، فلاح، وحنا بشري، 27 عامًا، فلاح، وعزت عدلي بنيوتي ٤٢ عامًا، فلاح، وتم نقل جميع المصابين إلي مستشفى التكامل بالشيخ فضل ببني مزار.

وأصدرت مطرانية بني مزار والبهنسا للأقباط الأرثوذكس بيانًا قالت فيه " إنه عقب انتهاء قداس الصباح وغلق أبواب كنيسة السيدة العذراء، حوالي الساعة التاسعة، اندلع حريق فيها الساعة الواحدة ظهرًا، وشارك أهالي القرية -مسلمين وأقباط- في إخماد الحريق، بحضور الحماية المدنية، وإنه لم يُعرف سبب الحريق، وتُجري حاليًا أجهزة البحث الجنائي تحرياتها؛ لمعرفة الأسباب الحقيقية للحريق، وأصيب 11 شخصًا بينهم 6 من المسلمين، وتهدّم السقف والجدران والهياكل".

فيديو قد يعجبك: