بالصور- نعوش من طين.. بيوت فقراء الأقصر القديمة مهددة بالانهيار
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
الأقصر – محمد محروس:
بعد ساعات من مصرع سيدة وفتاة، وإصابة آخرين في انهيار منزل من طابقين، مبني بالطوب اللبن بقرية القبلي قامولا بمركز القرنة غربي الأقصر، انهار منزل آخر بذات القرية التي شهدت الواقعة الأولى إلا أنه لم يُسفر عن خسائر بشرية، لكنه أنذر بوقوع مزيد من الحوادث المشابهة في القرى التي تنتشر بها البيوت الطينية بالمحافظة، ما قد يُسفر عنه كوارث حقيقية حال تعرض هذه القرى لسيول أو زلازل.
وتنتشر البيوت الطينية بشكل كبير في قرى مراكز القرنة، وإسنا، وأرمنت، ووقعت خلال السنوات الخمس الماضية عشرات الحوادث المماثلة بها، ما ينبغي معه التحرّك لمنع وقوع الكارثة من خلال تحديد المنازل الآيلة للسقوط واتخاذ اللازم حيالها.
عشرات الحوادث.. والبيوت الطينية عامل مشترك
تكررت حوادث انهيار البيوت الطينية خلال السنوات الماضية بالأقصر، ففي 20 يناير 2017 لقيت طفلتان مصرعيهما، وأصيبت طفلة ثالثة في انهيار منزل مبني بالطوب اللبن، في قرية توماس، وفي 9 ديسمبر 2014 لقي مواطن مصرعه، وأصيبت زوجته في انهيار منزل بقرية الحميدات، بمركز إسنا، وفي 26 يونيو 2013 لقي مواطن آخر مصرعه، وأصيب آخران في واقعة مماثلة بنفس المركز.
وفي 29 ديسمبر 2017 أصيبت 5 سيدات في انهيار جزء من منزل مبني بالطوب اللبن بقرية أرمنت الحيط، وفي 17 سبتمبر 2014 لقيت سيدة مسنة مصرعها في انهيار سقف منزلها بقرية أرمنت الوابورات، وفي 11 ديسمبر 2013، لقيت ربة منزل مصرعها، وأصيب زوجها في انهيار منزلهما بمنطقة الطارف بالقرنة غربي الأقصر.
والعامل المشترك في كل حوادث الانهيارات تلك، هي أنها بيوت طينية، مرت على تشييدها عقود طويلة، دون أن تطولها يد الترميم أو التطوير.
الإهمال لعقود
إبراهيم جودة، مهندس معماري، قال لـ"مصراوي" إن معظم هذه البيوت الطينية مر على بنائها عقود طويلة، ونظرًا للظروف الاقتصادية السيئة لسكّانها، لم يتمكنوا من اللحاق بجيرانهم الذين حوّلوا منازلهم الطينية إلى مسلحة بالأسمنت والحديد.
كما لم تُمكّنهم الظروف من إجراء الترميمات اللازمة لها فضلًا عن اضطرار بعض الأسر مع زيادة أعداد أفراد الأسرة، لبناء طابق آخر بشكل أفقي بما لا يتناسب مع طبيعة مواد البناء المستخدمة في البيوت.
وأضاف "جودة": إن هذه البيوت تُشكّل خطرًا حقيقيًا على سكّانها، ويجب على مؤسسات الدولة التحرّك السريع لتحديد البيوت المعرّضة للانهيار، وإخلاء السكّان منها، وإزالتها، وإعادة إعمارها من خلال الاستعانة بالمؤسسات الخيرية، لتوفير الماليات اللازمة لذلك، في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
العُمر الافتراضي 50 عامًا
بينما قال وليد رضوان، مهندس معماري، من أهالي الأقصر، إن العُمر الافتراضي لأي مبنى حتى إن كان مبنيًا بالحديد والإسمنت، 50 عامًا فقط، بينما يزيد عمر الكثير من بيوت ومباني الأقصر على 70 عامًا وأحيانًا عن 100 عام، ومازال يسكنها الناس، ما يُهدد حياتهم.
وأضاف "رضوان" أن قرى الأقصر، تعاني مشكلة أخرى تزيد من احتمالية انهيار المباني في حالة حدوث أمطار غزيرة أو سيول، وهي مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية، بسبب اعتماد أغلب القرى على بيارات الصرف الصحي، البدائية فضلًا عن اعتماد المباني في المناطق الريفية حتى الحديثة منها على الحوائط الحاملة فضلًا عن تعلية الطوابق، والأدوار دون الرجوع لمهندسين مختصين، فمثلًا في مدينة الأقصر كان لا يسمح بالبناء أكثر من 4 طوابق، إلا أنه بعد قيام ثورة 25 يناير انتشرت ظاهرة بناء الأدوار المخالفة فأصبحت العمارات التي كانت 4 أدوار فقط، فجأة 7 أدوار، رغم أن الأساس صُمم لبناء 4 أدوار فقط.
مشروع الرقم القومي للعقارات
وتابع "رضوان" أن المشكلة الحقيقية تكمُن في عدم وجود قاعدة بيانات، يُمكن أن يُستَدَلُ من خلالها على حالات العقارات القديمة، المنتشرة في ربوع محافظة الأقصر، والتي تُمثل تهديدًا حقيقيًا لحياة السكّان، لاسيما في ظل الطقس السيئ، والتوقعات التي تشير إلى سقوط أمطار غزيرة وسيول على محافظات الصعيد، خلال بعض الفترات.
ولفت المهندس المعماري، ابن محافظة الأقصر، إلى اقتراح تقدّم به أحد الخبراء المعماريين للحكومة، كان سيُساعد كثيرًا في حل هذه المشكلة، تمثّل في مشروع الرقم القومي للعقارات، والمدوّنة فيه كل بيانات العقار من تاريخ إنشائه، ومواصفاته، وأعمال الترميمات التي جرت عليه، وسجل الصيانة المرتبط به.
مشيرًا إلى أن كل ما سبق من بيانات، يجب توافره في قاعدة معلومات قومية ضخمة، لجميع العقارات على مستوى الجمهورية.
فيديو قد يعجبك: