لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وداعًا لأسطوانات الغاز.. عامل بناء حوّل روث الماشية إلى غاز بكفر الشيخ

11:36 م الأربعاء 21 فبراير 2018

كفر الشيخ - إسلام عمار:

لم يستوعب أهالي قريته الفكرة، متسائلين كيف يتحوّل روث الماشية إلى غاز؟ لكن إبراهيم سعد أحمد الجزايرلي، عامل البناء، البالغ 48 سنة، أقنع أهالي قرية كوم دميس، التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، بالفكرة عمليًا، بتطبيقها على أرض الواقع، وقد رحبوا بالفكرة وساندوها بعد نجاحها.

البداية سخرية وإحباط

"بدأت التجربة وكادت تفشل لعدم اعتراف الناس بها".. هكذا بدأ "إبراهيم" حديثه لــ"مصراوي"، موضحًا أنه انقطع عن العمل في مشروعه قرابة العام، بسبب ما أصابه من إحباط الناس له.

وقال "الجزايرلي"، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، "كنت أعمل في المملكة العربية السعودية، عامل بناء، ورأيت الهنود يطبقونها في المملكة، وتعلمتها منهم، وقررت تطبيقها في مصر، انطلاقًا من قريتي قرية كوم دميس، رأفة بحالهم، بعدما وصل سعر أسطوانة الغاز الطبيعي إلى 40 جنيهًا، وعندما عدت إلى قريتي، منذ نحو عامين ونصف العام، قادمًا من السعودية، بدأت فعليًا تطبيق التجربة في منزلي".

وأوضح أنه عندما بدأ العمل لتنفيذ تجربته، وعرضها على الأهالي، سخروا منه، واستهزأوا بالفكرة، لافتًا إلى أن زوجته سخرت منه هي الأخرى، وكانوا يقولون له "هي الجلّة هتطلع غاز؟"

حتى تملّكه اليأس والإحباط، بعد انتشار سخريتهم منه، موضحًا أنه لم يجد سبيلًا أمامه سوى هدم ما بدأ به في منزله، بسبب هذه السخرية.

الإيمان بالفكرة.. ودور الزوجة والحاج أمين

قال إبراهيم الجزايرلي لـ"مصراوي" إن مشاهده من حيرة زوجته للحصول على أسطوانة غاز، إضافة إلى إيمانه الشديد بفكرته لرؤيته لها مطبقة أمام عينيه، لكنه نسب فضلًا كبيرًا إلى الحاج أمين قندويلة، أحد أهالي القرية، الذي تحمّس للفكرة، أثناء حديث ودي بينهما، وشجعه على التنفيذ بقوّة.

وأوضح "الجزايرلي" أنه بدأ المشروع فعليًا بعد موافقة هذا الرجل، وتشجيعه له، وهو أول مواطن في القرية يُنفذ المشروع، حتى جرى إتمامه، وخرج للنور.

وأشار إلى أن تكلفة المشروع الإجمالية 3 آلاف جنيه، شاملة كل الخامات، وأجرة "المصنعية"، وكذا أجر العمّال، لافتًا إلى أنها تكلفة تقل عن تكلفة تركيب الغاز الطبيعي في البيت، الذي ربما يتطلب 5 أو 6 آلاف جنيه، وبعد تركيبه ستدفع فاتورة شهرية لاستهلاكك من الغاز، بينما يمنحك المشروع الغاز بتكلفة زهيدة، مدى الحياة ودون أية فواتير.

من "حوض التغذية" إلى "الهاضم" إلى سماد

كشف "الجزايرلي" عن 3 مراحل لعمل المشروع، أولاها بناء حوض يُسمى بـ"حوض التغذية"، عبارة عن 40 × 40 سنتيمترًا، تخرج منه ماسورة، متصلة ببئر، لتبدأ المرحلة الثانية، بوضع روث الماشية في هذا الحوض، ثم ننتقل إلى المرحلة الثالثة حيث يوضع الروث من الحوض إلى بئر يُطلق عليها مسمى "الهاضم" الذي يصله الروث من خلال ماسورة متصلة بحوض التغذية.

وقال ابن قرية دميس إن هذه البئر يصل عمقها إلى متر و35 سنتيمترًا، بعرض مترين ونصف المتر، تخرج من أعلاه ماسورة نصف بوصة، تصل إلى منزل المستفيد مباشرة، ويُشترط تغطيته، بحيث لا يوجد أي متنفس فيه، ثم يوضع المحتوى في حوض متر × متر، بارتفاع متر واحد، ويُسمى بـ"حوض العادم"، ويكون خاصًا بتراكم روث الماشية، الذي يجري صرفه من بئر "الهاضم".

وأوضح أن الروث الذي جرى صرفه من بئر "الهاضم"، يُستخدم كسماد للأراضي الزراعية، ويُعد أفضل، وأجود كثيرًا من السماد الحقيقي، وفائدته أفضل كثيرًا من سماد اليوريا.

كيفية استخراج الغاز

وحول كيفية استخراج الغاز، من روث الماشية، بعد إجراء هذه المراحل، قال إبراهيم الجزايرلي إن أوّل شيء من أجل استخراج "غاز الميثان"، من روث الماشية، هو أن تكون التغذية من الروث، نحو مقطورة جرّار زراعي صغير، كأوّل مرة، ويجري وضعها في حوض التغذية، وبالتأكيد سوف تصل لبئر "الهاضم"، ويجري وضع بعض المواد الكيميائية، التي رفض الإفصاح عنها، ومن ثم الانتظار مدة لا تقل عن 20 يومًا.

وأضاف أنه بعد هذه المدة يُستخرج الغاز من روث الماشية، إذ تتكون بكتيريا في بئر "الهاضم"، وتتفاعل فيه، وتُحدث فقعات هوائية، ينتج عن تلك الفقعات بخار وأدخنة، وهذا هو "غاز الميثان"، ويدخل في فتحات المواسير الموجودة، في بئر "الهاضم"، وينتشر فيها، حتى يكون جاهزًا للاستخدام، في أي وقت".

وتابع قائلًا إنه لكي يضمن المستفيد استمرار الغاز مدى الحياة، فعليه بتغذية المشروع بروث الماشية، كل يومين على الأقل، بمقدار 10 كيلو روث، وتكون مخلوطة بماء عادي، بمقدار نحو 5 لترات، لافتًا إلى أنه من الطبيعي أن يكون لدى أي مزارع ماشية، تُفرز أكثر من 5 كيلو روث يوميًا، وأشار إلى أنه بعد نجاح الفكرة، نفذها بنحو 12 بيتًا في أماكن متفرقة ومجاورة بالقرية.

رسالة لتبني التجربة وتعميمها

وناشد "الجزايرلي" الحكومة المصرية عبر "مصراوي" أن تهتم بالمشروع لأنه سيُوفر للدولة الكثير، من حصص الغاز الطبيعي، ومبديًا استعداده لتطبيق الفكرة في أي مكان في أنحاء مصر.

وفي السياق، قالت مروة عُمر، من أهالي القرية، وصاحبة أول منزل تطبق فيه التجربة إنها نفذت المشروع بمنزلها منذ نحو 3 أشهر، بعد موافقة زوجها أمين قندويلة، لافتة إلى أن تكلفته لم تتعد 3 آلاف جنيه، شملت كافة مستلزماته وأجور العمّال، ووفر عليهم اسطوانات الغاز، الذي أصبح متوفرًا بصفة دائمة، وتمنت هي الأخرى تعميم المشروع في جميع أنحاء البلاد لتعُم الفائدة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان