"أحمد".. بائع كفيف عاش وحيدا بالإسكندرية.. وهذا مطلبه من الدولة (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
الإسكندرية – محمد البدري:
لم يستسلم للمرض الذي حوله إلى كفيف بعد مرور 45 عاما قضاها مبصرا، ولم تكن علته سببا في تحوله إلى متسول أو طالب إحسان من الناس مقررا الاعتماد على نفسه دون الالتفات إلى مرضه ليكسب رزقه بالحلال.
"أحمد جابر محمد" مواطن من أبناء منطقة الحضرة في الإسكندرية يبلغ من العمر 50 عاما، فقد بصره قبل نحو 5 أعوام، ويعيش في منزله وحيدا دون أحد يرعاه، لم يرتكن إلى المنزل بل خرج إلى الشارع للعمل ليكسب لقمة عيشه، ولم يجد سوى بعض المستلزمات المنزلية الخفيفة من البخور والخردوات ليتجول بها في شوارع المحافظة لكسب بعض الجنيهات في نهاية يوم عمل شاق.
كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا عندما التقى مصراوي بـ "أحمد" وهو يتحسس طريقه باستخدام عصاه البيضاء، وسط شارع فؤاد بوسط الإسكندرية والذي يقع على بعد قرابة 4 كيلو متر عن مقر سكنه، ينادي كلما استشعرت أذناه أصوات بعض المارة "بخور.. مناديل.. فرشاة شعر.." ويضيف سعر كل منتج بعد النداء على اسمه.
يقول أحمد " ولدت مبصرًا وكنت أعمل في أحد شركات المقاولات حتى بلغت سن الأربعين إلا أن الشركة قللت العمالة وخرجت منها معاش مبكر، وكان لي وقتها زوجة إلا أن الزيجة فشلت لأسباب أسرية، وبعدها عشت وحيدا في منزلي بمنطقة الحضرة اقتات بالمعاش القليل الذي نلته عن فترة عملي."
وأضاف " أصبت خلال تلك الفترة بمرض الجلوكوما وهو اعتلال في عصب العين بشكل تدريجي و متكرر يزداد مع التقدم بالعمر أصابني بضمور كامل في العينين نتيجة قلة الموارد المالية التي تعينني على العلاج وفقدت البصر في سن الخامسة والأربعين."،
وتابع " أصبت بإحباط واكتئاب شديد في بادئ الأمر، فليس من السهل على شخص عاش حياته مبصرًا أن يفقده هكذا وهو يعلم أنه لن يرى النور مجددا، فما بالك بشخص أعمى يعيش في الظلام وحيدا دون أحد يرعاه أو يؤنسه."، مضيفا" في يوم قررت أن أخرج لأشعر بالناس من حولي وقررت أيضا أن لا تكون علتي سببا في تحولي إلى متسول فجمعت قليل المال الذي ادخرته واشتريت به تلك المنتجات أجوب بها الشوارع لأكسب رزقي، خاصة وأني أكره أن أكون عاطلاً."
"أحيانا بحس إن الناس هيه اللي مش شايفاني" قالها أحمد بحزن عندما تذكر الساعات التي يقضيها متجولا في الشارع دون مناديا لترويج بضاعته دون مجيب، مضيفا أن ما يجنيه من مال قد لا يكفي أساسيات بيته، لكنه يشعر بالرضا؛ لأنه يكسب من عمل يده ولا يتسول لقمة عيشه.
وعن مطلبه الوحيد في الحياة قال أحمد "كل الذي احتاجه، أن الدولة تساعدني أكمل حياتي باستثناء لدخولي دار مسنين أو أي دار رعاية يتناسب مع مرضي، لأن القانون لا يسمح بدخول من دون الستين في دور المسنين والاستثناء الذي يحصل عليه البعض يكون لبلوغهم سن الخامسة والخمسين، وأنا لا يتجاوز عمري خمسون عاما، أو أن يتم لي توفير جليس بمقابل مادي يرعى احتياجاتي الإنسانية، لأني لم أعد أقدر على تحمل كل ذلك وحدي." رافضا تلقي أي مساعدات مالية من أحد قائل "مستورة والحمد لله."
فيديو قد يعجبك: