"وردة" صائدة سمك باليد: "سقعة المياه أهون من سؤال الناس"
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
-
عرض 15 صورة
كتب – أحمد نصرة:
مع تسرب الخيوط الأولى لضوء الصباح عبر الثقوب المتعددة التي تزين نافذة حجرتها المعدمة، استيقظت "وردة" بطريقة روتينية، نفضت غطائها الخشن سريعا عن جسدها خشية أن يتسرب إليها الكسل، كان عليها أن تعد طعام الإفطار لأطفالها المستغرقين في النوم وتتركه لهم، قبل أن تخرج لرحلة شقائها اليومية.
التقطت "وردة" وعاءً من الألومنيوم وغادرت المنزل لتستقبل لفحة من الهواء البارد وهي تمني نفسها برزق وفير يفي بمتطلبات يومها هي وأسرتها بعد أن رحل زوجها وتركها وحيدة في معترك الحياة، في طريقها إلى أحد تفرعات بحيرة مريوط التقت في طريقها ثلاث من زميلاتها تتشابه ظروفهن البائسة مع اختلاف التفاصيل، فمنهن من مرض زوجها ومنهن من تساهم بعملها في دخل أسرتها أو تتكفل بمصاريفها.
وصلت السيدات إلى شاطئ البحيرة واستعددن لنزول المياه، خلعت "وردة" حذائها وبدأت اختبار برودة المياه الشديدة بأطراف أصابعها لتنتزعها عبارة زميلتها "بطلي دلع" وقبل أن تكملها كانت اجتذبتها معها بملابسها إلى داخل المياه.
بدأت "وردة" وزميلاتها في توجيه بعض الضربات نحو صفحة المياه ليحدثن موجات متلاحقة يتبعها النزول بأياديهن نحو القاع ليخرجن وبها أسماك البلطي دون أدنى مقاومة منها.
"في الوقت ده من السنة السمك بيبقى متخدر من السقعة ومع تحريك المياه بينزل تحت وبنعرف نمسكه بإيدينا بسهولة" طرحت "وردة" تفسيرها لسبب استسلام الأسماك بهذه الطريقة.
وفي مقابل هذا التفسير غير المقنع يذكر الدكتور محمود النقيب، المدرس المساعد بكلية الزراعة، جامعة الأزهر، تفسيرا علميا لهذا السبب فيقول: "في بعض الأحيان لا تستجيب الأسماك للمؤثرات وتفقد خاصية الهروب والاستشعار بالمفترسات وهناك أسباب عديدة لذلك أهمها فقدان الأسماك لوظائف المستقبلات الحسية والتي توجد على الخط الجانبي "Lateral line" ويحدث الخلل في تلك المستقبلات نتيجة لأمور عديدة منها التلوث المائي بالمبيدات، ونقص نسبة الأكسجين الذائب في الماء، والصيد بمادة السيانيد وغيرها من الملوثات".
حل التعب بالسيدات ويبدو أنهن قنعن برزقهن في هذا اليوم فخرجن نحو منطقة من البوص اتخذن منها ساترا ليغيرن ملابسهن المبتلة بأخرى أحضرنها معهن لهذا الغرض، لم تكن رحلة الصيد هي نهاية مشقة هؤلاء البائسات، فبعدها ستبدأ مهمة أخرى تتمثل في بيع حصيلة صيدهن.
"بنروح السوق وبنبيع اللي اصطدناه، وساعات ربنا بيكرمنا بناس بتقابلنا في السكة وبتاخد السمك شروة واحدة".. أوضحت "وردة" الطريقة التي بها تسويق هذه الأسماك.
وأضافت: "في اليوم بأروح بـ 30 أو 40 جنيه على حسب ربنا ما يرزق يدوب بيكفوني أنا وعيالي بالعافية، المصاريف كتير والأسعار نار، ولو قعدت يوم من الشغل مش هعرف أوكلهم، نزول المياه في عز السقعة أهون من الفقر ومد الإيد".. قالتها وهي تشير بيدها وقد تجعد جلد أصابعها من أثر المياه التي تمكث فيها فترات طويلة.
وقال "عبدالخالق السيد"، أحد المهتمين بالعمل الاجتماعي بمنطقة قرى أبيس: "حالة هؤلاء النسوة تستحق الشفقة دون مبالغة، وظروفهن الاجتماعية سيئة للغاية فمنهن من فقدت عائلها وأصبحت هي العائل لأسرتها ومنهن من تعمل لمساعدة زوجها، والدخول التي يتحصلن عليها من هذه المهنة الشاقة قليلة للغاية، وتم الاتفاق مع إحدى الجمعيات الخيرية لدراسة تلك الحالات وعمل البحوث الاجتماعية لها تمهيدا لتقديم الدعم اللازم لهن".
فيديو قد يعجبك: