إعلان

بالصور..شباب ببورسعيد: لن نعيش في جلباب "المنطقة الحرة"

05:01 ص الجمعة 23 فبراير 2018

بورسعيد - طارق الرفاعي:

في1 يناير عام 1976 تم إنشاء المنطقة الحرة في محافظة بورسعيد بعهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والتي تضمنت حق الامتياز في المعاملة الجمركية، مما تسبب في انتعاش تجاري بالمدينة.بسبب البضائع المستوردة الواردة إليها، وارتبط اسم المدينة بالتجارة طوال أكثر من ربع قرن، حتي تم استصدار القانون رقم 5 لسنة 2002 الذي يلغي المنطقة الحرة ببورسعيد علي مراحل في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لتتعيش بورسعيد أكثر من 10 سنوات في حالة من التدهور الاقتصادي خاصة وأن نسبة كبيرة من أهلها كان مصدر رزقهم التجارة.

البطالة

ومع مرور السنوات ازدادت معدلات البطالة في بورسعيد وأصبح معظم الشباب أمام خيارين، الأول هو انتظار عودة المنطقة الحرة لسابق عهدها، والثاني هو رفض طابور البطالة والاتجاه للعمل الخاص.

58 مصنع

وفي بداية العام الماضي أعلنت المحافظة عن تخصيص 58 مصنعًا للشباب، فتقدم للمسابقة ألف و 412 متقدم معظمهم ممن توجه للعمل بالقطاع الخاص، وحضر المقابلة منهم 827 متقدم، وتم قبول 429 متقدم بنسبة 52%، وتم تخصيص 58 مصنع للشباب بالمنطقة الصناعية جنوب المدينة بإيجار يبلغ 3 ألاف و 168 جنيه شهريًا، لـ128 شابًا فقط ممن وقع عليهم الاختيار، حيث تم تخصيص 37 مصنع لصناعات الملابس الجاهزة وزعت علي 81 شاب (54 ذكور، و27 اناث)، وتخصيص 10 مصانع لصناعات الجلود وزعت علي 20 شاب (17 ذكور، و3 اناث)، وتخصيص 8 مصانع لصناعات البلاستيك وزعت علي 20 شاب (15ذكور، و5 اناث)، وتخصيص 3 مصانع لصناعات الكرتون وزعت علي 7 شباب (6 ذكور، وسيدة واحدة).

20 مليون جنيه

وتجاوزت تكلفة إنشاء المصانع الـ20 مليون جنيه، بسعر بلغ 344 ألف و 828 جنيه للمصنع الواحد، سيدفع المستثمر منها 71 ألف و524، بالإضافة إلي 38 ألف و 61 جنيه ايجار سنوي بمعدل 3 ألاف و 168 جنيه شهريًا للمصنع كامل المرافق بجانب كيان اداري وأمني وخدمي لمنطقة المصانع بالكامل.

الحلم

محمد السمان، صاحب مصنع لمنتجات الورق والمطبوعات، يقول إنه فور تسلمه المصنع بدأ في الانتاج من خلال المنتجات الورقية والكرتون ، حيث أنه ينتج ورق التصوير والكراسات والنتائج وكذلك عبوات البيتزا والحلويات والأغذية وغيرها، لافتًا ظانه المصنع الوحيد في بورسعيد بالنسبة للعبوات الكرتونية، مؤكدًا علي أن شباب بورسعيد واعي ومثقف وليس كما يقول البعض أنه لا يحب العمل، فهو شخصيًا رفض الوظيفي الميري وقرر الاعتماد علي نفسه وبناء مستقبله حتي أصبح صاحب مصنع صغير، ويحلم في المستقبل أن يكون صاحب أكبر مجمع مصانع لصناعة المنتجات الورقية والكرتون في الشرق الأوسط.

الخبرة والتدريب

وأكد أيمن ابراهيم، أحمد عمال المصنع، علي أنه مادامت توافرت للعامل المصري الخبرة والتدريب اللازم، فان المنتج الذي سيخرج من تحت يديه سيكون الأفضل وسينافس عالميًا اذا اتيحت له الفرصة لذلك، وسيعمل ذلك علي توفير فرص عمل للشباب، مطالبًا المواطنين بالثقة في المنتج المصري الذي هو أفضل من الأجنبي - بحسب قوله.

بورسعيد الصناعية

وداخل مصنع أخر، قال محمود محمد، مشرف علي خط انتاج بمصنع للملابس الجاهزة، إن المصنع يقوم حاليًا بتصنيع الجاكت الشتوي بجودة عالية جدًا، مؤكدًا علي أن تلك المشروعات ستجعل من بورسعيد محافظة صناعية مصدرة بعدما كانت تعتمد علي الاستيراد فقط، لافتًا أن جميع العاملين بالمصنع من أبناء بورسعيد وشبابها وكلهم يحلمون أين يكونوا أصحاب مصانع في المستقبل، فصاحب المصنع نفسه بدأ حياته عاملًا بأحد مصانع الملابس الجاهزة بالمنطقة الحرة للاستثمار، فشباب بورسعيد الأن كما يقول المحافظ يقودون قاطرة التنمية في مصر.

صغار مستثمرين

أشار على محمد عياد، أحد الشباب الحاصلين علي مصنع بالمنطقة، إن المشروع ممتاز، وأنهم كصغار مستثمرين سيعملون علي تشغيل شباب بورسعيد للحد من البطالة، موضحًا أن الإستيراد الذى كانت تعتمد عليه بورسعيد في الماضي بدأت معدلاته فى الانخفاض بعد ارتفاع الدولار، لذلك توجه معظم الشباب وصغار المستثمرين إلي الصناعة من أجل التصدير وجلب عملة صعب إلي مصر ودعم الاقتصاد المصري.

التصدير للخارج

وبالمصنع المجاور لمصنع "عياد"، كان هناك شاب يملك مصنعًا أخر وهو "فاروق البلاسي" الذي أكد علي أن البورسعيدية اكتسبوا خبرة أكثر من 30 عامًا فى التجارة ويجب أن يستغلوها في الصناعة، للمشاركة في تحويل مصر من دولة مستهلكة إلى دولة منتجة، متوقعًا أن يكون الانتاج المحلى لهذه المصانع فى كل أسواق مصر في فترة قصيرة، خاصة وأن هناك مصانع مجاورة لهم يملكها شباب أيضًا بدأت في تصدير منتجاتها للخارج، مؤكدًا علي أن بورسعيد تتحول إلي مدينة صناعية ومن سينتظر عودة الرواج التجاري إليها مرة أخري سيخسر مستقبله ويضيع شبابه وهو في انتظار المنطقة الحرة.

قاطرة الصناعة

ومن جانبه، أشاد اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، بما حققه شباب المحافظة من نجاح كبير خلال مشاركتهم في التحول الذي تشهده بورسعيد من مدينة تجارية إلى قلعة اقتصادية صناعية لوحيستية ضخمة، مشيرًا إلي أن شباب المدينة الباسلة يقودون قاطرة الصناعة في المحافظة بعد نجاحهم في تشغيل 58 مصنع تم تخصيصها لهم بالمنطقة الصناعية بجنوب المحافظة، مؤكدا أن منتجاتهم من الملابس الجاهزة والكرتون والجلود والبلاستيك غزت الأسواق المصرية ويتم تصديرها للخارج نظرا لجودتها العالية وأسعارها المنافسة.

80 مصنع جديد

وأعلن محافظ بورسعيد أنه سيتم تخصيص 6000 متر جديدة بالمنطقة الصناعية لإقامة 80 مصنع أخر للشباب علي غرار ال58 مصنع السابقين، وذلك بالتواكب مع المشروعات العملاقة التي تشهدها المحافظة بشرقها وغربها وجنوبها كقاطرة للتنمية في مصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان