إعلان

تطالب بالمساواة مع الصحفيين.. بائعة صحف بالفيوم: النت خرب بيوتنا والصحافة الورقية تنهار

02:18 م الثلاثاء 27 فبراير 2018

الفيوم – حسين فتحي :

تجلس بفرشتها بالقرب من سواقي الهدير الشهيرة، وسط مدينة الفيوم، مركز التقاء زبائن قرّاء الصحف الورقية بالمحافظة، تنتظر زبائنها الذين يتناقصون يومًا وراء يومٍ، فينضم بعضهم إلى قرّاء المواقع الإلكترونية، ويعزف آخرون عن متابعة الأخبار، لكنها تنتظرهم دائمًا، تحت زخّات المطر، والشمس الحارق، إرضاء للقمة العيش، في بلاط صاحبة الجلالة.

إنها حنان محمد عبّاس، إحدى بائعات الصحف الورقية، بمدينة الفيوم، والتي ورثت مهنتها عن والدتها، التي بدأت العمل في بيع الصحف منذ أكثر من 60 عامًا، ومن ربح بيع الصحف كانت تعيش الأسرة، في أمان واطمئنان.

أما الآن فتواجه "حنان" كغيرها من بائعي وبائعات الصحف الورقية خطر شيخوخة المؤسسات الصحفية، التي أصابت نسبة من موزعي الصحف، فبدأوا في التسوّل لإطعام أبنائهم، ولهذا تطالب بمساواة البائعين مع الصحفيين وعمال المطابع، وتخصيص معاش يحميهم من انهيار سوق الصحافة الورقية.

"حنان" البالغة من العمر 49 سنة، عنوَن المرض والضغط وضعف الإبصار، نهاية رحلتها مع الجرائد والمجلات الورقية، لكنها تُصرّ على المقاومة، مقاومة أمراضها، ومقاومة أمراض الصحافة الورقية، التي تُعاني من ضعف الإنتاج، والتوزيع.

تستقوي "حنان" بما تبقى من زبائنها لشراء بعض أدويتها، فيما تشتري باقي أدويتها بمساعدة أهل الخير، تتعكز بين المبيعات، والمساعدات لجلب الزاد والزوّاد.

قالت البائعة المخضرمة لـ"مصراوي" إنها كانت قبل 12 عامًا، تبيع ما يقرب من 500 جورنال يوميًا، إلى جانب المجلات والكتب، لكن الحال انقلب رأسًا على عقب، فلم تعد تبيع سوى 20 جورنال يوميًا، ترتفع إلى 50 أيام الجمعة، واختفى سوق المجلات، ولم تعد المؤسسات الصحفية تُصدر كتبًا كما كان في السابق.

ضاقت الحياة عليها، فهي عاجزة اليوم عن سداد إيجار شقتها، وطوال الـ14 شهرًا الماضية، يبلغ الإيجار الشهري 200 جنيه، والزوج قعيد، ولديها ولدين وفتاة، لا يعملون.

دعت "حنان" على "الإنترنت" لافتة إلى أنه قضى تمامًا على بيع الصحف الورقية، حتى أن الصحف التي كانت تأتي بكميات كبيرة فيما مضى، تقلصت كميّاتها إلى بشكل ملحوظ، وأجدع بائع أصبح يحصل على 25 نسخة فقط من جريدة الأهرام، إلى جانب 10 نسخ من باقي الصحف، مشيرة إلى أنها كانت تبيع 500 نسخة من "الأهرام" أيام الجمعة، غير باقي الصحف والمجلات.

وأوضحت بائعة الصحف الورقية، أن مكسبها في بيع النسخة الواحدة، لا يتعدى 18 قرشًا، وأنه مع تناقص كمية التوزيع أصبحت الحصيلة اليومية لا تكفي لشراء 3 علب كشري.

وطالبت "حنان" بتخصيص معاشات لبائعي الصحف، حتى يتمكنون من العيش، ومواجهة الحياة الصعبة، مثلما يحدث مع الصحفيين، وعمّال المطابع، لافتة إلى أن البائعين أحد أضلاع صناعة الصحافة الذين عانوا الكثير في شبابهم.

ولفتت إلى أن عملية توزيع الصحف تحتاج إلى العمل من الصباح الباكر، وإعادة المرتجع إلى مكاتب التوزيع الرئيسية، وأنها تقضي وقتًا طويلًا في الشارع لخدمة صاحبة الجلالة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان