لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خلطة سرية قاتلة.. "البيسة" تغزو شوارع أسيوط وتتفشى بين شبابها

02:55 م الثلاثاء 20 فبراير 2018

أسيوط - أسامة صديق :

يسدل الليل ستاره على شوارع أسيوط، فيخرج مروجي المخدرات من جحورهم، حتى أن بعض مناطق المدينة اعتبرت ملاذًا لأصحاب "الكيف الجديد"، الذي تفّشى بين شباب أسيوط، واعتبره بعضهم بديلًا عن الهيروين.

"البيسة".. عبارة عن مواد مخدرة مختلطة ومطحونة، خلطة سرّية قاتلة، يستسلم لها الضحية بإرادته، ثم تنهش جسده، وتنهي حياته، يلجأ إليها العاطلون والفارغون وحتى الفقراء، الذين يحتالون بكل حيلة شرعية أو غير شرعية، لدفع ثمن استنشاق مسحوق "البيسة" المخدر، والتي تقضي على الجهاز التنفسي للمتعاطي.

"البيسة" تغزو أسيوط

"نزلة عبداللاه" و"قرية درنكة" وغربي مدينة أسيوط، مناطق أصبحت معروفة بتوزيع وتجارة "البيسة"، يُمكنك مشاهدة الشاب يتوافدون ليلًا في جماعات على تلك المناطق، لطب "كيفهم".. هكذا قال أحد المواطنين لـ"مصراوي"، رافضًا ذكر اسمه.

وتعجب من الإقبال الشديد من الشباب على "البيسة"، التي تتراوح أسعارها بين 250 وحتى 400 جنيه، حسب جودة الخلطة، ويقع الشباب فريسة لمن يتاجرون في صحتهم وأموالهم.

فيما أكد آخر تنوّع القائمة وإن كانت "البيسة" على رأسها، فهناك أنواع مختلفة من الأقراص المخدرة، لها بورصة يومية، تزيد أسعارها وتنقص حسب إحكام القبضة الأمنية، إذ ترتفع الأسعار مع قوة القبضة الأمنية، وتضييق الخناق على التجار.

مكافحة المخدرات.. مشكلة عالمية

من جانبهم يلقي ضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، بمحافظة أسيوط بالاشتراك، وضباط مباحث المراكز الشرطية، القبض على عدد كبير من المتعاطين والمتاجرين، بين حين وآخر، والتي كان آخرها، القبض على متهم بحوزته 12 لفافة بانجو، و460 قطعة حشيش مخدر.

من ناحيته قال الدكتور وائل العبد، عضو صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي إن مشكلة المخدرات تُعد حاليًا من أكبر المشكلات التي تعاني منها دول العالم، وتسعى جاهدة لمحاربتها، لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ولم تعد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات أو على بلد معين أو طبقة محددة من المجتمع، بل شملت جميع الأنواع والطبقات، كما ظهرت مركبات عديدة جديدة لها تأثير واضح على الجهاز العصبي والدماغ.

الإدمان

بينما قال الدكتور محمد سيد، طبيب نفسي، إن الإدمان هو الحالة الناتجة عن استعمال مواد مخدرة بصفة مستمرة، بحيث يصبح الإنسان معتمدًا عليها نفسيًا وجسديًا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائمًا، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل إلى درجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية في غياب هذه المادة.

وأضاف "سيد" أنه في حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى "أعراض الانسحاب"، وقد تؤدي إلى الموت أو الإدمان، الذي يتمثل في إدمان المشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة.

حكمها في الإسلام

فيما قال الشيخ سيد عبدالعزيز، مدير عام الوعظ بالأزهر الشريف بأسيوط، إن الخمر والمخدرات مفسدة للعقل ومخربة للجسم ومضيعة للمال والجهد ومفسدة للشخصية ومجلبة للضرر، وإن الفقهاء أجمعوا على تحريمها بلا خلاف، كما أجمعوا على إنزال أشد العقوبات على كل من يتعامل معها ويسهل تعاطيها، وتقوم خطة الإسلام بصدد التجريم والعقاب أساسًا على الحفاظ على المصالح الأساسية للفرد والمجتمع، وهي الدين والعقل والنفس والنسل والمال وأدلة التجريم في القرآن الكريم، لا تُعد ولا تحصى ومنها قوله تعالي "ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث".

وأضاف أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لم تفرّق بين أنواع المسكرات، ولم تُفرّق بين المشروب وغيره، وبين ما يصل إلى الجوف عن طريق الفم، وما يصل إليه عن طريق الشم أو الحقن، فكل مادة تُذهب العقل وتُضلله، وتوقع المدمن في المعاصي، والآثام تكون هي المقصودة بكلمة خمر التي وردت في القرآن الكريم.

فيروس قاتل

في حين قال محمد طه العادلي، المنسق الإداري لاتحاد شباب أسيوط، إن الإدمان فيروس قاتل في جسم المجتمع المصري، وللمخدرات أضرار متعددة على الفرد والمجتمع، وتفشيها وانتشارها بين أفراد المجتمع من أخطر الأمور التي يجب الحد منها بكافة الوسائل من قِبل جميع الجهات المعنية والوطنية بالدولة للحفاظ قدر الإمكان على نشأة جيل سوي يتمتع بالأخلاق الطيبة ونشأته على الإيمان والإدراك والتطّور والتقدم ومحبته وحرصه على عائلته ومجتمعه وبلده.

التوعية والعلاج والسرية

من جهته أوضح الدكتور نادي سيد، ممثل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بأسيوط، تنفيذ عدة ندوات توعية بالمدارس في نطاق محافظة أسيوط لتوعية الطلّاب بأضرار تعاطي المخدرات، موضحًا أن الصندوق يقدم علاجًا كاملًا لتعاطي المخدرات بالمجان مع الحفاظ على السرية التامة، لشخصية المريض الذي يخضع للعلاج، ولفت إلى وجود خطٍ ساخنٍ للصندوق يعمل على مدار الـ 24 ساعة لتلقي الشكاوى على رقم 16023.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان